كيف تتعامل مع الوسواس القهري؟

يعتبر الوسواس القهري (OCD) من أشيع الاضطرابات النفسية وأكثرها تأثيرًا على الحياة اليومية، لأنه يترافق مع حالة قلق مزمنة، وأفكار وسواسية وسلوكيات قهرية.

يعتبر الوسواس القهري (OCD) من أشيع الاضطرابات النفسية وأكثرها تأثيرًا على الحياة اليومية، لأنه يترافق مع حالة قلق مزمنة، وأفكار وسواسية وسلوكيات قهرية.

يمكن أن يؤثر الوسواس القهري على الرجال والنساء والأطفال، وغالبًا ما تبدأ الأعراض بالظهور خلال سن البلوغ، يكون الوسواس القهري مزعجًا، يسبب الضيق ويعيق حياتك الطبيعية بشكل كبير، لكن العلاج يمكن أن يساعدك في السيطرة عليه والتخفيف من تأثيراته.

كيف يمكنك التعامل مع الوسواس القهري؟

غالبًا ما يتردد الأشخاص المصابون بالوسواس القهري في طلب المساعدة، بسبب شعورهم بالخجل أو الحرج، وما يجب أن نعرفه جميعًا أن الوسواس القهري هو مشكلة صحية مثل أي مرض أو اضطراب آخر، لذلك لا يوجد ما يدعو للخجل أو الإحراج بشأنه. أن تكون مصاباً بالوسواس القهري لا يعني أنك قد ارتكبت خطأ.

من غير المحتمل أن يتحسن الوسواس القهري دون علاج ودعم مناسب، لذلك يجب عليك استشارة طبيبك أو معالجك النفسي عندما تشعر بوجود أفكار وسواسية وأفعال قهرية تقوم بها بالإكراه في سبيل التخلص من القلق، ويجب أن تكون صريحًا مع الطبيب بشأن الأعراض ومدى تأثيرها على حياتك. 

قد يستخدم طبيبك المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وقد يلجأ للقيام بالفحص البدني لاستبعاد المشاكل الأخرى التي تسبب نفس الأعراض.

يصعب أحيانًا تشخيص اضطراب الوسواس القهري لأن الأعراض يمكن أن تكون مشابهة لأعراض اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو الفصام أو اضطرابات الصحة النفسية الأخرى، ومن الممكن أن تتعرض لكل من اضطراب الوسواس القهري واضطراب آخر في الصحة النفسية في الوقت نفسه.

أسباب اضطراب الوسواس القهري والعوامل المؤهبة له

أسباب الوسواس القهري غير واضحة تمامًا، لكن العديد من العوامل المختلفة تلعب دورًا في حدوثه أو تؤهب له، ومن أهمها:

  • الجينات والعوامل الوراثية: تؤهب هذه العوامل للوسواس القهري أو تزيد من احتمالية حدوثه.
  • عوامل بيولوجية وبنيوية: يمكن تفسيرها باختلاف مستويات النواقل العصبية في الدماغ.
  • الأحداث الصادمة والضغوط اليومية: الوسواس القهري أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين تعرضوا للتنمر أو الإساءة أو الإهمال، ويبدأ أحيانًا بعد حدث مهم في الحياة، مثل الزواج أو الطلاق أو الولادة أو البدء بوظيفة جديدة أو بعد صدمة فقدان شخص مقرب.
  • البيئة والشخصية: الأشخاص الأنيقون والدقيقون والمنهجيون ذوو المعايير الشخصية العالية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، وكذلك الأشخاص الذين لديهم قلق شديد عمومًا أو لديهم شعور قوي جدًا بالمسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين.

أهم علاجات الوسواس القهري

إذا كنت تعاني من أعراض الوسواس القهري بشكل يتداخل مع حياتك اليومية، يجب عليك استشارة طبيبك النفسي، ويمكن أن تشمل الطرق العلاجية التي يقترحها:

  • العلاج السلوكي المعرفي: هو نوع من أنواع العلاج النفسي، تتحدث خلاله إلى معالج نفسي يساعدك على فهم أفكارك وعواطفك على مدى عدة جلسات. يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على التوقف عن العادات السلبية، واستبدالها بعادات صحية.
  • العلاج الدوائي: قد تساعد الأدوية مثل: مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، ومضادات الاكتئاب، على علاج الوسواس القهري؛ عن طريق زيادة مستويات السيروتونين ( يوجد ارتباط وثيق بين انخفاض السيروتونين والوسواس القهري ). مع التأكيد على أن هذه الأدوية تؤخذ تحت إشراف الطبيب حصرًا.
  • العلاج بالتعرض: في هذا النمط من العلاج، يقوم المعالج النفسي بتعريضك للسبب الذي يحرض القلق عندك، ثم يمنعك من الاستجابة القهرية التي كنت تقوم بها لتخفيف القلق. على سبيل المثال: في حالة وسواس النظافة قد يطلب منك المعالج النفسي أن تلمس الأشياء المتسخة ولكن بعد ذلك يمنعك من غسل يديك.

باستخدام الأدوية أو العلاج السلوكي أو مشاركة كليهما معًا، يمكن لمعظم الأشخاص المصابين بالوسواس القهري التحكم بالوساوس والأفعال القهرية والاستمتاع بحياتهم بشكل طبيعي.

ما هي مدة علاج الوسواس القهري؟

قد تحتاج إلى تناول الأدوية المناسبة لحالتك لمدة 12 أسبوعًا حتى تبدأ بملاحظة التحسن، واعتمادًا على شدة اضطراب الوسواس القهري، قد تحتاج إلى علاج طويل الأمد أو مستمر أو أكثر كثافة. 

يحتاج معظم الأشخاص لعلاج لمدة عام على الأقل، من المهم ألا تتوقف عن تناول هذه الأدوية دون التحدث إلى طبيبك أولًا، لأن التوقف المفاجئ قد يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة. سيقوم الطبيب عندما يشعر بأنك تحسنت بالشكل الكافي بإيقاف العلاج بشكل تدريجي لتقليل احتمال حدوث آثار جانبية، وقد تحتاج إلى زيادة الجرعة مرة أخرى إذا عادت الأعراض.

ماذا يحدث إذا لم يساعدك العلاج في التخلص من الوسواس القهري؟

إذا لم يساعدك العلاج الدوائي وجلسات العلاج النفسي في التخلص من أعراض الوسواس القهري، فقد يحاول معالجك وطبيبك النفسي استخدام علاجات خاصة مثل:

  1. العلاج بالصدمات الكهربائية: تستخدم أقطاب كهربائية يتم توصيلها بالرأس لإيصال صدمات كهربائية مدروسة الشدة إلى الدماغ، تسبب هذه الصدمات تغيرات في الدماغ تساعد على إفراز مواد كيميائية مفيدة.
  2. التحفيز المغناطيسي للدماغ: يستخدم جهاز مغناطيسي يوضع على الرأس لينقل نبضات إلى الدماغ لتحفيزه على تحسين الحالة المزاجية.

لا يمكنك منع الوسواس القهري، لكن التشخيص والعلاج المبكر يمكن أن يساعدك في تقليل أعراضه والحد من تأثيراته على حياتك الطبيعية. 

قد يشكل التعايش مع اضطراب الوسواس القهري تحديًا صعبًا، وقد تكون للأدوية آثار جانبية غير مرغوب بها. بالإضافة إلى الحصول على المساعدة الطبية، قد تجد أنه من المفيد التواصل مع مجموعات الدعم النفسي أو مع أشخاص آخرين يعانون من الوسواس القهري للحصول على المعلومات والنصائح المفيدة.

Loading spinner
Share your love