التوتر هو مصدر رئيسي للمشاكل التي يواجهها الطلاب خلال فترة تعليمهم الجامعي، والضغط الأكاديمي هو أحد العوامل التي تسبب فشل الطلاب. وفي هذا المقال سنتحدث عن علاقة التوتر بالتحصيل الدراسي، وما هي العوامل المسببة له.
المحتويات
العلاقة بين التوتر والتحصيل الأكاديمي
يعرف التوتر على أنه الاستجابة الذهنية والجسدية للخطر عبر الإشارات الهرمونية، فيؤدي إدراك الخطر إلى تفعيل نظام استجابة تلقائي، وبشكل عام، يشير التوتر إلى شيئين هما: الإدراك النفسي للضغط، والاستجابة الجسدية له والتي تتضمن أجهزة الجسم المختلفة.
يدفع التوتر المعتدل الإنسان من أجل التقدم نحو الأمام، ويقول الكثيرون إن الحياة بلا توتر تكون مملة ولا معنى لها، مع ذلك، يكون التوتر سيئًا عندما يؤثر على صحة الفرد النفسية والجسدية. يمر الطلاب بمختلف أنواع الضغوطات، مثل الضغوط الأكاديمية من أجل الالتزام بالنجاح، والمستقبل غير المؤكد والصعوبة في الاندماج مع النظام التعليمي، بالإضافة إلى المشكلات الاجتماعية والعاطفية والعائلية التي تؤثر على قدرتهم على تقديم أفضل أداء أكاديمي. يمكن لهذا التوتر المفرط أن يسبب مشاكل في الصحة الجسدية والنفسية، ويقلل من احترام الطالب لذاته، وقد يؤثر أيضًا على تحصيله الأكاديمي.
التأثير الإيجابي للتوتر
وفقًا للخبراء، فإن التوتر هو عبارة عن انفجار في الطاقة يدفع الشخص إلى القيام بالشيء الصحيح، ويوجد للتوتر المعتدل فوائد عديدة، فالتوتر المعتدل يساعد الشخص في التغلب على التحديات اليومية ويحفزه للوصول إلى أهدافه. في الواقع، يمكن للتوتر أن يزيد الحافز ويساعد الشخص على القيام بالأشياء بشكل أكثر فعالية.
يعد التوتر نظام تنبيه مهم جدًا، فعندما يلاحظ الدماغ نوعًا معينًا من التوتر يبدأ بإرسال إشارات عصبية من أجل إفراز هرمونات معينة مثل الإبينفرين والنورأدرينالين والكورتيزول، التي تساهم في تعزيز ردة فعل الجسم مثل زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وزيادة التركيز، بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الفوائد الصحية للتوتر المعتدل، إذ يعتقد الباحثون أن القليل من التوتر يمكنه أن يقوي الجهاز المناعي ويحسن عمل القلب ويحمي الجسم من العدوى، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين عانوا من مستويات توتر معتدلة قبل إجراء عملية جراحية كانوا قادرين على التعافي بشكل أسرع من الأشخاص الذين شعروا بمستويات منخفضة أو عالية من التوتر.
الآثار السلبية للتوتر على الطلاب
- التوتر يؤثر على الدرجات الدراسية: عندما يكون الطالب متوترًا وقلقًا يفقد تركيزه أثناء الحصص الدراسية، وقد يؤدي هذا إلى نتائج أسوأ، إذ وجدت الدراسات أيضًا أن التوتر ينقص من درجات الطلاب ويضعف قدرتهم على أداء الواجبات، وعندما يعاني الطالب من التوتر داخل المنزل، يصبح حضور الحصص المدرسية قليل الأهمية.
- التوتر يسبب الأرق: هناك صلة بين مستويات التوتر وقلة النوم، حيث أن 70% من أولئك الذين يعانون من التوتر المستمر يعانون أيضًا من مشاكل في النوم، فالمراهقون يحتاجون إلى ثماني ساعات على الأقل من النوم للعمل بأقصى أداء، ولكن حوالي 15% فقط من المراهقين يحصلون على ما يكفي. وقلة النوم تجعل التحكم بالتوتر صعبًا، ما يؤثر سلبًا على التركيز والتعلم والاستمتاع والذاكرة وحل المشكلات.
- يزيد التوتر من مستويات الغضب لدى الطلاب: وفقًا للتقارير يزيد التوتر من مشاعر الانفعال والغضب، وهذا يزيد من احتمالية نوبات الغضب والانسحاب الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى خلافات مع الطلاب الآخرين وعدم اتباع إرشادات المدرسة والتعامل بطريقة غير محترمة مع المعلمين.
أسباب التوتر عند الطلاب
هناك العديد من العوامل التي تسبب التوتر، ويقسم الخبراء هذه العوامل إلى ثلاث مجموعات: العوامل الصحية والاجتماعية والأكاديمية.
العوامل الصحية
هناك ثلاثة عوامل متعلقة بالصحة تساهم في الأداء الأكاديمي للطلاب. تتضمن هذه العوامل ممارسة التمارين وأنماط النوم والروتين الغذائي.
ممارسة التمارين:
وجدت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة ست ساعات أو أكثر أسبوعيًا يزيد من معدل الدرجات مقارنةً بالطلاب الذين لا يمارسون الرياضة بتاتًا، ولكن يجب الحذر من الإدمان على ممارسة التمارين الرياضية الذي يحول هذا السلوك الصحي إلى حالة نفسية غير صحية.
نمط النوم:
تشير التقارير إلى أن هناك تباين كبير بين متوسط ساعات النوم بين الطلاب، وقد صنفت أنماط النوم إلى ثلاث فئات وهي:
- الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة: أي ينامون ست ساعات أو أقل.
- الأشخاص الذين ينامون لفترة متوسطة: بين سبع إلى ثماني ساعات.
- الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة: أي تسع ساعات أو أكثر خلال الـ 24 ساعة.
وجدت الدراسات أن الطلاب الذين ينامون لفترات متوسطة كانت درجاتهم أعلى، وبالفعل الطلاب الذين ينامون ساعات أقل في الليل كانوا يعانون من سوء التكيف النفسي وهذا يزيد من قلقهم وتوترهم، ويؤدي إلى تأخر التحصيل العلمي لديهم.
النظام الغذائي:
أحد أهم جوانب النظام الغذائي الذي يتعلق بالتحصيل المدرسي هو وجبة الفطور. على ما يبدو إن تناول الفطور يزيد من معدل الدرجات لأنه يؤثر على الذاكرة قصيرة الأمد والذاكرة المكانية.
العوامل الاجتماعية
هناك العديد من العوامل الاجتماعية التي تزيد التوتر لدى الطلاب منها:
- الأمور المالية: هناك العديد من الطلاب الذين يعملون من أجل تغطية مصاريف الجامعة، ويمكن للقلق بشأن المشاكل المالية والمصاريف أن يؤثر سلبًا على الطالب ويزيد الضغوط التي يعاني منها.
- الدعم من قبل الأهل والزملاء: يساعد هذا الدعم الطالب على تخفيف الآثار السلبية للتوتر التي ترافق الامتحانات.
العوامل الأكاديمية
المشاكل الأكاديمية هي المصدر الأكثر شيوعًا للتوتر بين الطلاب، فقد لاحظت الدراسات أن أكثر المشاكل اليومية إزعاجًا للطالب تتعلق بالمدرسة مثل الضغط المستمر للدراسة والوقت الضيق والواجبات والاختبارات، فالقلق المرتبط بالاختبارات أو الامتحانات هو أحد الأسباب الرئيسية للضغط المدرسي، ويعد حصول الطالب على درجات أقل مما كان يتوقع مصدرًا آخر للتوتر. وبالإضافة إلى ذلك وجدت العديد من الدراسات رابطًا بين التوتر المرتبط بالأنشطة المدرسية والعديد من الآثار السلبية مثل المرض والاكتئاب وتأخر التحصيل الأكاديمي.
الخلاصة
إن التوتر يؤثر بشكل كبير على مدى التحصيل الدراسي والأكاديمي لدى الطلاب، فهو يؤدي إلى ضعف التركيز وانخفاض الدرجات وترك المدرسة أو الجامعة. وقد ينشأ هذا التوتر عن العديد من العوامل منها الصحية والاجتماعية، وبشكل أساسي العوامل الأكاديمية.