إن الأبوة مهمة شاقة لكنها ممتعة ومليئة بالمشاعر الجميلة إذا استطعت أن تتقن دور الأب وتؤدي واجبك تجاه أبناءك بالطريقة الصحيحة، وستكون هذه المهمة أصعب عندما يصبح الطفل الصغير مراهقًا يريد التعبير عن رأيه ويؤكد على وجوده كشخص مستقل، وتكريمًا لهذه المهمة العظيمة تقدم كيورا برنامجًا لإرشاد الآباء للتعامل مع أطفالهم المراهقين.
المحتويات
تذكر أنك والد وصديق
يرتاح المراهقون لأمان فكرة أن أهلهم يحبونهم بغض النظر عن أي شيء، لذلك يسعدون عندما تكون العلاقة شكل من أشكال الصداقة، لكنهم يحتاجون أيضًا إلى الشعور بأنهم يتمتعون ببعض الاستقلال؛ لذلك قد تشعر أنك مستبعَد قليلًا كوالد، عندها عليك أن تجيد التنقل بين الدورين (الوالد والصديق) حسب الموقف ليشاركك ابنك نشاطاته.
في حال شعرت بالخوف من أن تقلل هذه الصداقة الوثيقة من احترام ابنك المراهق لك، فتذكر أنك تحترم أصدقاءك والأشخاص الذين تحبهم وتقدرهم وهذا لا يمنعهم من أن يحترموك، على العكس تمامًا ذلك سيجعلهم يقدرونك ويحترمونك بالمقابل.
بقدر ما تريد أن تكون قريبًا من ابنك المراهق لكن عليك أن تقول لا في بعض الأحيان؛ لأن المراهقين قد يحتاجون أحيانًا لحدود لا يمكنهم وضعها لأنفسهم، لذلك تمسك بقيمك ومبادئك عندما يتعلق الأمر بطلب غير منطقي (كالسهر خارج المنزل لوقت متأخر)، وفي حال توطدت علاقة الصداقة بينكما فقد يستطيع ابنك المراهق أن يصل لصيغة وحل مريح للطرفين (أنت وهو).
شجعهم على ممارسة الرعاية الذاتية
تعني الرعاية الذاتية قضاء الوقت في القيام بأشياء تساعدنا على العيش بطريقة أفضل وتحسن صحتنا الجسدية والنفسية معًا، فجميع المراهقين يحتاجون إلى عدد ساعات كاف من النوم، واتباع نظام غذائي صحي، وتقليل الكافيين والقهوة، وتقليل وقت استخدام الهاتف المحمول، والامتناع عن استخدام الشاشات وخاصة قبل النوم؛ حتى يتمكن الجسم من إفراز الهرمونات اللازمة لنمو الطفل بشكل صحي، شجع ابنك المراهق على هذه الممارسات وشاركه في تطبيقها.
احرص على أن تجتمع أسرتك بانتظام
تُعتبر الاجتماعات العائلية التي تُعقد بانتظام ساحة يستعرض بها أفراد الأسرة انتصاراتهم ويتناقشون بها عن الأمور التي تزعجهم، ومكان لمناقشة الخلافات بين الأخوة وأي موضوع آخر يهم الجميع، لذلك احرص على حدوث هذه الاجتماعات ووضع قواعد لها، كأن يحصل الجميع على فرصة للتحدث، وأن يستمع الجميع للشخص المتحدث، وأن يُسمح لأفراد الأسرة بالتعليق تعليقات إيجابية وبناءة فقط من دون تجريح، وعندما يكون طفلك المراهق عنيد ويرفض هذه الاجتماعات جرب أن تعطيه دورًا مسؤولًا في كل اجتماع أو حفزه بأمور يحبها كتناول البيتزا.
حاول أن تكون مستمعًا جيدًا
إذا لم تستطع دفع ابنك للتحدث عما يحصل معه، فلن تستطيع التأثير عليه وإرشاده ليتخذ القرارات الصحيحة، لذلك عليك أن تتعلم كيف تكون متحدثًا ناجحًا ومستمعًا جيدًا وتشجعه على أن يكلمك ويشاركك الأحاديث والأخبار بشغف وحب.
قم بدورك كوالد في المواقف الحساسة
حاول أن تقتنع بأن طفلك كبر وأصبح يحتاج لمزيد من الحرية حتى تتجنب تمرده عليك، لكن بنفس الوقت لا تتوانى عن معرفة مكان تواجد أطفالك، ومع من سيكونون، ولا تفوت فرصة التعرف على الأصدقاء الذين يقضون وقتهم معهم وعلى أولياء أمور أصدقائهم؛ لتبقى على اطلاع على ما يقومون به من نشاطات.
لا تدفع ابنك المراهق إلى الاستقلال قبل أن يصبح جاهزًا
لكل مراهق فترة زمنية محددة يحتاجها قبل أن يصل للاستقلال عن والديه، ويعني الاستقلال الحقيقي أن يكوّن علاقاته الاجتماعية من دون مساعدتك ومن دون الحاجة للتمرد، فإذا دفعته إلى الاستقلال قبل أن يكون مستعدًا لذلك سيضطر أن يعتمد على أصدقائه المراهقين كمرجع لتصرفاته بسبب حاجته للشعور بالأمان، لذلك اتركه يأخذ الوقت الذي يحتاجه للوصول إلى الاستقلال.
ساعد ابنك المراهق على تحديد أهدافه
يريد ابنك المراهق أن يكون أفضل نسخة من نفسه، وواجبك كأب أن تدعمه ليقوم بذلك، وهذا لا يعني أن تتوقع أن يحقق طفلك الأهداف التي تضعها أنت له، إنما عليك مساعدته على تحديد أهدافه الخاصة وتؤكد له على أن حبك له لن ينقص في حال فشل في تحقيق هذه الأهداف، كن عونًا له ليجد شغفه ويستكشف السمات المميزة في شخصيته.
اقرأ أيضًا: أنشطة تساعد الأطفال والمراهقين على تخفيف القلق النفسي
اعقد اتفاقيات مع طفلك وتجنب معاقبته
حاول دائمًا أن تربي ابنك المراهق من دون عقوبات وعلمه كيف يجد حلولًا ويصلح ما أخطأ في فعله؛ لأن ذلك يقوي العلاقة بينكما ويجعلك تكسب ثقته فيبقى قريبًا منك ولا يضطر للكذب عليك، وفي حال كنت تتبع أسلوب العقاب عندما يخطئ طفلك فهذا تصرف خاطئ لكن لم يفت الأوان بعد لتغير أسلوبك معه وتتدارك هذا الخطأ، إذ ينصحك طب الأسرة أن تتوقف عن العقاب وتستبدله بالاستماع لطفلك وزيادة التواصل بينكما.
خصص أوقاتًا من اليوم للتواصل معه
تواصل معه يوميًا في كل فرصة تجدها أمامك، فمثلًا تحدث معه وأنت تغسل الأطباق أو بعد العشاء أو قبل ذهابه للنوم مباشرة، فحتى المراهق الذي يحاول دائمًا أن يشعرك بأنه شخص بالغ وليس بحاجة لحنيتك كأب سيستجيب لحضن قبل النوم، وبالإضافة لهذا التواصل يمكنك أن تخصص وقتًا أسبوعيًا لتقضيه معه كأن تخرجوا للعب كرة القدم أو تناول المثلجات.
حاول أن تكون موجودًا عندما ينهي طفلك مدرسته
إن أخطر فترة في اليوم يكون المراهق فيها عرضة لرفقة السوء هي الساعات التي تلي الانتهاء من دوام المدرسة اليومي، لذلك حاول أن تنظم وقتك لتكون متفرغًا للاجتماع بطفلك في هذه الفترة، وفي حال أخبرك أنه سيكون مع أصدقائه فعليك أن تتأكد من وجود إشراف من شخص بالغ (المعلم أو أحد الآباء مثلًا). [1]
في الختام تذكر دائمًا أنك بوصلة أبناءك الكبار منهم والصغار، فاسعَ لتقويم نفسك لتكون قدوة حسنة لهم وتجني ثمار تعبك واهتمامك في تربيتهم تربية صحية. انضم الآن إلى برنامج كيورا المخصص لإرشاد الوالدين في التعامل مع المراهقين، لمساعدتك على فهم التغيرات النفسية والعاطفية التي يمر بها ابنك المراهق والتعامل معها بالطريقة المناسبة.
اقرأ أيضًا: كيف تساعدك كيورا في تحقيق نمط حياة أفضل؟
[1] Game Plan for Peaceful Parenting Your Teen, www.ahaparenting.com, retrieved 17/2/2022