سرطان بطانة الرحم: العوامل المؤهبة وأفضل طرق التشخيص والعلاج

سرطان بطانة الرحم، ماذا تعرف عنه، وما أسبابه؟

يعدّ الرحم أحد أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي، وكغيره من الأعضاء يتعرض للعديد من الاضطرابات والشذوذات والأمراض، من أهمها وأخطرها سرطان باطن الرحم، الذي يعد أشيع الأورام النسائية الخبيثة في جسم الرحم. تشير الدراسات إلى أن حوالي 3 من كل 100 امرأة يحدث لديهن سرطان بطانة الرحم في مرحلة ما من حياتهن، وغالبًا ما يتم اكتشاف سرطان بطانة الرحم في مرحلة مبكرة لأنه يؤدي لحدوث نزيف نسائي غير طبيعي في حوالي 90% من الحالات.

إذا كنتِ مصابة بسرطان بطانة الرحم، فإن التشخيص والعلاج المبكر يزيدان من فرصك في الشفاء.

أعراض وعلامات سرطان بطانة الرحم

يتميز سرطان باطن الرحم عن باقي السرطانات النسائية بأنه يؤدي لحدوث أعراض واضحة، وقد تتضمن أعراضه ما يلي:

  • نزيف مهبلي بعد سن اليأس أو بين الدورات الشهرية.
  • إفرازات مهبلية.
  • ألم في أسفل البطن أو الحوض أو الشعور بكتلة في الحوض.
  • تبول صعب أو مؤلم.
  • ألم أثناء الجماع.

الأسباب والعوامل المؤهبة

ليس لسرطان بطانة الرحم سبب معروف حتى الآن، ويُعتقد أن عدة عوامل تؤهب لحدوث طفرات في الحمض النووي لخلايا بطانة الرحم. تحول الطفرة الخلايا الطبيعية السليمة إلى خلايا غير طبيعية، ثم تنمو هذه الخلايا غير الطبيعية وتتكاثر خارج نطاق السيطرة. تشكل الخلايا غير الطبيعية المتراكمة كتلةً أو ورمًا. تغزو الخلايا السرطانية الأنسجة القريبة ويمكن أن تنفصل عن الورم الأولي وتنتشر في أماكن أخرى من الجسم.

عادة ما يحدث سرطان بطانة الرحم لدى النساء بعد انقطاع الطمث. يحدث أكثر من 95% من سرطان بطانة الرحم لدى النساء فوق سن الأربعين.

قد تزيد العوامل التالية من خطر إصابة المرأة بسرطان بطانة الرحم:

  • البدانة وارتفاع التوتر الشرياني وداء السكري.
  • النظام الغذائي الغني بالدهون الحيوانية.
  • تاريخ عائلي للإصابة بسرطان بطانة الرحم أو المبيض أو القولون.
  • تأخر سن اليأس.
  • عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • العقم.
  • العلاج بعقار تاموكسيفين لسرطان الثدي وتناول موانع الحمل.

الوقاية من سرطان بطانة الرحم

لتقليل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • الحفاظ على وزن صحي.
  • اتباع نظام غذائي متوازن.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • عدم تناول حبوب منع الحمل دون إشراف طبي.
  • مراجعة الطبيب المختص عند ظهور أي أعراض مشتبه بها.

كيف يُشخص سرطان بطانة الرحم؟

يشمل تشخيص سرطان بطانة الرحم عدة خطوات تبدأ بالفحص السريري المفصل، ويمكن استخدام عدد من الاستقصاءات الشعاعية والمخبرية، ومن أهمها:

  • تحاليل مخبرية تشمل تحاليل الدم والبول.
  • فحص البطن والحوض بالموجات فوق الصوتية (الإيكو).
  • تنظير الرحم لفحص بطانة الرحم وكشف أي كتل مشبوهة.
  • خزعة بطانة الرحم في حال وجود كتلة مشبوهة للتأكد من طبيعتها.

علاج سرطان بطانة الرحم

هناك العديد من الخيارات المتاحة لعلاج سرطان بطانة الرحم. تعتمد خطة العلاج التي يوصي بها طبيبك على نوع السرطان ومرحلته، بالإضافة إلى صحتك العامة وتفضيلاتك الشخصية. هناك فوائد ومخاطر محتملة مرتبطة بكل خيار علاجي. يمكن لطبيبك مساعدتك في فهم الفوائد والمخاطر المحتملة لكل طريقة.

العلاج الجراحي

غالبًا ما يتم علاج سرطان بطانة الرحم من خلال عملية استئصال الرحم. أثناء استئصال الرحم، يقوم الجراح بإزالة الرحم والأنسجة المحيطة به، وعادة ما يستخدم هذا العلاج للحالات المبكرة التي يكون الورم فيها داخل الرحم ولم ينتشر لمناطق أخرى من الجسم.

العلاج الشعاعي

يستخدم العلاج الشعاعي حزمًا عالية الطاقة من الأشعة لقتل الخلايا السرطانية، وهناك نوعان رئيسيان من العلاج الشعاعي يستخدمان لعلاج سرطان بطانة الرحم:

  1. العلاج الشعاعي الخارجي من خلال تركيز حزم من الأشعة على الرحم من خارج الجسم.
  2. العلاج الإشعاعي الداخلي، ويتم خلاله وضع المواد المشعة داخل الجسم أو في المهبل أو الرحم.

قد يوصي طبيبك بنوع واحد أو كلا النوعين من العلاج الشعاعي بعد الجراحة، ويمكن أن يساعد ذلك في قتل الخلايا السرطانية التي قد تبقى بعد الجراحة. وفي حالات أخرى، قد يوصي الطبيب بالعلاج الشعاعي قبل الجراحة، لأن ذلك يمكن أن يساعد في تقليص حجم الورم وتسهيل إزالته. وأحيانًا إذا كان الورم غير قابلٍ للاستئصال الجراحي بسبب حالات طبية أخرى أو سوء الحالة الصحية العامة، فقد يوصي طبيبك بالعلاج الإشعاعي كعلاج رئيسي لك.

العلاج الكيميائي

يشمل العلاج الكيميائي استخدام الأدوية لقتل الخلايا السرطانية. تتضمن بعض أنواع العلاج الكيميائي دواءً واحدًا، بينما تشتمل أنواع أخرى على مجموعة من الأدوية، وقد تكون الأدوية على شكل حبوب أو يتم إعطاؤها من خلال التسريب الوريدي. قد يوصي طبيبك بالعلاج الكيميائي لسرطان بطانة الرحم الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج الهرموني

يتضمن هذا النوع من العلاجات استخدام الهرمونات أو الأدوية المثبطة للهرمونات لتغيير مستوياتها في الجسم، يمكن أن يساعد هذا في إبطاء نمو خلايا سرطان بطانة الرحم. قد يوصي طبيبك بالعلاج الهرموني للمرحلة الثالثة أو المرحلة الرابعة من سرطان بطانة الرحم، وقد يستخدم أحيانًا في حال نكس الورم، وغالبًا ما يتم الجمع بين العلاج الهرموني والعلاج الكيميائي.

إن سرطان بطانة الرحم رغم شيوعه وخطورته يعتبر من الأورام سهلة العلاج في حال اكتشافه بشكل مبكر والبدء بتقديم العلاج المناسب تحت إشراف الطبيب المختص. بالإضافة للعلاجات السابقة يجب الحرص على تقديم الدعم العاطفي والنفسي للمريضة قبل وأثناء وبعد العلاج.

Loading spinner
Share your love