التصلب اللويحي مرض يصيب الدماغ والنخاع الشوكي (الجهاز العصبي المركزي). يحدث هذا المرض عندما يهاجم الجهاز المناعي الغشاء الخارجي الذي يغلف الألياف العصبية (الميالين)، ما يُسبب اضطرابات في نقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية الجسم. يمكن أن يسبب المرض أذية دائمة أو تدهورًا تدريجيًا في وظيفة الأعصاب. تختلف علامات وأعراض التصلب اللويحي بشكل كبير وتعتمد على مقدار الأذية العصبية. قد يفقد بعض الأشخاص المصابين به القدرة على المشي بدون مساعدة. لا يوجد علاج شافٍ له ومع ذلك، يمكن للعلاجات المتنوعة أن تساعد في تسريع التعافي من النوبات وتعديل مسار المرض وتخفيف الأعراض.
المحتويات
أعراض التصلب اللويحي
يمكن التخفيف من الأعراض بشكل فعال من خلال الأدوية وإعادة التأهيل والاستراتيجيات الأخرى. تختلف علامات وأعراض التصلب اللويحي بشكل كبير من شخص لآخر اعتمادًا على موقع الألياف العصبية المصابة، وغالبًا ما تؤثر الأعراض على الوظيفة الحركية، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
صعوبات المشي:
يتأثر المشي بالعديد من العوامل بما في ذلك ضعف العضلات والتشنج وفقدان التوازن ونقص الإحساس نتيجة أذية الأعصاب والإرهاق.
التشنجات العضلية:
تتميز بصلابة العضلات وتشنجات عضلية لاإرادية. يمكن أن تحدث في أي طرف، لكنها أكثرها شيوعًا في الساقين.
مشاكل واضطرابات في الرؤية:
أول عرض من أعراض مرض التصلب اللويحي عند العديد من الناس، ويمكن أن يحدث نتيجة التهاب العصب البصري، مما يؤدي لتشوش الرؤية وضعف التباين أو الألم عند تحريك العين ويعد العرض الأخير أمرًا خطيرًا ويجب تقييمه على الفور.
اضطرابات في التبول:
تحدث اضطرابات التبول نتيجة تأثر أعصاب المثانة، وتحدث هذه الاضطرابات عند 80% من المصابين بمرض التصلب اللويحي، ويمكن علاجها بنجاح تام باستخدام الأدوية وتنظيم السوائل والقسطرة البولية.
مشاكل في الأمعاء:
يُعد الإمساك مشكلة شائعة عند المصابين بمرض التصلب اللويحي، وكذلك السلس البرازي وفقدان التحكم بالأمعاء. يمكن معالجة مشاكل الأمعاء عادة من خلال النظام الغذائي وتناول السوائل الكافية والأدوية والقيام بنشاط بدني منتظم.
اضطرابات معرفية وفكرية:
يحدث تراجع في الوظائف المعرفية عند 50% من المصابين بالتصلب اللويحي، ويشمل ذلك المحاكمة والقدرة على معالجة المعلومات الواردة وتعلُّم وتذكُّر المعلومات الجديدة والتنظيم وحل المشكلات والانتباه وإدراك البيئة المحيطة بدقة والتعامل معها.
اكتئاب وقلق مستمر:
أشارت الدراسات إلى أن الاكتئاب الشديد من بين الأعراض الأكثر شيوعًا عند مرضى التصلب اللويحي، وهو أكثر شيوعًا عند المصابين بهذا المرض مقارنة بعامة السكان أو لدى الأشخاص المصابين بحالات مزمنة أخرى. يمكن أن يكون الاكتئاب والقلق عرضًا أوليًا أو ناتجًا عن صعوبات المرض نفسه.
تعب ووهن عام:
قد يكون من أبرز الأعراض عند الشخص المصاب بالتصلب اللويحي، إذ يصيب حوالي 80% من الأشخاص، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على العمل والدراسة.
خدر وتنميل وضعف العضلات:
غالبًا ما يحدث الخدر في الوجه أو الأطراف (الذراعين والساقين) وتعتبر هذه الأعراض من أول الأعراض التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالتصلب اللويحي. يمكن السيطرة على ضعف العضلات في مرض التصلب اللويحي، والذي ينتج عن تلف الأعصاب التي تحفز العضلات، من خلال استراتيجيات إعادة التأهيل واستخدام الوسائل المساعدة على الحركة وغيرها من الأجهزة المساعدة.
الدوار:
يشعر الأشخاص المصابون به بفقدان التوازن، وفي كثير من الأحيان يشعرون بالدوار وقد يؤدي ذلك لسقوطهم بشكل متكرر.
مشاكل جنسية:
وتعد من الأعراض الشائعة التي تحدث بسبب الخلل في الجهاز العصبي المركزي، بالإضافة لذلك فأعراض المرض نفسه قد تؤثر على العملية الجنسية مثل التعب والتشنج والعوامل النفسية الأخرى.
آلام متعددة:
تعد متلازمات الألم شائعة عند مرضى التصلب اللويحي. تشير الدراسات أن 55% من المصابين به يعانون من آلام شديدة ومتعددة بسبب الأذية العصبية، ويعاني نصفهم تقريبًا من ألم مزمن.
اضطرابات عاطفية:
يمكن أن يحدث ذلك كرد فعل على ضغوط التعايش مع مرض التصلب اللويحي وكذلك نتيجةً للتغيرات العصبية والمناعية. يشكل القلق وتقلبات المزاج والتهيج ونوبات الضحك والبكاء التي لا يمكن السيطرة عليها تحديات كبيرة للأشخاص المصابين بالمرض.
ومن أعراضه الأقل شيوعًا:
مشاكل واضطرابات في الكلام:
تحدث مشاكل النطق، بما في ذلك عسر الكلام والتأتأة عند حوالي 25-40% من المصابين بمرض التصلب اللويحي، لا سيما في المراحل المتقدمة من المرض وأثناء فترات التعب الشديد.
مشاكل البلع:
تنتج مشاكل البلع والتي يشار إليها باسم عسر البلع عن تلف الأعصاب التي تتحكم في العديد من العضلات الصغيرة في الفم والحلق والبلعوم.
نوبات صرع:
تشير الدراسات إلى حدوث نوبات صرعية عند مرضى التصلب اللويحي، تنتج هذه النوبات عن شحنات كهربائية غير طبيعية في منطقة مصابة أو منتدبة في الدماغ.
ضعف وفقدان السمع:
يعاني حوالي 6% من المصابين بمرض التصلب اللويحي من ضعف ومشاكل في السمع وفي حالات نادرة جدًا، تم الإبلاغ عن ضعف السمع كأول عرض من أعراض التصلب اللويحي.
اضطرابات في التذوق:
يعاني بعض الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي من ضعف في حاسة التذوق، قد يصل لفقدان تذوق كامل.
مشاكل في التنفس:
تحدث مشاكل التنفس عند الأشخاص الذين تضعف عضلات صدرهم بشدة بسبب تلف الأعصاب التي تتحكم في تلك العضلات.
التشخيص
لا توجد اختبارات محددة لتشخيص المرض، وغالبًا ما يعتمد تشخيص التصلب اللويحي على نفي الحالات الأخرى التي قد تؤدي إلى ظهور علامات وأعراض مشابهة، تُعرف هذه الطريقة بالتشخيص التفريقي. ومن أهم الطرق التي تستخدم للمساعدة في تشخيص التصلب اللويحي:
- تحاليل مخبرية: يمكن أن يطلب الطبيب إجراء اختبارات دم متنوعة للمساعدة في استبعاد الأمراض الأخرى ذات الأعراض المشابهة للمرض، ويجري حاليًا تطوير اختبارات للتحقق من وجود مؤشرات حيوية معينة مرتبطة بمرض التصلب اللويحي وتساعد في تشخيص المرض بشكل مباشر.
- بزل السائل الدماغي الشوكي: يتم سحب عينة صغيرة من السائل الدماغي الشوكي لتحليلها في المختبر. يمكن أن تظهر هذه العينة اضطرابًا في الأجسام المضادة المرتبطة بمرض التصلب اللويحي، ويمكن أن يساعد البزل أيضًا في استبعاد العدوى والحالات الأخرى ذات الأعراض المشابهة لمرض التصلب اللويحي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يمكن أن يكشف عن بؤر التصلب اللويحي في الدماغ والنخاع الشوكي، ويمكن أن يتم إجراء التصوير بالمشاركة محق مادة ظليلية في الوريد للمساعدة في الكشف عن الآفات التي تشير إلى أن المرض في مرحلة نشطة.
يكون تشخيص التصلب اللويحي واضحًا عند معظم المرضى اعتمادًا على الأعراض والعلامات السريرية سابقة الذكر، ومن الضروري مراجعة الطبيب المختص فور ظهور هذه الأعراض لتأكيد التشخيص وتقديم العلاج المناسب.