يعد الإمساك من أشيع الأعراض والمشاكل التي يعاني منها الأطفال. يعاني الأطفال المصابون بالإمساك عادة من براز جاف صلب القوام ويصعب طرحه خارج الجسم، ويمكن للإمساك أن يسبب إزعاجًا وألمًا لدى الطفل، وفي حال عدم علاجه يمكن للأعراض أن تصبح أسوأ، قد يخطئ الكثير من الأهالي عندما يتغوط الطفل في ملابسه اعتقادًا منهم أنه يعاني من الإسهال في حين كان يعاني من إمساك شديد مسببًا انحشار البراز في نهاية السبيل الهضمي، لذلك من المهم الانتباه لحالة الإمساك بشكل مبكر للوقاية من الشكل المزمن للإمساك، وقبل التعرف بشكل أكبر على الإمساك وأسبابه يجب علينا معرفة الحالة الطبيعية لحركة الأمعاء عند الأطفال.
المحتويات
ما هي العادات الطبيعية عند الأطفال؟
يمكن للأهل أن يصبحوا قلقين بشدة فيما يخص عادات التغوط الخاصة بأطفالهم، ينشأ هذا القلق عندما تبدأ عادات تغوط الطفل بالتغير، هنا يجب على الأهل معرفة أن كل طفل يختلف عن الآخر، يمكن للحالة الطبيعية أن تختلف بشكل كبير من طفل لآخر، لذلك يجب ملاحظة التغير في العادات الطبيعية الخاصة بطفلك دون المقارنة مع طفل آخر.
تعد عدد مرات التغوط عند الأطفال غير مهمة بالمقارنة مع العلامات والعوامل الأخرى، فقد يتغوط الطفل عدة مرات يوميًا أو مرة كل عدة أيام، الأمر المهم في الحقيقة هو قوام البراز وهل مرّ بشكل لين أم كان التغوط عسيرًا، ومع نمو الطفل وتقدمه بالعمر من رضيع إلى سن الحضانة وإلى سن المدرسة، يمكن ملاحظة تغييرات في عادات التغوط الخاصة بالطفل وذلك بالاعتماد على نوعية الطعام الذي يتناوله.
ما هو الإمساك؟ وما هي علامات الإصابة به؟
قلة عدد مرات التغوط لدى الطفل بالمقارنة مع الحالة الطبيعية له، بالإضافة إلى أن الطفل يقوم بتغوط براز صلب وجاف وقاسي القوام، ويعد من أشيع الأعراض الهضمية. يمكن ملاحظة عدة علامات عندما يكون الطفل مصابًا بالإمساك، أهمها:
- انخفاض عدد مرات التغوط عن المعتاد، يعرّف الإمساك عادةً على أنه التغوط أقل من 3 مرات في الأسبوع ولكن يمكن أن يختلف هذا الرقم من طفل إلى آخر، لذلك الإمساك هو تغير في الحالة الطبيعية الخاصة بطفلك.
- خروج براز قاسٍ وكبير الحجم في بعض الأحيان.
- مواجهة صعوبة أو الشعور بألم أثناء عملية التغوط.
ما أسباب الإمساك عند الأطفال؟
يمكن أن يصاب الأطفال بالإمساك للعديد من الأسباب المختلفة وبعضها غير واضح حتى الآن، حيث يوجد العديد من العوامل المختلفة التي قد تشارك في تطور الإمساك أو زيادته سوءًا نذكر أهم وأشيع أسباب الإصابة بالإمساك عند الأطفال:
الحمية والغذاء:
- حمية قليلة الأطعمة الحاوية على الألياف مثل الفواكه والخضار.
- نقص في شرب السوائل وخاصة الماء.
- الإصابة بمرض سبب نقص الشهية عند الطفل.
- فإن ذلك يسبب زيادة قساوة وصلابة البراز مما يجعل مروره خلال الأمعاء أصعب.
حبس البراز أو مقاومة عملية التغوط بشكل إرادي:
وهذا يعني شعور الطفل بالحاجة إلى الذهاب إلى الحمام لكنه يقاوم هذه الحاجة محاولًا تجاهل الرغبة بتفريغ الأمعاء ويعد من الأسباب الشائعة، ويصل الطفل في النهاية إلى مرحلة عدم القدرة على مقاومة الرغبة بالتغوط ولكن عندها يكون أصبح حجم البراز أكبر ويصعب إخراجه مسببًا ألمًا عند الطفل وهذا بدوره يسبب حلقة معيبة، يمكن أن يقوم الطفل بمقاومة الرغبة بالتغوط بسبب:
- عملية تغوط سابقة سببت الألم للطفل.
- بسبب الإصابة بتقرح أو باسور في منطقة الشرج بسبب تغوط براز كبير سابقًا مما يسبب الألم أثناء عملية التغوط.
- الانزعاج من الروائح الكريهة في حمامات المدرسة مما يجعل الطفل يؤجل عملية التغوط ليعود إلى المنزل.
نقص النشاط الفيزيائي:
الأطفال الذين يقضون وقتهم بمشاهدة التلفاز واللعب بألعاب الفيديو لا يمارسون نشاطًا فيزيائيًا كافيًا، تساعد التمارين الرياضية والنشاط الفيزيائي على تحسين عملية الهضم وحركة الأمعاء.
المشاكل العاطفية والنفسية:
يمكن للانزعاج الناجم عن الوسط المحيط أو الروتين اليومي أن يسبب الإمساك أو يزيده سوءًا، فالشعور بالقلق أو التوتر تجاه شيء ما مثل الانتقال من منزل إلى آخر أو ترقب مولود جديد أو بداية الذهاب إلى الحضانة أو المدرسة قد تكون من الأسباب المحتملة للإمساك.
بالإضافة للأسباب السابقة يمكن أن يكون الإمساك ناجمًا عن تناول أدوية معينة مثل أدوية علاج الزكام.
ما هي أعراض الإمساك عند الأطفال؟
يمكن أن نلاحظ الأعراض التالية:
- تراجع عدد مرات التغوط إلى أقل من ثلاث مرات خلال الأسبوع.
- خروج براز صلب كبير الحجم.
- خروج براز شبيه ببراز الأرانب (على شكل حصيات صغيرة).
- شعور الطفل بانزعاج أو ألم أثناء عملية التغوط.
- خروج القليل من الدم بعد عملية التغوط ناجم عن تخريش البراز القاسي للمستقيم والشرج.
- نقص الشهية أو ألم معدي يتحسن بعد عملية التغوط.
- في حال كان الطفل بعمر السنة يمكن مشاهد بقع برازي على سرواله وتعد من علامات الإمساك فقد يتسرب البراز المائي من حول البراز الصلب المسبب للإمساك مما يسبب اتساخ ملابس الطفل.
هل الإمساك حالة عابرة أم مؤشر خطير ويحتاج إلى استشارة الطبيب؟
يصاب العديد من الأطفال الأصحاء بالإمساك من وقت لآخر، وهو يعد من الأعراض الشائعة عند الأطفال الرضع، ويمكن أن يصاب به الأطفال خلال فترة تعلمهم استخدام الحمام، لذلك قد يعتقد بعض الأهالي أنه لا يوجد داعٍ للقلق ولا حاجة لاستشارة طبيب.
ولكن في الحقيقة يمكن للإمساك أن يكون مؤشرًا ودليلًا على عدد من الأمراض والحالات الخطيرة عند الأطفال التي يجب علاجها بشكل إسعافي للحفاظ على صحة الطفل.
يمكن للإمساك أن يسبب ألمًا شديدًا للطفل، لذلك يجب على جميع الأهالي استشارة الطبيب في حال:
- عانى الطفل من هجمات متكررة من الإمساك دامت لفترة تتجاوز ثلاثة أسابيع مع عدم الاستفادة من تغير حمية الطفل أو زيادة استهلاك السوائل.
- عدم تمكن الأهل من تخفيف ألم الطفل بالأساليب المعتادة.
- عدم قدرة الطفل على المشاركة بالنشاطات الطبيعية اليومية بسبب الإمساك.
- تلويث الطفل لملابسه.
- حدوث ألم بطني عند الطفل أو تورم والذي قد يشير إلى مشكلة طبية مهمة.
- ظهور دم في براز الطفل.
- في حال كان الطفل يعاني من الحمى.
- في حال كان الطفل يعاني من الإقياء.
- رفض الطفل لتناول الطعام.
- خسارة الطفل للوزن بشكل كبير.
- في حال ملاحظة خروج قسم من الأمعاء من الشرج.
يمكن أن يشير الإمساك إلى حالة مهمة تدعى البداغة (سلس برازي لا عضوي)، ففي بعض حالات الإمساك الشديد عندما يقوم الطفل بحبس البراز وبالتالي يتجمع ويصبح أكبر مما يؤدي إلى توسع الكولون، عندها قد لا يشعر الطفل بالحاجة للذهاب إلى الحمام، وعندما يصبح البراز بهذا الحجم الكبير فقد يصعب إخراجه بدون استخدام حقنة شرجية او الملينات أو علاجات أخرى.
بالتالي لا يمكن مرور سوى البراز السائل أو اللطخات البرازية السائلة والتي تستقر على الثياب الداخلي للطفل، وهي من الحالات التي يجب فيها التواصل مع الطبيب لعلاجها في أسرع وقت.
ويعد الإمساك من الأعراض غير النوعية ويمكن أن يكون سليمًا أو يخفي مرضًا مهمًا، فقد يكون عرضًا للأمراض التالية:
- مشاكل خلقية في السبيل الهضمي مثل انسداد الأمعاء ورتق الشرج (انسداد فتحة الشرج) وداء هيرشبرينغ.
- قصور الدرق وبعض الأمراض الاستقلابية.
كيف يمكنك وقاية طفلك من الإصابة بالإمساك؟
- الحرص على أن يتناول طفلك مقدارًا وفيرًا من السوائل.
- الحرص على أن يتناول طفلك مختلف أصناف الطعام ومن ضمنها الفواكه والخضراوات والتي تعد مصدرًا مهمًا للألياف.
- تشجيع الأطفال على ممارسة النشاطات الفيزيائية.
- تعويد الطفل على الجلوس على الحمام بعد وجبات الطعام وقبل النوم.
- الحرص على أن تتوضع قدم الطفل بشكل كامل على الأرض أو وضع درجة أو كرسي صغير عند استخدامهم للحمام.
- اسأل طفلك فيما إذا يشعر بالقلق حول الذهاب للحمام.
بالإضافة لذلك يجب طمأنة طفلك حتى لا يشعر بأن الذهاب للحمام أمر يثير التوتر، يجب على طفل أن يرى عملية التغوط على أنها جزء طبيعي من حياته اليومية ولا يوجد ما يدعو للخجل.