متى يكون الإسهال عند الأطفال خطيرًا؟

الاسهال مشكلة تنتشر بين الأطفال عمومًا، لكن متى يكون خطيرًا؟

يعد الإسهال مشكلة طبية شائعة لا سيَّما عند الأطفال، ويمكن أن يستمر ليوم أو أكثر ثم يزول تلقائيَّا، ولكن في بعض الحالات قد يستمر لفترة أطول، ويشكل خطرًا على صحة الطفل، ويجب عندها طلب استشارة طبية عاجلة للتعامل مع الحالة.

أنواع الإسهال وأسبابه

يمكن تصنيف الإسهال تبعًا لعوامل عديدة، ولكن أشيع طريقة لتصنيفه تعتمد على مدة استمراره وفق ما يلي:

  • قصير الأمد (إسهال حاد): هو الإسهال الذي يستمر ليوم أو يومين ثم يتوقف تلقائيًا، قد يكون سببه الطعام أو الماء الملوث بالجراثيم (عدوى جرثومية)، أو يمكن أن يحدث إذا أصيب الطفل بفيروس (عدوى فيروسية).
  • طويل الأمد (إسهال مزمن): هو الإسهال الذي يستمر لعدة أسابيع، قد يكون بسبب مشكلة صحية أخرى مثل متلازمة القولون المتهيج، كما يمكن أن يكون سببه مرضًا معويًا مثل التهاب القولون القرحي أو داء كرون أو الداء الزلاقي، وأحيانًا قد يسبب طفيلي الجيارديا إسهالًا مزمنًا.

قد ينتج الإسهال بنوعيه عن العديد من الأسباب، ومن أهمها:

  • عدوى جرثومية.
  • عدوى فيروسية.
  • مشاكل في هضم أو امتصاص مواد غذائية معينة.
  • رد فعل مناعي على بعض الأطعمة (حساسية من بعض الأطعمة).
  • الطفيليات التي تدخل الجسم عن طريق الطعام أو الماء.
  • رد فعل على أدوية معينة.
  • مرض معوي مزمن مثل أمراض الأمعاء الالتهابية.
  • مشكلة في عمل المعدة والأمعاء (اضطراب الأمعاء الوظيفي) مثل متلازمة القولون العصبي.
  • عمليات جراحية على المعدة أو المرارة والطرق الصفراوية.
  • الأطفال الذين يزورون بعض البلدان الأجنبية معرضون لخطر الإصابة بإسهال المسافرين.

قد يعني الإسهال الشديد إصابة الطفل بمرض خطير، تحدث مع أخصائي الأطفال إذا لم تختفِ الأعراض، أو إذا كانت الأعراض تمنع طفلك من القيام بأنشطته اليومية، قد يكون من الصعب معرفة سبب الإسهال لدى طفلك دون الاستعانة بالطبيب المختص.

الأعراض المرافقة للإسهال؟

يمكن للأعراض المرافقة للإسهال أو التي تحدث قبله أن تختلف من طفل إلى آخر، وتتضمن عادة:

  • مغص وتشنج في البطن.
  • آلام وانتفاخ في البطن.
  • غثيان وإقياء واضطرابات هضمية.
  • حمى.
  • خروج دم مع البراز في بعض الحالات.
  • تجفاف وخسارة سوائل الجسم إذا استمر الإسهال لفترة طويلة أو كان غزير الكمية.

يمكن أن تكون الأعراض المرافقة للإسهال أعراضًا لمشاكل صحية أخرى، ولذلك من الضروري تقييم الحالة من قبل الطبيب المختص فور ظهور هذه الأعراض.

كيف يتم تحديد سبب الإسهال؟

يبدأ التشخيص بفحص الطفل والسؤال عن أعراضه، ويمكن إجراء بعض الاستقصاءات المخبرية والشعاعية لتحديد السبب الدقيق للإسهال. يمكن أن تشمل الاختبارات التي يتم إجراؤها لتحديد سبب الإسهال:

  • تحليل البراز للتحقق من وجود جراثيم أو طفيليات غير طبيعية في الجهاز الهضمي لطفلك، حيث يتم أخذ عينة صغيرة من البراز وإرسالها إلى المختبر، مع دراسة العينة لكشف وجود الدم أو الدهون فيها.
  • تحاليل دموية لاستبعاد أمراض معينة.
  • التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
  • اختبارات خاصة للتحقق من الحساسية لبعض الأطعمة.
  • يمكن في بعض الحالات اللجوء لتنظير القولون، إذ يسمح هذا الفحص للطبيب بدراسة الجزء الداخلي للقولون لطفلك، ويساعد في معرفة سبب الإسهال وآلام المعدة والإمساك والنمو غير الطبيعي والنزف.

ما هي مخاطر ومضاعفات الإسهال؟

أهم وأخطر مضاعفات الإسهال هو التجفاف، يزداد احتمال حدوث التجفاف عند الأطفال الصغار وذوي الجهاز المناعي الضعيف، يمكن للتجفاف أن يكون خفيفًا أو معتدلًا أو شديدًا، فالتجفاف الخفيف هو خسارة السوائل، بينما يؤدي التجفاف المعتدل أو الشديد إلى زيادة الجهد على القلب والرئتين، وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى صدمة نقص حجم مهددة للحياة. يزداد احتمال التجفاف إذا استمر الإسهال لفترة أطول أو كان غزير الكمية.

متى يمكن أن يكون الإسهال عند الطفل خطيرًا؟

قد يكون الإسهال خطيرًا على الطفل في حالات محددة (إذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر) أو إذا ترافق بأعراض ومؤشرات معينة، ومن أهمها:

  • ألم بطني شديد.
  • خروج دم مع البراز.
  • إقياءات متكررة.
  • حمى مرتفعة.
  • علامات تجفاف.
  • خسارة وزن ناتجة عن الإسهال.
  • قلة تبول.
  • عطش شديد.
  • أعراض عصبية كالنعاس والتعب العام.

في حال ظهرت أي من الأعراض السابقة مع الإسهال يجب استشارة الطبيب المختص فورًا.

علاج الإسهال

يعتمد العلاج على أعراض طفلك وعمره وصحته العامة، وعلى مدى شدة الحالة أيضًا، إذ يتوقف الإسهال الناتج عن التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي من تلقاء نفسه، بينما قد يحتاج الأطفال المصابون بالإسهال الجرثومي إلى مضاد حيوي، كما يجب علاج الطفيليات دائمًا بالأدوية المضادة للطفيليات، لا تعطِ طفلك دواءً مضادًا للإسهال بدون استشارة الطبيب. يمكن للأطفال الذين لا يعانون من الإقياء الاستمرار بتناول الطعام والشراب كالمعتاد إذا شعروا بالقدرة على ذلك، قدّم لطفلك كميات أصغر من الطعام حتى يشعر بتحسن، قد يؤدي الاستمرار في اتباع نظام غذائي منتظم إلى تقصير فترة الإصابة بالإسهال، ويمكن للأطفال الاستمرار بالرضاعة الطبيعية أو شرب الحليب الصناعي طالما أنهم لا يتقيؤون بشكل متكرر.

إذا لم يكن الإسهال ناجمًا عن عدوى فسيعتمد العلاج على سبب المشكلة. ويكون الجفاف هنا هو الخطر الرئيسي المترافق مع الإسهال. يشمل العلاج في معظم الحالات تعويض سوائل الجسم المفقودة، ويمكن وصف المضادات الحيوية عندما تكون العدوى الجرثومية هي السبب. يجب أن يشرب الأطفال الكثير من السوائل، لأن ذلك يساعد على تعويض سوائل الجسم المفقودة، وإذا كان الطفل يعاني من الجفاف يجب الحرص على:

  • تقديم مشروبات تسمى محاليل الغلوكوز والشوارد، حيث تحتوي هذه السوائل على النسب الصحيحة من الماء والسكر والأملاح.
  • تجنب المشروبات الغازية لأنها قد تجعل الإسهال أسوأ.
  • لا تعطِ كميات كبيرة من الماء (بدون أملاح) للأطفال، لأن ذلك قد يكون خطيرًا.
  • على الأم الاستمرار في إرضاع الطفل، إذ غالبًا ما يعاني الأطفال الذين يرضعون من الثدي من الإسهال بنسبة أقل من غيرهم.

نصائح وتوصيات هامة للوقاية من الإسهال عند الأطفال

هناك العديد من الوسائل المفيدة للوقاية من الإسهال عند الأطفال، ومن أهمها:

  • غسل اليدين بشكل متكرر، لأن ذلك يقلل من انتشار الجراثيم والفيروسات التي يمكن أن تسبب الإسهال.
  • اتباع برامج التلقيح بشكل دقيق، لا سيَّما اللقاحات المضادة للفيروسات.
  • تأكد من سلامة كل ما يأكله ويشربه طفلك في حالات السفر.
  • تجنب شرب الحليب غير المغلي أو غير المعقم.
  • تجنب تناول الفاكهة والخضروات النيئة إلا إذا قمت بغسلها وتقشيرها بنفسك.
  • تجنب تناول اللحوم والأسماك النيئة أو غير المطبوخة جيدًا.

إن أغلب حالات الإسهال عند الأطفال بسيطة وعرضية ولا تتطلب تدابير خاصة، أما في حال ترافق الإسهال مع بعض الأعراض والمؤشرات الخطيرة، يجب مراجعة الطبيب المختص للحصول على العلاج المناسب.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love