شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا للمكملات الغذائية، وأصبحت تستخدم لأغراض متعددة مثل: تحقيق التوازن الغذائي وخسارة الوزن، أو في حالات مرضية معينة مثل: مشاكل الامتصاص، لذا تأكد دومًا أنك لست الوحيد الذي يفكر في الاعتماد على هذه المكملات.
يشير مصطلح المكملات الغذائية إلى المنتجات التي تحتوي على عناصر غذائية متممة للوجبات اليومية، ونظرًا لشيوع الاستخدام الخاطئ لها، سنضيء في هذا المقال على أهم المعلومات الواجب فهمها لتحقيق أفضل النتائج.
هل تغني المكملات عن الوجبات الرئيسية، وهل تتشابه القيمة الغذائية للمكملات مع تلك الموجودة في الأطعمة اليومية، وهل يمكن لكل الأشخاص تناول هذه المنتجات، وما هي أهم أنواع المكملات الغذائية؟
المحتويات
المكملات الغذائية مقابل الأطعمة اليومية
لا تلبي المكملات الغذائية كافة الاحتياجات والعناصر الغذائية اللازمة لجسم مثالي وصحي، وتتفوق عليها الوجبات الغذائية التي تحتوي على الفواكه والخضروات بالعديد من الفوائد، من أهمها:
- تحتوي الوجبات اليومية على المغذيات المتنوعة التي يحتاجها الجسم بشكل يومي.
- الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضروات غنية بالألياف التي تقي من أمراض مختلفة مثل: السكري من النمط الثاني وأورام القولون والسكتات الدماغية وأمراض القلب.
- تحتوي وجبات الطعام الصحية على تراكيز عالية من المواد التي تدعم الجهاز المناعي، وتقوي بنية الجسم مثل مضادات الأكسدة.
من هم المرشحون المثاليون لتناول المكملات الغذائية؟
إذا كنت تتمتع بصحة جيدة، فأنت لست بحاجة لأي متمم غذائي ويمكنك الاكتفاء بغذاء متكامل مثل: الخضار والفواكه، البقوليات، والحبوب والأغذية قليلة الدسم، إضافة إلى السمك واللحوم الصحية خالية الدهن.
يمكنك الاستعانة بطبيبك لمعرفة حاجتك للمتممات الغذائية، والذي سيرشدك أيضًا إلى الاستخدام الصحيح والجرعات المناسبة ويعطيك معلومات حول احتمال حدوث الآثار الجانبية أو التداخلات الدوائية. بالعموم، يمكنك استخدام المكملات الغذائية، في الحالات التالية:
- الحمل أو التخطيط للحمل.
- العمر أكثر من 50 عامًا.
- سوء التغذية أو فقدان الشهية.
- اتباع نظام غذائي فقير بالعناصر الغذائية.
- جراحات سابقة على الجهاز الهضمي، والتي قد تسبب اضطرابًا في عمليتي الهضم والامتصاص.
- مشاكل الامتصاص، مثل: الإسهالات الغزيرة، والحساسية الغذائية، وأمراض الكبد والمرارة والأمعاء والبنكرياس.
كيف تختار المكمل الغذائي المناسب؟
من المهم أن تختار المكمل الغذائي المناسب لك، ولنشاطك اليومي ونمط حياتك، وستساعدك هذه النصائح على تحقيق ذلك:
- تأكد من محتويات المنتج عن طريق قراءة لصاقة الوصف الملحقة، التي تقدم المعلومات عن الوارد الحروري، وتركيز العناصر الغذائية المكونة للمكمل الغذائي.
- لا تتناول كميات كبيرة من المتممات الغذائية، لأن ذلك قد يكون سببًا في حدوث آثار ضارة مختلفة.
- انتبه لوجباتك اليومية، فقد تحتوي بعض الأطعمة مثل: حبوب الإفطار وعصير الفاكهة على فيتامينات أو بعض المغذيات المضافة، لذا قد يسبب تناول الفيتامينات مثلًا، تجاوز الجرعة اليومية المسموحة ما يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة.
- استشر طبيبك عند الشعور بأي عرض جانبي بعد تناول المتمم، أو عند تناول دواء آخر، كما يجب الانتباه عند وصف أدوية معينة أو إجراء أي تداخل علاجي كالعمليات الجراحية.
- تنصح إدارة الغذاء والدواء الأميركية بمراجعة موقعها باستمرار؛ للتعرف على أهم الآثار الجانبية والتداخلات الدوائية الناجمة عن استخدام المكملات الغذائية.
ما هي أهم أنواع المكملات الغذائية؟
- فيتامين D: يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على بنية وسلامة العظام، وتساعد أشعة الشمس على اصطناعه، وهو موجود بكثرة في العديد من الأغذية مثل: أسماك السلمون والتونا والأغذية المعالجة، بينما يمكن الحصول عليه كمتمم غذائي عند نقص تركيزه في الجسم رغم التغذية الجيدة.
- فيتامين C: لا يقوم الجسم بتصنيع فيتامين C، لذا يتم اعتماده من مصادر خارجية مثل: البرتقال، الفلفل الأخضر، وقد يحتاجه البعض كمتمم غذائي أثناء نزلات البرد أو للوقاية منها.
- البكتيريا النافعة (البروبيوتيك): توجد في لبن الزبادي، والملفوف، تحسن هذه العصيات من توازن الجسم وتقوي المناعة.
- الفيتامينات المتعددة: يمكنك استخدامها عند اتباعك نظام غذائي فقير بالعناصر الغذائية.
- حمض الفوليك: ضروري للحوامل أو النساء اللواتي يخططن للحمل، لأنه يقي من التشوهات الجنينية في الدماغ والعمود الفقري.
- المكملات التي تحتوي على ألياف غذائية: تفيد الألياف الموجودة في الخضار والفواكه والحبوب والمكسرات وغيرها، في تحسين عملية الهضم وتخفيف شعور النفخة والغازات، كما تخفض مستويات الكولسترول وسكر الدم، ينصح بتناول كميات كافية منها عن طريق الطعام، استشر طبيبك حول حاجتك إلى هذا النوع من المتممات، خاصة إذا كنت تتناول الأسبرين.
- زيت السمك: ينصح بتناول متممات الأوميغا 3 عند نقص الوارد الغذائي من الأسماك الطازجة.
- الكالسيوم: يساعد في تقوية العظام، كما يساعد على امتصاص فيتامين د.
- مقويات المفصل: مثل الجلوكوز أمين، وهو مادة موجودة في بنية المفصل ولها دور في منع احتكاك السطوح المفصلية، يتناقص تركيزها مع التقدم بالعمر وفي بعض الحالات المرضية مثل: التهاب المفاصل التنكسي، لذا يمكن تناوله بشكل وقائي كمتمم غذائي، لكن احرص دومًا على استشارة طبيبك.
- الميلاتونين: هو هرمون ينتجه الجسم وله دور في النوم، كما يوجد بشكل مستحضرات دوائية، تستخدم فقط بإشراف الطبيب، من أهم آثاره الجانبية: الدوار والدوخة والنعاس والغثيان.
- المغنزيوم: يوجد في العديد من الأصناف مثل: المكسرات والبذور والحبوب الكاملة، وقد يحتاجه البعض كمتمم غذائي، حصرًا تحت إشراف الطبيب.
- فيتامين B12: يوجد في الأسماك والبيض والحليب والخضروات، يحافظ على سلامة الجهاز العصبي ويساهم في تكوين كريات الدم الحمراء، قد يستخدمه البعض للحصول على الطاقة أو تخفيف الوزن.
وفي الختام، يجب أن ننوه إلى أن كل فرد يختلف عن الآخر، فإذا كنت تعاني من حالة مرضية استعن بطبيبك، سيساعدك في اختيار المتممات التي يحتاجها جسمك مع التنبيه على التأثيرات الجانبية لها.
ينصح دومًا بالحصول على غذاء صحي ومتوازن مع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كل ذلك له دور هام في تقوية الجسم والحفاظ على سلامته.