يُطلق على الحمل الذي يحدث خارج الرحم (الحمل الهاجر)، ويحدث عندما تنمو البويضة الملقحة خارج رحم المرأة في مكان آخر ضمن تجويف البطن. يكون مكان الحمل الهاجر في أكثر من 90% من الحالات في قناة فالوب، وهي القناة التي تنقل البويضات من المبيض إلى الرحم، وقد يحدث الحمل أحيانًا في مناطق أخرى من الجسم، مثل المبيض أو تجويف البطن أو عنق الرحم.
لا يمكن أن يستمر الحمل خارج الرحم بشكل طبيعي، لأن البويضة الملقحة لا تستطيع الاستمرار في النمو والحياة إلا ضمن الرحم. قد لا يسبب الحمل خارج الرحم أي أعراض في البداية، ومع ذلك، فإن بعض النساء قد تظهر لديهن علامات وأعراض الحمل المبكرة المعتادة مثل غياب الدورة الشهرية والغثيان الصباحي وتكون نتيجة اختبار الحمل إيجابية، وفي حالات خاصة قد يتسبب الحمل الهاجر في حدوث نزيف يهدد الحياة، إذا تُرك دون علاج.
المحتويات
أسباب الحمل خارج الرحم والعوامل المؤهبة له
لا يمكن تحديد سبب الحمل خارج الرحم في كثير من الحالات، ورغم التطورات التي حدثت في هذا المجال تبقى 30 – 40% من حالات الحمل خارج الرحم بدون أسباب واضحة، ويعد وجود مشكلة في قناتي فالوب، مثل تضيقهما أو انسدادهما أحد أهم الأسباب.
من أهم الأسباب التي تجدر الإشارة لها وجود تلف في أهداب قناة فالوب أو انسداد في القناة، تلعب الأهداب التي تشبه الشعيرات وتوجد على السطح الداخلي لقناتي فالوب بتوجيه البويضة الملقحة باتجاه الرحم. يعتقد الباحثون أن وجود خلل أو تلف في هذه الأهداب قد يكون السبب الرئيسي المسؤول عن أغلب حالات الحمل خارج الرحم.
تؤدي الالتهابات المزمنة التي تحدث في الحوض لتشكل نسيجًا متندبًا داخل أو حول قناة فالوب، ما يتسبب في تضيق هذه القناة أو تلف أهدابها ويؤهب لحدوث الحمل خارج الرحم، ويمكن للالتصاقات الرحمية أن تلحق ضررًا في قناة فالوب وأهدابها بنفس الطريقة، ما يؤهب لحدوث الحمل خارج الرحم.
من أهم العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث الحمل خارج الرحم:
- العمليات الجراحية السابقة على قناة فالوب: يمكن أن تزيد عملية ربط قناة فالوب من خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
- الداء الحوضي الالتهابي (PID).
- التدخين.
- الحمل بعد عمر 35 سنة.
- الأمراض الالتهابية المنتقلة بالجنس.
- استخدام مانعات الحمل الفموية.
- حمل هاجر سابق: إن خطر حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى يزيد عن 10%.
- علاجات العقم: يمكن أن يؤدي تناول الأدوية التي تحرض الإباضة إلى زيادة خطر حدوث الحمل خارج الرحم.
- استخدام اللولب كطريقة لمنع الحمل.
- الأندومتريوز، حالة ينمو فيها نسيج بطانة الرحم خارج الرحم في تجويف الحوض.
أعراض وعلامات الحمل خارج الرحم
لا يسبب الحمل خارج الرحم أعراضًا في جميع الحالات. تظهر الأعراض غالبًا بين الأسبوع الرابع والثاني عشر من الحمل. تشمل أهم أعراض وعلامات الحمل الهاجر كلًا مما يلي:
- غياب الدورة الشهرية وعلامات الحمل الأخرى.
- آلام أسفل البطن أحادية الجانب.
- نزيف مهبلي أو إفرازات بنية اللون.
- ألم أثناء التبول أو التبرز.
- ألم بطني وإقياءات متكررة.
- تقلصات حادة في البطن.
- دوار وتعب.
- ألم في الكتف أو الرقبة وتشنجات عضلية.
يمكن أن يتسبب الحمل خارج الرحم في حدوث أذية في قناة فالوب أو تمزقها، ما يؤدي لحدوث ألم شديد مع أو بدون نزيف حاد.
التشخيص
يتم تشخيص 15% من حالات الحمل خارج الرحم في قسم الإسعاف بعد تمزق قناة فالوب، وما يرافق هذه الحالة من أعراض. في معظم الحالات، يمكن تشخيص الحمل خارج الرحم من خلال مجموعة من الاختبارات، بعضها إجراءات طبية اعتيادية تُجرى لجميع النساء الحوامل.
تشمل الاختبارات التشخيصية عادةً:
- فحص البول: يكشف مستويات هرمون HCG في البول، ويعتبر من الطرق التقليدية لتشخيص الحمل.
- فحص الدم: لقياس مقدار هرمون HCG في الدم وتأكيد الحمل.
- التصوير بالأمواج فوق الصوتية: تستخدم هذه الطريقة لتصوير الرحم وقناتي فالوب، ومعرفة مكان تعشيش البويضة الملقحة.
العلاج
نظرًا لأن البويضة المخصبة لا يمكنها البقاء على قيد الحياة خارج الرحم، يجب استئصالها للوقاية من حدوث مشاكل صحية خطيرة. ويستخدم لذلك إحدى طريقتين: الأدوية أو الجراحة.
- الأدوية: إذا لم تتمزق قناة فالوب ولم يكن العمر الحملي متقدمًا، يمكن وصف الميثوتريكسات الذي يمنع الخلايا من النمو ما يؤدي لارتشافها من قبل الجسم.
- الجراحة: تجرى تحت التخدير العام، وأكثر الطرق المستخدمة شيوعًا هي الجراحة التنظيرية للبطن. يقوم الطبيب بإجراء شقوق صغيرة في أسفل البطن وإدخال أنبوب رفيع ومرن يدعى منظار البطن لإزالة الحمل خارج الرحم. في حالة تلف قناة فالوب، قد يتم استئصاله أيضًا. وفي حال النزف الغزير أو تمزق قناة فالوب، قد تحتاج السيدة لجراحة إسعافية مفتوحة، والقيام بالإجراءات الإسعافية الضرورية التي تشمل نقل الدم وإعطاء المضادات الحيوية المناسبة.
تتأثر القدرة على الحمل الطبيعي مرة أخرى في حال تمزق أو استئصال قناة فالوب. يُوصى بالانتظار لمدة ثلاثة أشهر على الأقل بعد العلاج للحمل مرة أخرى للتأكد من شفاء الحالة بشكل تام وطرح أي دواء استُخدم أثناء العلاج، ومن الضروري التأكد من وجود كيس الحمل داخل الرحم في حال حدث الحمل مرة أخرى، نظرًا لأن الحمل خارج الرحم يزيد من خطر الإصابة بحمل هاجر في المرات القادمة.
الوقاية من حالات الحمل خارج الرحم
لا توجد طرق فعالة لمنع حالات الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن من خلال اتباع بعض الطرق تقليل مخاطر حدوث الحمل الهاجر، ومن أهمها:
- علاج الالتهابات المنقولة بالجنس والوقاية منها.
- تجنب التدخين.
- المحافظة على وزن مثالي.
- علاج الداء الحوضي الالتهابي.
- استشارة الطبيب قبل الحمل في حال حدوث حالات حمل هاجر سابقة.
يحدث الحمل خارج الرحم في 2% من حالات الحمل، ويجب الانتباه لأعراضه وتشخيصه بشكل سريع، وعلاجه بطريقة مناسبة لتجنب الاختلاطات والعقابيل المحتملة.