كيف يمكنك التعامل مع الطفل المشاغب؟

من الطبيعي جدًا في بعض الأحيان أن يتصرف الأطفال بسلوكيات غير مناسبة وغير لائقة اجتماعيًا، مثل: الميل للعنف، والصراخ، والعناد، يجعل هذا من عملية الاعتناء بهم أمرًا صعبًا ومرهقًا، خاصة في ظل وجود الكثير من الأمور الأخرى الضرورية التي يجب الانتباه لها. في هذا المقال شرح لأسباب شغب الأطفال، وما هي الطرق الأفضل للتعامل مع هذا الشغب.

ما هي أبرز صفات الطفل المشاغب؟

من المهم التفريق بين حب الاستطلاع والفضول والطاقة والنشاط العاليين الموجودة عند جميع الأطفال، وبين الشغب والعنف والسلوك الخاطئ الموجود عند البعض الآخر، فمن صفات الطفل المشاغب:

  1. الميل الشديد للتمرد والمعارضة: نقصد هنا رفض القيام حتى بأبسط الأوامر والطلبات، مثل: رفض الانتظار بهدوء بجانبك حتى تنهي ما تفعله، أو رفض الذهاب للمدرسة، أو رفض غسل اليدين، لكن من المهم الإشارة إلى أن الأطفال ليسوا روبوتات مطيعة، ومن الطبيعي جدًا بالنسبة لأعمارهم أن يرفضوا القيام ببعض الأمور لكونها مزعجة بالنسبة لهم أو غير محببة، مثل: رفض تناول نوع معين من الطعام، أو عدم الرغبة في ارتداء لباس معين.
  2. الميل السريع للعنف: يعد هذا الأمر من الصفات الشائعة للأطفال المشاغبين، الذين يلجؤون بسرعة إلى العنف والضرب عند تعاملهم مع أقرانهم من الأطفال أو البالغين، خصوصًا عندما يكونون منزعجين أو لا يحصلون على ما يريدونه.
  3. نوبات غضب متكررة: يعد هذا الأمر أيضًا من الصفات الشائعة للأطفال المشاغبين، إذ تحدث نوبات من الغضب والهياج بصورة يومية ومتكررة، ويبدأون بالصراخ ورمي الأشياء وحتى إيذاء الآخرين عندما لا يحصلون على ما يريدون.

ما أهم الأسباب التي تحرض الشغب عند الأطفال؟

إن الأطفال غير ناضجين عاطفيًا، وما زالوا في مرحلة النمو والتطور، ومن الطبيعي بالنسبة لأعمارهم عدم التمكن من السيطرة على العواطف والمشاعر التي تنتابهم، وعدم استخدام التفكير المنطقي أو مراعاة ظروف الآخرين في المواقف التي يواجهونها، وقد لا يستطيعون التعبير عما يشعرون ويفكرون به بصورة واضحة ومفهومة، لأن هذه من صفات البلوغ والرُّشد، ولا يجب توقع وجود هذه الصفات لديهم، فهي تأتي بالتدريج وتحتاج وقتًا حتى تتطور.

يعتمد الأطفال على الأهل لاستيعاب العالم من حولهم، ويلجؤون إليهم عند كل تشوش وخوف واضطراب ورعب يصيبهم، حتى في مشاعر الفرح والسعادة والحماس التي يختبرونها. 

تهدف معظم سلوكيات الأطفال إلى الحصول على اهتمام الأهل أو الأشخاص الآخرين من حولهم، إذ يدور العالم في عقل الطفل الصغير حوله فقط، وهذا أمر طبيعي كونه لم ينمو بعد ليستوعب مدى تعقيد الواقع وكيف تتداخل الكثير من الأمور مع بعضها. 

يمكن فهم غالبية سلوكيات الأطفال العنيفة أو الهائجة أو المشاغبة بكونها فقط تهدف إلى الحصول على اهتمام الأهل لحاجة يريدونها، أو لمشاعر صعبة يختبرونها، ولا يعلمون كيفية التعامل مع هذه المشاعر أو تحملها، إذ يتعلم الأطفال هذه المهارات مع الوقت ومن المحيطين بهم.

نصائح للتعامل مع الطفل المشاغب

مثلما ذكرنا، لا يملك الأطفال القدرة بعد على فهم مشاعرهم والتعامل معها بصورة منطقية، وتلبية احتياجاتهم بأنفسهم، ولهذا يعتمدون على الأهل لمساعدتهم في تحقيق ذلك، ومن أهم النصائح لمساعدة الأهل على التعامل مع الطفل المشاغب:

ابقَ هادئًا: 

إن هذا الأمر مهم للغاية عندما يصاب الطفل بنوبة غضب وصراخ وهياج،  فهو لا يعلم كيفية التعامل مع مشاعره، والتعبير عنها، وماذا يريد بالضبط، ويتعلم جميع هذه الأمور منك بشكل مباشر عبر نصائحك، وغير مباشر عبر رؤيتك كيف تتصرف معه ومع الآخرين، فأنت بالنسبة لطفلك كل شيء في العالم، واستجابتك بالصراخ أو التهديد أو العنف، يعلم الطفل مع مرور الوقت أن العنف والهياج هو الوسيلة للحصول على ما نريده من الآخرين.

كن حنونًا ومتفهمًا: 

يعتمد الطفل عليك لاستيعاب العالم في داخله ومن حوله، عندما يبدأ بالغضب والصراخ والعنف، فأنت تستطيع فهم ما يجري في داخله، بينما هو يختبر هذا الكم الضخم من العواطف ولا يعلم أين يجري بها إلّا نحوك ونحو اهتمامك. 

كنْ حنونًا، واشرح له ما يشعر به، مهما كان الشرح بسيطًا بالنسبة لك، فهو حقا لا يعلم ولا يعرف كيف يعبر عنه. قل له: “أنا أعلم أنك منزعج، وهذا أمر طبيعي” أو “أنا أعلم أنك متعب، لا تقلق”؛ لأن تواصلك العاطفي معه، يشعره بالأمان أكثر لاختبار المشاعر التي يشعر بها، وعدم الهروب منها.

أصغِ له باهتمام: 

يريد الطفل الاهتمام فقط، وحصوله على هذا الاهتمام جوهري لتحقيق التطور السليم لشخصيته، سواء كان يشعر بالغبطة أو الحزن، سيقوم طفلك بإخبارك بذلك، وعندما يشعر بالغضب، استمع له، و استفسر منه، مهما بدا التفسير ضعيفًا، واشرح له لماذا لا يستطيع القيام ببعض الأمور، ولا تكتفي بإصدار الأوامر الجامدة؛ لأن تقديم الشروح يساعد على تعليم الطفل على التفكير بنتائج أفعاله وتأثيرها على الآخرين.

التزم بموقفك: 

يراقبك الطفل باستمرار، ويعلم متى تكون ثابتًا في موقفك، ومتى تكون مترددًا، ومع الوقت، سيتجرأ على هذا التردد، ليس لأنه يملك الخطط والمؤامرات، بل لأنه يتعلم أن هذا هو الطريق للحصول على اهتمامك وعلى ما يريد. 

عند القيام بتصرف خاطئ، التزم بموقفك، وأيضًا أعطِ الطفل الخيار للقيام بكذا أو كذا، ولا تضعه تحت موقف واحد، فمثلًا: إن كان لا يحبذ نوعًا معينًا من الطعام، اعرض عليه ما يوجد على الطاولة، لكن ابقَ ثابتًا على موقفك فيما هو معروض من طعام، ولا تقم بصنع نوع جديد غير مقدم في الأساس.

في النهاية، إن تربية الطفل ليست بالأمر السهل أبدًا، خاصة في ظل وجود الكثير من الهموم والضغوط الأخرى. مع هذا، يمكن تطبيق بعض من النصائح السابقة، واستشارة الخبراء، وتعلم المزيد حول كيفية تربية أطفالنا بصورة جيدة وحسنة.

Loading spinner
Share your love