أيهما أفضل التخدير العام أم التخدير النصفي؟ وما ميزات كل طريقة؟

تحتاج العمليات الجراحية إلى تخدير، لكن متى يستخدم الطبيب التخدير العام؟ ومتى يستخدم التخدير النصفي؟

تجرى ملايين العمليات الجراحية حول العالم سنويًا، بعض هذه العمليات يجرى تحت التخدير العام وبعضها باستخدام التخدير القطني (التخدير النصفي)، أو طرق أخرى من التخدير الموضعي وتسكين الألم، لكل نوع من أنواع التخدير هذه ميزات وخصائص مختلفة، وتختلف أيضًا اختلاطات كل نوع وتأثيراته الجانبية.

أولًا: ميزات وخصائص التخدير العام

يُجرى التخدير العام عبر إعطاء جرعة من الأدوية المخدرة عن طريق الوريد أو على شكل غازات مخدرة للاستنشاق. يشرف طبيب التخدير عن عملية التخدير بالكامل بما في ذلك مراقبة العلامات الحيوية للمريض ومعدل التنفس. لا يشعر المريض بالألم تحت التخدير العام، ويكون فاقدًا للوعي. قد يعاني الشخص أيضًا من فقدان الذاكرة المؤقت بعد التخدير، وتستخدم هذه الطريقة غالبًا في العمليات الجراحية الكبرى.

متى يستخدم التخدير العام؟ وهل هو آمن؟

التخدير العام آمن عمومًا، ويستطيع المريض تحمل التخدير العام دون حدوث أي مشاكل خطيرة، ولكنه مثل أي إجراء طبي، يحمل بعض الآثار الجانبية، ومن أهمها:

التأثيرات الجانبية قصيرة الأمد:

تحدث معظم الآثار الجانبية للتخدير العام بعد العملية مباشرة ولا تدوم طويلًا. قد يستيقظ المريض ببطء في غرفة العمليات أو غرفة الإنعاش وربما يشعر بالدوار والارتباك قليلًا، ومن أهم التأثيرات التي قد تحدث خلال هذه الفترة:

  • الإقياء والغثيان: يحدث هذا التأثير الجانبي فورًا بعد الجراحة، ولكن قد يستمر الشعور بالغثيان لدى بعض الأشخاص لمدة يوم أو يومين، ويمكن أن تساعد الأدوية المضادة للغثيان في علاج هذه الحالة.
  • جفاف الفم: قد يشعر المريض بالعطش وجفاف الفم عند الاستيقاظ من التخدير، ويمكن لشرب القليل من الماء أن يساعد في التخفيف من هذا الشعور.
  • بحة في الصوت: قد يتسبب الأنبوب الذي يوضع في الحلق أثناء التخدير بإصابة أو رض الأوتار الصوتية وحصول بحة صوت مؤقتة.
  • قشعريرة الجسم: من الشائع أن تنخفض درجة حرارة الجسم أثناء التخدير العام، ما يفسر القشعريرة والشعور بالبرد، وهي حالة مؤقتة تزول تلقائيًا.
  • تشوش التفكير والدوار: قد يشعر المريض بالارتباك والنعاس وتشوش التفكير والدوار عند الاستيقاظ من التخدير. يستمر ذلك عادةً لبضع ساعات فقط، ولكن بعض الأشخاص وخاصة كبار السن يمكن أن يعانوا من هذه الحالة لأيام أو أسابيع.
  • الحكة: إذا استخدمت الأدوية المخدرة (الأفيونية) أثناء العملية أو بعدها، فقد يشعر المريض بالحكة لفترة وجيزة.
  • اضطرابات التبول: قد يواجه المريض صعوبة في التبول لفترة قصيرة بعد التخدير العام.
  • آلام العضلات: يعتبر أثرًا جانبيًا نادرًا للتخدير العام.

التأثيرات الجانبية طويلة الأمد:

لا يعاني معظم المرضى من تأثيرات جانبية طويلة المدى، ومع ذلك قد يعاني كبار السن من آثار جانبية تستمر لأكثر من يومين، وأهمها:

  • الهذيان والهلوسات في فترة ما بعد الجراحة: قد يصاب بعض المرضى بالارتباك أو يجدون صعوبة في تذكر الأشياء بعد الجراحة. يمكن أن يظهر هذا الارتباك ويختفي، لكنه عادة ما يزول بعد حوالي أسبوع.
  • الخلل الإدراكي بعد الجراحة (POCD): قد يعاني بعض المرضى من مشاكل مستمرة في الذاكرة أو أنواع أخرى من الضعف الإدراكي بعد التخدير العام. تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الخلل. ومن العوامل الأخرى التي تؤهب لحدوث هذا الخلل: السكتات الدماغية أو أمراض القلب والأوعية أو أمراض الرئة أو داء الزهايمر.

فوائد وإيجابيات التخدير العام

يحقق التخدير العام الفوائد التالية للمريض:

  • يسمح التخدير العام للمريض بتحمل الإجراءات الجراحية التي تسبب ألمًا كبيرًا.
  • يفقد المريض الوعي أثناء العملية، ما يسمح بالاسترخاء المناسب للعضلات لفترات طويلة من الوقت، ويسهل التحكم الكامل في مجرى الهواء والتنفس والدورة الدموية.
  • يمكن إجراؤه دون تحريك المريض من وضعية الاستلقاء.
  • يمكن أن يتكيف التخدير العام بسهولة مع العمليات الجراحية ذات المدة غير المتوقعة، ويمكن إدارته بسرعة ويمكن عكسه.
  • لا يتعرض المريض للإجهاد أثناء العملية، ويسمح بالسكون التام لفترة طويلة من الوقت.
  • يسمح بإجراء الجراحة في مناطق متفرقة من الجسم في نفس الوقت.

يوصي الطبيب بالتخدير العام في حال: كانت العملية الجراحية تستغرق وقتًا طويلًا، أو إذا كانت العملية الجراحية تسبب ألمًا كبيرًا، أو يجب إجراء أكثر من عمل جراحي بأكثر من منطقة بالجسم.

ثانيًا: خصائص وميزات التخدير النصفي

يعتبر التخدير القطني (النصفي) بديلًا عن التخدير العام في حالات خاصة، ويستخدم التخدير النصفي اليوم في معظم العمليات التي تُجرى في النصف السفلي من الجسم.

يُخدر النصف السفلي من الجسم لمنع الشعور بالألم، ويُعطى دواء التخدير من خلال حقنه بشكل مباشر في السائل الدماغي الشوكي. تُخدر أولًا المنطقة التي سيتم إدخال الإبرة فيها بمخدر موضعي، ثم يتم توجيه الإبرة إلى القناة الشوكية، وحقن المخدر. يتخدر النصف السفلي من الجسم أسفل موقع الحقن وأحيانًا فوقه قليلًا، وقد لا يتمكن الشخص من تحريك ساقيه حتى يزول تأثير المخدر.

التأثيرات الجانبية للتخدير النصفي:

مع أن التخدير النصفي يعتبر آمنًا عمومًا، إلا أنه قد ينطوي على عدد من الاختلاطات والتأثيرات الجانبية، مثل:

  • رد فعل تحسسي للمواد المستخدمة.
  • نزف.
  • صعوبة في التبول.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • التهاب السحايا.
  • صداع حاد، ويعد الصداع أكثر الآثار الجانبية شيوعًا للتخدير النصفي ويُعالج عادة بسهولة.

إيجابيات وفوائد التخدير النصفي:

باستخدام التخدير النصفي يبقى المريض مستيقظًا أثناء العملية، وسيكون قادرًا على سماع ما يجري في غرفة العمليات ولكن لن يشعر بأي ألم، وقد يكون لدى المريض إحساس بالحركة أو الضغط وهذا أمر طبيعي. يُوضع ستار عازل حتى لا يتمكن المريض من رؤية إجراءات العمل الجراحي، ويمكنه إبلاغ الجرَّاح وطبيب التخدير بأي تغيرات يشعر بها. ومن أهم الإيجابيات والفوائد التي يحققها التخدير النصفي:

  • تقل احتمالية الإصابة بالاضطرابات التنفسية بعد العملية.
  • تسكين الآلام بشكل ممتاز خلال وبعد العملية.
  • حاجة أقل لاستعمال مواد التخدير التي يمكن أن تسبب الشعور بالغثيان والإقياء.
  • تقل احتمالية حدوث الارتباك والتشويش بعد العملية خاصة عند كبار السن.
  • القدرة على الأكل والشرب خلال وقت أسرع بعد العملية.

يوصي الطبيب بالتخدير النصفي في العمليات الجراحية التالية: جراحة المسالك البولية (البروستات والمثانة والأعضاء التناسلية)، العمليات الجراحية على عظام الوركين والساقين والقدمين، العمليات النسائية على الرحم والمهبل والمبيض والقيصريات، عمليات الأوعية الدموية في الساقين.

أيهما أفضل التخدير العام أم التخدير النصفي؟

يُستخدم التنبيب في التخدير العام كجزء من إجراءات التخدير، والمرضى الذين يعانون من مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو المدخنون على المدى الطويل، يصعب اللجوء للتنبيب عندهم، ما يجعل التخدير النصفي خيارًا أفضل بكثير بالنسبة لهم. كما يعتبر التخدير النصفي مفيدًا بشكل خاص عند المرضى الأكبر سنًا الذين هم أكثر عرضة للتأثيرات الجانبية بما في ذلك الارتباك بعد الجراحة أو الخلل الإدراكي طويل الأمد. يعتبر التخدير العام آمنًا جدًا، لكن كبار السن وأولئك الذين يخضعون لعمليات جراحية طويلة هم الأكثر عرضة لخطر الآثار الجانبية والنتائج السيئة.

بالإضافة لذلك يُفضل استخدام التخدير النصفي إذا كان المريض يعاني من الحالات التالية:

  • ردود فعل تحسسية سابقة للتخدير العام.
  • توقف التنفس أثناء النوم.
  • البدانة.
  • ارتفاع التوتر الشرياني.
  • داء السكري.
  • أمراض الرئة والقلب.
  • القصور الكلوي.

يقدر بعض الخبراء أن حوالي 1 من كل 1000 شخص يستعيد وعيه خلال التخدير العام لكنه يظل غير قادر على الحركة أو التحدث أو تنبيه الطبيب، وعندما يحدث هذا، لا يشعر المريض عادةً بأي ألم ومع ذلك، يمكن أن يتسبب في مشاكل نفسية طويلة المدى، على غرار اضطراب ما بعد الصدمة.

لذلك سيناقش طبيب التخدير الخيارات معك ويساعدك على تحديد التخدير المناسب لحالتك. 

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love