يعتمد مئات آلاف البشر حول العالم على غسيل الكلية الصناعي كعلاج للفشل الكلوي المزمن، إذ يعمل غسيل الكلية الصناعي بأنواعه المختلفة على تخليص الجسم من الفضلات ونواتج الاستقلاب الضارة، وتحقيق توازن للسوائل والشوارد ضمن الجسم. في الحقيقة لقد أنقذ غسيل الكلية الصناعي منذ اختراعه في منتصف القرن الماضي ملايين الأرواح.
المحتويات
أنواع مختلفة من غسيل الكلية الصناعي
الديال الدموي (التحال الدموي)
التحال الدموي هو أكثر أنواع غسيل الكلية شيوعًا. تستخدم هذه العملية كلية صناعية (جهاز غسيل كلية) لإزالة الفضلات والسوائل الزائدة عن حاجة الجسم. يتم إخراج الدم من الجسم وتصفيته بواسطة الكلية الصناعية، ثم يُعاد الدم المُصفى إلى الجسم بمساعدة آلة غسيل الكلية الصناعي. لجعل الدم يتدفق إلى الكلية الصناعية، يجري طبيبك عملية جراحية بسيطة، إذ ينشئ نقطة دخول (وصلة) إلى الأوعية الدموية، ويوجد ثلاثة أنواع منها:
- الناسور الشرياني الوريدي: يربط بين الشريان والوريد، وهو الخيار المُفضل غالبًا.
- الرقعة الشريانية الوريدية: تُصنع عروة أنبوبية بين الشريان والوريد.
- القسطرة الوعائية: يُدخل أنبوب إلى وريد في رقبتك، ويثبت هناك.
صُمم كل من الناسور الشرياني الوريدي والرقعة الشريانية الوريدية لعلاجات غسيل الكلية على المدى الطويل، أما القسطرة الوعائية فهي مؤقتة. في حالة إجراء الناسور الشرياني الوريدي، يتعافى المرضى من الجراحة بسرعة ويصبحون مستعدين لبدء غسيل الكلية الصناعي بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الجراحة، أما في حال إجراء الرقعة الشريانية الوريدية، يمكن البدء بغسيل الكلية الصناعية بعد خمس ساعات فقط من العملية، ويمكن تكرار الغسيل ثلاث مرات في الأسبوع. ومع ذلك، يمكن أيضًا إكمال غسيل الكلية في جلسات أقصر وأكثر تواترًا.
تُجرى معظم علاجات غسيل الكلية في المستشفى أو عيادة الطبيب أو مركز غسل الكلى. تعتمد مدة العلاج على حجم جسمك وكمية المواد الضارة الموجودة في جسمك وحالتك الصحية الحالية. بعد إجراء غسيل الكلية الصناعي لفترة طويلة من الزمن، قد يشعر طبيبك أنك مستعد لإجراء غسيل الكلية في منزلك، وهذا الخيار أكثر شيوعًا للأشخاص الذين يحتاجون علاجًا طويل الأمد.
الغسيل البريتواني (التحال الصفاقي)
يتضمن التحال الصفاقي جراحة لزراعة قسطرة دائمة في بطنك. تساعد القسطرة على تصفية الدم من خلال غشاء البريتوان الموجود في البطن. يتدفق سائل خاص يسمى إلى الصفاق أثناء العلاج. تمتص الديالة المواد السامة، وبمجرد أن تسحب الفضلات من مجرى الدم، تُصرَّف من البطن. تستغرق هذه العملية بضع ساعات وتحتاج إلى تكرارها من أربع إلى ست مرات يوميًا. ومع ذلك، يمكن إجراء الغسيل أثناء النوم أو الاستيقاظ. هناك العديد من أنواع التحال الصفاقي، أهمها:
- التحال الصفاقي المتنقل المستمر (CAPD) يُملأ البطن ويُجفف عدة مرات كل يوم، لا تتطلب هذه الطريقة جهازًا ويجب إجراؤها أثناء الاستيقاظ.
- التحال الصفاقي المستمر (CCPD) تستخدم آلة لتدوير السائل داخل وخارج البطن، وعادة ما يتم ذلك في الليل أثناء النوم.
- التحال الصفاقي المتقطع (IPD) عادةً ما يتم إجراء هذا العلاج في المستشفى، على الرغم من أنه يمكن إجراؤه في المنزل. تستخدم نفس الطريقة السابقة لكن العملية تستغرق وقتًا أطول.
العلاج المستمر بالبدائل الكلوية
يُستخدم هذا العلاج بصورة أساسية في وحدة العناية المركزة للأشخاص الذين يعانون من الفشل الكلوي الحاد. يُعرف أيضًا باسم ترشيح الدم تقوم الآلة بتمرير الدم عبر الأنابيب، ليزيل المرشح بعد ذلك المواد السامة والماء، ثم يُعاد الدم إلى الجسم، جنبًا إلى جنب مع السوائل البديلة. يستغرق هذا الإجراء من 12 إلى 24 ساعة يوميًا.
هل هناك من مخاطر مرتبطة بغسيل الكلية الصناعي؟
يمكن لجميع أشكال غسيل الكلية أن تنقذ حياة المريض المصاب بالفشل الكلوي، إلا أنها تحمل أيضًا مخاطر معينة.
المخاطر المرتبطة بالتحال الدموي:
- انخفاض ضغط الدم.
- فقر دم، أو عدم تشكل كريات دم حمراء كافية.
- تشنج عضلي.
- صعوبات ومشاكل في النوم.
- حكة.
- مستويات عالية من بوتاسيوم الدم.
- التهاب التامور.
- تجرثم الدم، أو عدوى في مجرى الدم.
- اضطراب في معدل نبضات القلب.
المخاطر المرتبطة بالتحال الصفاقي:
يرتبط التحال الصفاقي بزيادة خطر الإصابة بالعدوى في موقع القسطرة أو حولها في تجويف البطن. على سبيل المثال، بعد زرع القسطرة، يمكن أن يعاني المريض من التهاب الصفاق، وهي عدوى تصيب الغشاء المبطن لجدار المعدة والأمعاء.
تشمل المخاطر الأخرى لهذه الطريقة:
- ضعف عضلات البطن أو فتق.
- ارتفاع سكر الدم بسبب وجود سكر العنب (الدكستروز) في سائل التحال.
- زيادة الوزن.
- حمى.
- آلام في المعدة.
المخاطر المرتبطة بالعلاج المستمر بالبدائل الكلوية:
- عدوى.
- انخفاض حرارة الجسم.
- انخفاض ضغط الدم.
- اضطراب شوارد الدم.
- نزيف.
- ضعف العظام.
إذا استمر ظهور هذه الأعراض أثناء غسيل الكلية الصناعي، أخبر الطبيب المشرف على الحالة. أولئك الذين يخضعون لعلاج غسيل الكلية الصناعي على المدى الطويل، معرضون أيضًا لخطر الإصابة بحالات طبية أخرى، بما في ذلك الداء النشواني. يمكن أن يحدث هذا المرض عندما تتراكم بروتينات الأميلويد المُنتجة في نقي العظم في أعضاء مثل الكلية والكبد والقلب. يسبب ذلك آلامًا في المفاصل وتيبسها وتورمها.
قد يصاب بعض الأشخاص أيضًا باكتئاب بعد تلقي تشخيص فشل كلوي طويل الأمد. إذا كانت لديك أفكار مرتبطة بالاكتئاب، مثل إيذاء نفسك أو الانتحار، اتصل بخدمات الطوارئ المحلية أو بالطبيب المشرف على حالتك.