هل استيقظت يومًا من نومك وبدأت بالبكاء، قد يصدمك حدوث ذلك في حال لم تتعرض له سابقًا، وقد يسبب ذلك تشويشًا وإزعاجًا يرافقك طيلة يومك. يعاني الأطفال الصغار والبالغون من مشكلة البكاء أثناء النوم، إلا أن هذه الظاهرة قد تحدث في كل الأعمار، فقد تستيقظ في بعض المرات وترى وسادتك مملوءة بالدموع، إن ذلك محبط ومربك جدًا، ولكنه حدث قد يصيب الجميع بمن فيهم الأطفال والبالغين وكبار السن.

سنذكر في مقالنا هذا، أشيع أسباب البكاء أثناء وقبل النوم، وأهم الأعراض التي يعاني منها الشخص، وتأثيراتها الضارة على الصحة الجسدية والنفسية.

المحتويات

أهم الأسباب المؤدية لنوبات البكاء أثناء النوم

تختلف الأسباب المؤدية لنوبات البكاء أثناء النوم بين الأطفال والبالغين وكبار السن فلكل مرحلة عمرية ولكل شخص أسباب مختلفة قد تسبب له نوبات البكاء ومنها:

الانتقال بين مراحل النوم المختلفة: بالنسبة للطفل وخاصة الرضيع، يكون دماغه غير معتاد على الانتقال بين مراحل النوم المختلفة، إذ يبقى فترة طويلة في مرحلة نوم الريم، والتي تشير إلى النوم السطحي أو الخفيف، يبكي الطفل أثناء نومه بسبب انتقال الدماغ من مرحلة النوم العميق إلى مرحلة نوم الريم، إذ لم يعتد بعد على ذلك، في بعض الحالات قد يتابع نومه دون أن يستيقظ ويبكي.

الهلع الليلي: قد تعاني أحد اضطرابات النوم كالخوف والذعر قبل النوم أو خلاله، ويحدث ذلك عند الأطفال بين 3-7 سنوات أكثر من البالغين، قد يؤدي ذلك إلى تقلبك في الفراش، والصراخ وحتى المشي أثناء النوم، ومع بلوغ الـ 10 سنوات تبدأ هذه الأعراض في التناقص.

الكوابيس: ما هو الشيء الأسوأ من حلم مزعج، قد تتذكر أحلامك المزعجة أثناء الطفولة أكثر من تذكرك إياها أثناء البلوغ، إن استيقاظك من النوم بسبب حلم مزعج قد يسبب لك شعورًا بالإحباط، والذعر والحزن.

على الرغم من عدم وجود إثبات علمي دقيق لسبب وجود الكوابيس، إلا أنه يرجّح أن أغلب الكوابيس أو الأحلام المزعجة التي تراودك، ترتبط عادةً بكيفية التعامل مع المشاعر والضغوط التي نواجهها، إضافة إلى مواجهة مشاعر القلق من الأحداث القادمة.

التغيرات لدى كبار السن: بالنسبة لكبار السن، الذين يعانون تغيرات وظيفية في الجسم، مع أمراض معينة مثل: الخرف، ووجود أعراض مرتبطة بالعمر، إضافةً إلى الضغوط الحياتية المختلفة، كل ذلك يسبب البكاء.

المشاعر السلبية المكبوتة التي لا يعبر عنها الشخص: يحزن كل إنسان يتعرض لفقدان أو خسارة، أو يواجه حدثًا مأساويًا، إلا أن هذا الحزن يختلف من شخص إلى آخر، إذ يستطيع البعض التعبير عن مشاعرهم بشكل مباشر وطلب المساعدة، مما يساعدهم على المضي قدمًا في حياتهم عمومًا.

بينما يفضل البعض الآخر قمع المشاعر السلبية وكبتها، والتعامل مع الوضع وكأن كل شيء على ما يرام، فيحاول الشخص في هذه الحالة الانشغال طيلة النهار، لتتفاقم مشاعره ليلًا وتتظاهر على شكل اضطرابات في النوم.

لا توجد قاعدة ثابتة للتعامل مع الفقدان، فقد يكون البكاء أثناء النوم طريقة الجسم الطبيعية للتعامل مع المآسي، لذا قد تكون بحاجة لمراجعة معالج نفسي أو مختص في الاضطرابات الذهنية، يساعدك ذلك على تخطي الصعوبات ومعرفة التعامل معها. ^[1]

المشاعر السلبية المكبوتة التي تتعرض لها بعد نوبات البكاء

القلق والتوتر

ستتعرض يوميًا لضغوط مختلفة في العمل والعائلة والمجالات المالية، وصولًا إلى المشاكل الصحية، لذا ستعاني من مشاعر وأفكار سلبية يتوجب عليك التعامل معها.

يطور جسمك سلوكه العاطفي وذكرياته ومشاعره عن طريق النوم والراحة، لذا قد يكون القلق والتوتر اللذان يرهقان دماغك سببًا رئيسيًا لنوبات البكاء أثناء النوم، بهدف التخلص من التوتر الذي يتعرض له.

المشي أثناء النوم

المشي أثناء النوم أو ما يعرف بالباراسومنيا، وهي فئة من اضطرابات النوم، وفيها يُمثل الشخص حلمه جسديًا في الواقع، كأن يمشي مثلًا أو يبكي، ويرتبط هذا الاضطراب بوجود قصة عائلية، إذ تزيد احتمالية حدوثه لديك إذا كان أحد أفراد أسرتك يعاني منه.

قد يزيد القلق والتوتر من شدة الحالة، ما يعرّض المريض لخطر الأذية، كونه غير مدرك لبيئته المحيطة، فقد يؤذي نفسه بطرق مختلفة ومن دون قصد، مثل: تناول مواد ضارة أو السقوط من حافة أو أعلى الدرج، أو حتى الاصطدام بالأشياء.

إذا كنت تعاني من هذه الظاهرة، فلا تتردد في طلب مشورة مختص في العلاج الطبي والنفسي، الذي سيقدم لك مجموعة من النصائح والخيارات العلاجية للتخفيف من تواترها.

الاكتئاب

يعاني 75% من مرضى الاكتئاب من اضطرابات في النوم، لذا قد يكون الاكتئاب سببًا هامًا لحدوث نوبات البكاء أثناء النوم.

الاكتئاب الصباحي

يعرف الاكتئاب الصباحي بتبدل المزاج النهاري، وهو نمط من أنماط الاكتئاب الذي يصيب المريض عند الاستيقاظ صباحًا، قد يتظاهر بالنوم لفترات طويلة، والشعور بالقلق والإحباط، مع انخفاض الطاقة للعمل والبدء بالروتين اليومي المعتاد، مع نظرة محبطة للحياة.

لا توجد أسباب واضحة لهذا النوع من الاكتئاب، إلا أن الباحثين قد رجحوا السبب على أنه مرتبط بالساعة البيولوجية، المسؤولة عن ضبط دورة النوم والاستيقاظ لجسمك، والتي تتحكم في نومك ليلًا واستيقاظك صباحًا.

اقرأ أيضًا: متى يكون الاكتئاب خطيرًا؟

الخَرَف

يترافق الخرف مع وجود تنكس في منطقة معينة من الدماغ، وهذا ما دفع الباحثين إلى افتراض تأثيرها على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، ما يسبب حدوث اضطرابات النوم المختلفة.

يواجه المصابون بالخرف صعوبة في النوم، ويحتاجون القيلولة أكثر خلال النهار، كما يلاحظ لديهم فرط انفعال في المساء، والاستيقاظ بشكل متكرر خلال الليل.

التغييرات في الأدوية الخاصة بك

إذا كنت قد بدأت في تناول دواء جديد أو توقفت عن تناوله أو غيرت جرعاته، فقد يتسبب ذلك في حدوث مشكلات في النوم. يمكن للأدوية التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي أن تغير دورة النوم والاستيقاظ.

بعض الأمثلة على الأدوية التي يمكن أن تسبب الأرق تشمل: مضادات الاكتئاب، ومضادات الاختلاج، وتلك التي تستخدم لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري. تأكد من استشارة طبيبك حول الآثار الجانبية لأدويتك.

حالات طبية معينة

في بعض الحالات قد لا يكون البكاء أثناء نومك ناتجًا عن أسباب عاطفية أو عقلية، بل قد يكون ناتجًا عن حالة عضوية مثل: الحساسية أو التهاب الملتحمة أو انسداد القناة الدمعية، لذا قد يكون علاجها حلًا للبكاء أثناء النوم.

إضافة إلى البكاء أثناء النوم، قد يتحرض البكاء في الفترة التي تسبق النوم، ما قد ينتج عنه آثار ضارّة على الصحة الجسدية والنفسية، ولوحظ ارتفاع نسبة النساء اللواتي يعانين من البكاء قبل النوم مقارنةً بالرجال، نظرًا لشخصية المرأة الأكثر حساسية.

أضرار البكاء قبل النوم على الصحة

قد يؤثر الضرر الناجم عن البكاء قبل النوم على الأداء الطبيعي لحياة الشخص اليومية، ومن هذه الأضرار:

القلق، قد يكون قلقك سببًا للبكاء ونتيجة له في نفس الوقت، الأمر الذي يشعرك بالإرهاق وعدم القدرة على أداء مهامك اليومية المعتادة.
تستيقظ صباحًا مع شعور حزن ونظرة سوداوية للحياة، ويرتبط ذلك غالبًا بمشاعرك السلبية المسيطرة قبل خلودك إلى النوم.
قد تعاني الخمول والتعب الجسدي على مدار اليوم؛ لأن البكاء من الأشياء التي تؤثر على الصحة، بل وقد يتسبب في أمراض عضوية، بما في ذلك فيروس التهاب الكبد والتهاب القولون، خاصةً إذا استمر البكاء أثناء الليل ولفترات طويلة.
قد تتأثر مناعة جسمك نتيجة البكاء المتكرر قبل النوم، ما يعرضه بسهولة للأمراض المعدية، كما تتأثر خلايا الدماغ، ما يؤدي إلى خلل في عمل الجهاز العصبي نتيجة عدم إعطاء الدماغ الأوامر الصحيحة له.
قد تستيقظ صباحًا وأنت مصاب بصداع شديد وعدم القدرة على التركيز في إنجاز مهامك. ^[2]

من هنا نؤكد على ضرورة طلب المساعدة من الأهل والأصدقاء، كما تستوجب بعض الحالات طلب المشورة الطبية، سواء من طبيب العائلة الذي سيحيلك بدوره إلى مختص، أو من متخصص في علاج المشاكل والاضطرابات النفسية. حمل تطبيق كيورا، وانضم لبرنامج علاج الرهاب إلى الأبد.