النقرس هو مصطلح عام لمجموعة متنوعة من الأعراض التي يسببها تراكم حمض البول في المفاصل، وعادةً ما يؤثر هذا التراكم على القدمين مسببًا ألمًا وتورُّمًا في مفاصل القدم وخاصةً مفصل الإبهام، ويمكن للألم المفاجئ والشديد أو ما يُعرف بنوبات النقرس أن تُشعِر المريض وكأن قدمه تحترق. وتتباين التقارير بشكلٍ كبيرٍ حول انتشار النقرس وحدوثه بين السكان، إذ تختلف النسبة من دولة إلى دولة نتيجة الاختلافات في العوامل البيئية والجينية والغذائية، فتتراوح نسبة الانتشار بين 1% – 6.8% بمعدل إصابة أكبر عند الرجال منه عند النساء، كما تزداد فرص الإصابة مع التقدم بالعمر.
المحتويات
أسباب داء النقرس
يحدث داء النقرس نتيجة ارتفاع نسبة حمض البول في الدم، نتيجة الجفاف أو مشاكل في الدم أو الاستقلاب، ما يؤدي إلى تصنيع كميات زائدة من حمض البول أو عدم القدرة على طرح الزائد منه نتيجة اضطرابات في الكلية أو الغدة الدرقية أو أمراض وراثية.
وبعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، مثل:
- الرجال في منتصف العمر أو النساء في سن اليأس.
- وجود قصة عائلية للإصابة بالنقرس.
- شرب الكحول.
- تناول الأدوية مثل مدرات البول والسيكلوسبورين.
- من يعانون من ارتفاع التوتر الشرياني، أو أمراض الكلى أو الغدة الدرقية، أو السكري، أو توقف التنفس أثناء النوم.
وبالنسبة للبعض يحدث النقرس نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات الحاوية على نسبة عالية من البورينات (هي مكونات كيميائية طبيعية للحمض النووي تتحول عند استقلابها إلى حمض البول) مثل: اللحوم الحمراء واللحوم العضوية وبعض الأطعمة البحرية والكحول، إذ تحتوي الكحول على نسبة عالية من البورينات، وتقلل معدل طرح حمض البول من الجسم، ما يزيد خطر الإصابة بالنقرس، وبالرغم من أنها لا تؤثر على الجميع بنفس النسبة، إلا أنّ شرب كمية تزيد عن 12 كوبًا في الأسبوع يمكن أن تزيد خطر الإصابة خاصةً عند الرجال، وتؤثر البيرة بشكل أكبر من المشروبات الكحولية الأخرى.
وبالرغم من قدرة معظم الأشخاص على تحمُّل هذه الأطعمة، إلا أن عليهم تجنبها في حال وجود مشكلة في طرح الزائد من حمض البول، كما قد تسبب الأطعمة الحاوية على الفركتوز والمشروبات الساخنة المحلاة بالسكر بعض المشاكل بالرغم من عدم احتوائها على البورينات، ومن ناحية أخرى، تساعد بعض الأطعمة في تقليل نسبة حمض البول في الجسم وبالتالي تفيد المصابين بالنقرس، وهناك بعض الأدوية التي ترفع مستوى حمض البول في الدم مثل: المدرات والأسبرين وخافضات الضغط كحاصرات بيتا، بالإضافة إلى بعض المشاكل الصحية التي من شأنها زيادة فرصة إصابتك بالنقرس كالبدانة والسكري.
هل يعد النقرس وراثيًّا؟
للوراثة دور هام في الإصابة بالنقرس، إذ تصل نسبة الإصابة إلى 20% عند الأشخاص الذين يملكون تاريخًا عائليًا لهذا المرض، لأن جينات النقرس ترفع مستويات حمض البول في الجسم فمن المحتمل أن تمهد الوراثة طريقًا للإصابة، كما تزيد العوامل البيئية وعاداتنا اليومية منها.
أعراض النقرس
يمتلك بعض الأشخاص مستويات عالية من حمض البول في الدم إلا أنهم لا يعانون أي أعراض، وهذا ما يسمى “فرط حمض البول اللاعرضي”، لكن قد تحدث هجمات نقرس حادة، فتظهر الأعراض فجأةً نتيجة التراكم السريع لبلورات حمض البول في المفصل وتستمر من ثلاثة إلى عشرة أيام، مسببةً ألمًا وتورُّمًا واحمرارًا وحرارةً في المفصل. في المقابل، لن تشعر بأي أعراض خارج وقت الهجمة، وقد تتحول الإصابة إلى مزمنة في حال عدم معالجة النقرس، إذ تتشكل ترسبات قاسية تؤدي في النهاية إلى أذية في المفصل والأنسجة والجلد المحيط به.
يمكن لطبيبك تشخيص النقرس بناءً على الأعراض والفحص البدني ومراجعة تاريخك الطبي، فمن المحتمل أن يعتمد في التشخيص على: وصفك لألم المفصل وكم مرة عانيت من ألم شديد في المفصل ومدى احمرار المنطقة أو تورمها، كما يمكن أن تُظهر عينة من السائل المأخوذ من المفصل ما إذا كان يحتوي على حمض البول أم لا، وقد يطلب أيضًا صورة شعاعية للمفصل.
العلاج
إذا تُرِك النقرس بدون علاج، فقد يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل النقرسي الذي يعد أخطر من التهاب المفاصل المعروف، وهذه الحالة المؤلمة تؤدي إلى ضرر وتورُّم دائمين في المفصل، ويعتمد العلاج على درجة الإصابة وشدتها. ويكون تأثير الأدوية بإحدى الآليتين: إما تخفيف الألم وإنقاص الالتهاب كما في الأسبرين والكولشيسين والستيروئيدات القشرية أو تمنع حدوث هجمات النقرس المستقبلية عبر تقليل مستويات حمض البول في الدم.
وبالإضافة إلى الأدوية، من الضروري تعديل نمط الحياة، لضبط الأعراض وتقليل الهجمات المستقبلية كالتقليل من شرب الكحول، وتخفيف الوزن، وإيقاف التدخين. لكن بعد سنوات من المرض قد تتضرر المفاصل وتتمزق الأربطة ويصاب الجلد فوق المفصل وتترسب كتل قاسية في المفاصل والأذن تؤدي إلى تورُّم مؤلم وعندها قد يتطلب المريض جراحة تسعى إلى إزالة تلك الكتل أو قد نضطر أحيانًا إلى تبديل المفصل.
تجنب الإصابة بالنقرس
هناك العديد من العادات التي يمكننا اتباعها لتجنب الإصابة بالنقرس مثل:
- تحديد كمية الكحول المتناولة.
- التقليل من الأطعمة الغنية بالبورينات مثل لحم البقر.
- اتباع نظام غذائي غني بالخضار قليل الدسم ومنتجات الألبان.
- الحفاظ على وزن صحي.
- تجنب التدخين.
- ممارسة التمارين الرياضة بانتظام.
- شرب كمية كافية من السوائل.
بالإضافة إلى بعض الأطعمة التي تقلل مستويات حمض البول في الدم وتمنع تكرار الهجمات، مثل تورتة الكرز والزنجبيل والخس والهندباء وخل التفاح والأطعمة الحاوية على المغنيزيوم.
في النهاية، من الممكن معالجة النقرس وتدبيره بنجاح، فقد يصف لك طبيبك بعض الأدوية التي تساعد في تقليل مستويات حمض البول في الدم وتخفف الالتهاب والألم، كما ينصحك بإجراء بعض التغيرات على نظامك الغذائي مما يخفف من حدّة المرض، إذ يساعد الطعام المتوازن ونمط الحياة الصحي في علاج النقرس بنجاح.
المصدر: 1