يسارع المستهلكون أحيانًا إلى تجاهل تواريخ انتهاء صلاحية الأدوية الطبية، وقد تكون هذه العادة بسبب ارتفاع تكلفة الدواء أو الإهمال أو الجهل بالضرر الناجم عن القيام بذلك. من الشائع تعريف مصطلح “منتهي الصلاحية” على أنه شيء وصل إلى نهايته ولم يعد صالحًا للاستخدام، فالتعابير الشائعة مثل رخصة قيادة أو جواز سفر أو طعام منتهي الصلاحية تشير إلى أهمية تبديل هذه الأشياء، والحقيقة أن نفس المفهوم ينطبق على استخدام الأدوية منتهية الصلاحية.
المحتويات
ما مدى أهمية تواريخ انتهاء الصلاحية؟
لإلقاء المزيد من الضوء على أهمية تواريخ انتهاء الصلاحية، من المهم أن نفهم كيف تحدد شركات الأدوية هذه التواريخ، فجميع الأدوية تحتوي على تركيبات خاصة تتكون من مواد فعالة موجهة لعلاج مرض محدد، وبمجرد صنع الدواء، يحدد المصنعون المدة الزمنية التي سيستمر فيها الدواء دون أن تتراجع فعاليته. يُعرف ذلك باسم العمر الافتراضي للدواء، وإذا تم استخدام الدواء خلال فترة العمر الافتراضي، فمن المتوقع أن يكون الدواء فعالًا وآمنًا.
تعتبر الفعالية عاملًا مهمًا يجب مراعاته لأنها تعكس قدرة الدواء على إحداث التأثير المرغوب به، وبالتالي، كلما زادت الفعالية، كلما كانت النتائج أفضل. في الحقيقة قد لا يحقق الدواء منتهي الصلاحية نفس النتائج العلاجية للحالات البسيطة (مثل الصداع الخفيف والزكام) أو الحالات الخطيرة (مثل السكري وأمراض القلب) بسبب انخفاض فعاليته. بالإضافة لذلك يجب مراعاة مدى سلامة الأدوية منتهية الصلاحية، فمن الممكن أن تتغير الخواص الكيميائية والفيزيائية للدواء مع مرور الوقت كما يحدث بوضوح عند تحلل الأقراص وانفصال السوائل إلى طبقات أو حتى تغير لونها داخل العبوة.
مخاطر تناول الأدوية منتهية الصلاحية
بدأت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في عام 1979 بفرض تاريخ انتهاء صلاحية الأدوية التقليدية والأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية. ويعد تاريخ انتهاء الصلاحية جزءًا مهمًا من تحديد ما إذا كان المنتج آمنًا للاستخدام وسيعمل على النحو المطلوب.
يمكن العثور على تاريخ انتهاء الصلاحية مطبوعًا على الملصق أو مختومًا على الزجاجة أو العلبة، أحيانًا بعد اختصار “EXP”، ومن المهم التعرف والالتزام بتاريخ انتهاء صلاحية الدواء لأن استخدام المنتجات الطبية منتهية الصلاحية محفوف بالمخاطر وقد يكون مضرًا بالصحة، ربما يكون الدواء غير فعالًا أو قد يسبب مضاعفات في الجسم تؤدي إلى مشاكل وأمراض أخرى.
في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تؤثر الأدوية منتهية الصلاحية على الكبد والكلى، أو قد تسبب حساسية أو تضعف الجهاز المناعي لأن هذه الأدوية تؤثر سلبًا على حالة الاستقلاب في الجسم. لذا يجب دائمًا التحقق من تاريخ انتهاء الصلاحية قبل تناول الدواء. ومن الأفضل التخلص من أي دواء منتهي الصلاحية للحفاظ على السلامة والصحة.
الأدوية منتهية الصلاحية قد تكون خطيرة
يمكن للمنتجات الطبية منتهية الصلاحية أن تكون أقل فعالية أو خطيرة بسبب تغير في تركيبها الكيميائي أو انخفاض في مدى تأثيرها. تمتلك بعض الأدوية منتهية الصلاحية قابليةً لنمو الجراثيم عليها أو قد تفشل بعض المضادات الحيوية منخفضة الفاعلية في معالجة الالتهاب، ما يؤدي إلى أمراض أكثر خطورة وزيادة مقاومة المضادات الحيوية، وبمجرد انتهاء تاريخ الصلاحية ليس هناك ما يضمن أن الدواء سيكون آمنًا وفعالًا.
وفقًا لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لا يعرف الكثير من الناس كيفية التخلص من الأدوية غير الضرورية من خزانة الأدوية بشكل صحيح، وغالبًا ما يؤدي الفشل في التخلص الآمن من الأدوية القديمة، وخاصةً الأفيونات إلى وقوع العقاقير الخطيرة بالأيدي الخطأ. تفيد تقارير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 50000 طفل صغير ينتهي بهم الأمر في غرفة الطوارئ كل عام لأنهم تناولوا دواءً ما عن طريق الخطأ، فالأدوية منتهية الصلاحية ليست خطيرة فقط على المريض نفسه لكنها قد تؤذي الأطفال والحيوانات الأليفة إذا تم تناولها عن طريق الخطأ. ومن أجل كل هذه الأسباب، فإن التخلص السليم من الأدوية غير الضرورية أمر بالغ الأهمية.
طرق التعامل مع الأدوية منتهية الصلاحية
أولًا، يجب قراءة الوصفة الدوائية واتباع أي تعليمات محددة للتخلص منه إذا كانت مذكورة، ويعد برنامج استعادة الأدوية -إذا كان متاحًا- هو الطريقة المثالية للتخلص من الأدوية منتهية الصلاحية أو غير المرغوبة أو غير المستخدمة. وعندما لا تتوافر برامج استعادة الأدوية، توصي الهيئات والمنظمات المختصة برمي الدواء بعيدًا في سلة المهملات بعد تغليفه بأكياس خاصة. ومع ذلك، يُوصى برمي بعض الأدوية بالمرحاض أو بالمغسلة لأنها من الممكن أن تكون ضارة أو قاتلة على الأطفال أو الحيوانات الأليفة أو أي شخص آخر إذا تم تناولها بالخطأ، مثل بعض الأدوية القلبية والأدوية العصبية والنفسية.
تعليمات عامة عن تخزين الأدوية
التخزين المناسب هو إحدى الطرق الأساسية للمساعدة على التأكد من أن الأدوية ستظل آمنة وفعالة حتى تاريخ انتهاء صلاحيتها. يفضل قراءة الوصفة المرافقة للدواء لمعرفة ما إذا كانت هناك تعليمات تخزين محددة، فبعض الأدوية يجب وضعها في الثلاجة والبعض الآخر لا يمكن تعريضها لدرجات حرارة عالية. ويساهم التخزين غير المناسب مثل خزانة الحمام الرطبة، في تقليل فعالية الأدوية التي لم تصل إلى تاريخ انتهاء صلاحيتها المعلن، وبالنسبة لأغلب الأدوية ومن أجل ضمان العمر الافتراضي المناسب للدواء، يفضل تخزينها في مكان بارد وجاف مثل درج الخزانة أو صندوق التخزين أو رف الخزانة أو خزانة المطبخ.
وعند تخزين الأدوية في خزانة المطبخ، يجب التأكد من أنها بعيدة عن الأجهزة الساخنة والمغسلة بسبب تغير درجات الحرارة والرطوبة، لأن هذه العوامل قد تؤثر على الدواء، وعند تخزين الدواء في مكان يتواجد فيه الأشخاص كثيرًا، مثل المطبخ، يجب توخي الحذر لمنع وصول الأطفال إلى الدواء أو غيرهم من الأشخاص الذين قد يميلون إلى الإدمان عليه أو سوء استخدامه.