من الطبيعي أن يشعر الطفل بالقلق من وقت لآخر، وكل الأطفال لديهم مخاوف متنوعة، كالخوف من الظلام أو الخوف من الحيوانات، ورغم اعتبار هذه المخاوف صغيرة وبسيطة لكن وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يمكن أن يؤثر القلق على نحو 7% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات وسبعة عشر عامًا. [1]
المحتويات
ما هي أعراض القلق النفسي عند الطفل؟
تتنوع أنواع القلق من طفل لآخر، وتشمل أهم هذه الأعراض:
- قلة النوم أو تعرض الطفل لأحلام مزعجة.
- صعوبة في التركيز.
- البكاء المستمر.
- الأفكار السلبية والتململ المستمر.
- الغضب أو الانفعال السريع وخروج الطفل عن السيطرة.
- مشكلات في الشهية.
- التوتر المستمر والتشبث برأيه. [2]
ما هي أسباب القلق النفسي؟
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى شعور الطفل بالقلق النفسي، وقد تكون عوامل وراثية أو بيئية أو بيولوجية أو مكتسبة:
- البيئة المحيطة: قد يتطور القلق بعد تعرض الطفل لحدث صادم كموت أحد عزيز أو مرض الطفل أو تشاجر الأبوين أو تغيير المدرسة (أو المنزل) عدة مرات، كما أن القلق قد يكون مرافق أو نتيجة لاضطراب نفسي آخر كالاكتئاب أو التوحد.
- الوراثة: مثلما يرث الطفل عن والديه طول القامة أو لون العينين أو غيرها من الصفات الجسدية فقد يرث منهما أيضًا (أو من أحدهما) الميل إلى الشعور بالقلق النفسي.
- عوامل بيولوجية: يعتمد عمل الدماغ على النواقل العصبية التي تصل إلى المكان الصحيح في الوقت الصحيح وبالكمية المطلوبة، فإذا كان هناك أي خلل في هذه النواقل سيتأثر الدماغ سلبيًا ولن يعمل بالشكل الصحيح، وبالتالي من الممكن أن يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالقلق النفسي.
- القلق المكتسب من الآخرين: بينما يختلف القلق من طفل لآخر، فإن بقاء الطفل مع أشخاص قلقين أو تعرضه للإهمال وسوء المعاملة سيجعله يشعر بالقلق بشكل أكبر. [3]
كيف يؤثر القلق النفسي على حياة ابنك؟
للقلق تأثيرات عديدة ومتنوعة على مختلف جوانب حياة الطفل، ومن أهمها:
يجعل القلق المدرسة بيئة غير مريحة للطفل:
استمرار شعور الطفل بالقلق يؤدي إلى انزعاجه وتشتت انتباهه ما يعيق تركيزه وقدرته على التعلم.
يسبب القلق التجنب:
بما أن القلق شعور سلبي يصيب الطفل فمن الطبيعي أن يدفعه إلى تجاهل كل المواقف التي تسبب له القلق، فإذا شعر بالقلق في المدرسة قد يختلق الحجج ليغيب عن الدوام، وبما أن الطفل غير قادر على الإفصاح عن مشاعره الحقيقية فإنك كوالد قد ترفض طلبه بعدم الذهاب للمدرسة (كونك لا تفهم أن هناك ما يجعله يشعر بالقلق في المدرسة)، وتجبره على الدوام مما يصيبه بالاستياء وهذا سيزيد الوضع سوءًا.
يضعف القلق عملية التفكير ومعالجة المعلومات:
لا يؤثر القلق على ذاكرة الطفل فقط، بل يؤثر على عملية التفكير كلها وله أولوية على العمليات المعرفية الأخرى، وبالتالي فإن طفلك لن يكون قادرًا على التفكير بطريقة متكاملة وصحيحة عندما يكون قلقًا، ما يصعّب عليه متابعة دروسه وتأدية الواجبات المدرسية وممارسة نشاطاته اليومية التي تحتاج إلى تركيز، وإذا اجتمعت هذه الأمور كلها فإنها ستؤثر تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الطفل وتعلمه. [4]
يؤثر القلق على الذاكرة:
أظهرت الأبحاث أن القلق يؤثر على الذاكرة العاملة وقدرة الطفل على الاحتفاظ بالمعلومات في ذهنه لفترة قصيرة (أي أنه يؤثر على الذاكرة قصيرة المدى) التي يحتاجها في نشاطاته اليومية، وإذا استمر هذا القلق لوقت طويل فإنه يؤدي إلى عدم الانتباه وتراجع الوظائف المعرفية الأخرى.
يزعج القلق الأطفال:
يصعب على الأطفال التعبير عن مشاعرهم والتعرف على القلق وتسميته بشكل صريح، إذ أن معظم الأطفال لا يفهمون شعور الاستياء وعدم الراحة الذي ينتابهم، ما يصعب عليهم التواصل ويجعلهم منزعجين طوال الوقت.
يجعل القلق الأطفال غير مرتاحين:
الإحساس بالقلق يسبب شعور الطفل بعدم الراحة ويجعله مشتت، وبالتالي قد يتململ الطفل في الدرس أو يصرف انتباهه عن المعلم، ما يجعله عرضة للتقصير وربما التوبيخ من المعلم وهذا سيضاعف قلقه، كما أنه قد يميل إلى العزلة والابتعاد عن أصدقائه ما يفاقم حالة القلق أيضًا، أي أن القلق قد يؤثر سلبًا على تعلم الطفل وحالته الاجتماعية، وقد يكون ذلك بسبب عدم رغبة الطفل في إجابة المعلم أو التحدث أم الآخرين. [5]
اقرأ أيضًا: القلق النفسي عند الأطفال والمراهقين
كيف يمكنك أن تخفف القلق الذي يشعر به ابنك؟
● تحدث مع أطفالك عن كل شيء وفي كل وقت مناسب: يساعدهم ذلك على الشعور بالراحة وسيخبرونك عن كل ما يواجهونه من تحديات وصعوبات في المدرسة وفي الأماكن الأخرى.
● حدد وقتًا معينًا لاستخدام الهاتف المحمول والحاسوب: يؤكد الباحثون على وجود رابط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وحدوث الاضطرابات النفسية (كالقلق) عند الأطفال، وبما أننا في عصر التكنولوجيا فإنك لن تستطيع منع الطفل نهائيًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ننصحك بتخصيص أوقات معينة وعدم الرضوخ لرغبة الطفل باستخدام الهاتف خارج هذه الأوقات.
● تابع مع طفلك دراسته: يجب أن تنتبه كوالد إلى أن عدد الأطفال في الصفوف المدرسية أصبح كبيرًا، وقد لا يستطيع المعلم متابعة كل الأطفال بشكل كامل، لذلك تابع مع أطفالك ما يتلقونه في المدرسة وساعدهم على سد الثغرات التي لم ينجح المعلم في الانتباه لها، كمواجهة طفلك لصعوبة في التعلم أو شعوره الدائم بالقلق داخل الصف.
● اتباع روتين معين للعائلة كلها: يوفر النظام والترتيب داخل الأسرة الأمان للطفل، ما يخفف القلق لديه ويجعله يشعر بالراحة.
● تأكد من حصول طفلك على قسط كاف من النوم: تؤدي قلة النوم إلى تفاقم القلق وعدم تركيز الطفل في اليوم التالي.
● ممارسة التأمل: حاول ممارسة التأمل مع طفلك حتى لو لوقت قصير، وعلمه أن يتجرد من كل شيء ويتأمل في وجوده فقط، مع الممارسة يصبح التأمل مهارة حياتية يمكنه استخدامها في كل وقت وخاصة في لحظات القلق.
● ركز على الجهد الذي يبذله طفلك وليس على النتائج: يشعر الأطفال بقلق مضاعف عندما يتعلق الأمر بنظرة البالغين إليهم (سواء والديهم أو المعلم أو أناس آخرين)، لذلك ساعد على تخفيف قلق طفلك عن طريق تشجيعه للقيام بكل ما يستطيع القيام به لتحقيق أهدافه، مثل: نيل درجة كاملة في الامتحان، وأثنِ على جهده المبذول بغض النظر عن تحقيق الهدف، أي امدح نشاطه واجتهاده سواء حصل على الدرجة الكاملة أم لم يحصل عليها.
● اطلب المساعدة من المختص عندما تشعر أنك بحاجة إليها (أنت أو طفلك): قد يكون من الصعب عليك التعامل مع كل هذه الأمور، لذلك يمكنك الاستعانة بالمعالج النفسي أو الطبيب، أو الحصول على استشارة أونلاين من أطبائنا في موقع كيورا للوصول إلى الهدف الصحيح وتحقيق الأمان النفسي لطفلك
اقرأ أيضًا: أنشطة تساعد الأطفال والمراهقين على تخفيف القلق النفسي
في الختام إن أغلب الناس ترى الأطفال القلقين هم أطفال خجولين، لكن القلق أمر مختلف ويجب علاجه كي لا يمنع الطفل من ممارسة حياته بشكل طبيعي مثل أقرانه. يمكنك إيجاد المساعدة لطفلك عبر تطبيق كيورا، الذي يوفر عددًا من البرامج المتخصصة. انضم الآن إلى برنامج القلق المعمم الجديد من كيورا.
المراجع
[1] Data and Statistics on Children’s Mental Health, www.cdc.gov, retrieved in 23/2/2023
[2] Anxiety disorders in children, www.nhs.uk, retrieved in 23/2/2023
[3] Understanding Anxiety in Kids and Teens, www.mcleanhospital.org, retrieved in 24/2/2023
[4] 5 Ways Anxiety Harms Learning and 8 Things Parents Can Do to Help, www.melbournechildpsychology.com.au, retrieved in 24/2/2023
[5] Anxiety and working memory capacity: A meta-analysis and narrative review, Tim P Moran, pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, retrieved in 24/2/2023