التهاب الملتحمة: أسبابه – أعراضه – علاجه

ما هو التهاب الملحمية؟

إنَّ العين من الأعضاء المهمة والحساسة في الجسم، وتلعب دورًا كبيرًا في معرفتنا للواقع المحيط بنا والتفاعل معه. تتكون العين من العديد من البنى المهمة التي تساعد مجتمعة على تحقيق وظيفة الرؤية، وتعد الملتحمة إحدى هذه البنى. الملتحمة غشاء رقيق شفاف يبطن الوجه الداخلي للجفن والسطح الخارجي الأبيض للعين. يعد التهاب الملتحمة من الاضطرابات الشائعة وغير الخطيرة التي تصيب العين، وسنتحدث في هذا المقال عن أسبابها، وأعراضها، وعلاجها.

أسباب التهاب الملتحمة

في المجمل، تُقسم العوامل المسببة لالتهاب الملتحمة إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

العدوى الجرثومية والفيروسية: 

يحدث التهاب الملتحمة عندما تتمكن بعض الجراثيم والفيروسات من الوصول إلى الملتحمة في العين، وتتكاثر فيها وتسبب الالتهاب. ولهذا السبب يشيع التهاب الملتحمة عند الأطفال الصغار، الذين يلمسون أعينهم باستمرار في أثناء اكتشافهم للعالم المحيط بهم. أيضًا يحدث التهاب الملتحمة عند استخدام أدوات الآخرين مثل المناشف، وأدوات التجميل والمكياج، والنظارات، والعدسات.

تتضمن أهم الجراثيم المسببة لالتهاب الملتحمة: جراثيم المكورات العنقودية والمكورات العقدية التي تعد من الجراثيم شائعة الانتشار في المحيط، وتسبب العديد من أمراض الجلد التحسسية الالتهابية وأمراض الطرق التنفسية العلوية. يمكن لفيروسات الزكام أيضًا أن تسبب التهاب الملتحمة، عندما تصل الملتحمة بواسطة سعال أو عطاس شخص آخر مريض أمامنا، وقد تنتقل إلى العين من الأنف بسبب قربهما من بعضهما البعض.

الحساسية: 

يحدث التهاب الملتحمة كاستجابة تحسسية لجهاز المناعة الخاص بالجسم عندما يتعرض لمادة يتحسس منها، مثل غبار الطلع، أو عدسات العين، أو مواد التجميل.

التعرض للمواد الكيميائية: 

قد يحدث التهاب الملتحمة عندما تتعرض العين لمختلف المواد الكيميائية، مثل الكلور الموجود في المسابح، أو دخان السيارات والهواء الملوث وهباب الفحم، أو بعض الأدوية العلاجية والقطرات العينية.

أعراض التهاب الملتحمة

قد تختلف أعراض التهاب الملتحمة قليلًا حسب العامل المسبب لها، وتتضمن أشيع الأعراض حدوثًا:

  • احمرار العين.
  • الشعور بوجود جسم غريب في العين.
  • الشعور بالحكة في العين.
  • دموع بكمية كبيرة ومستمرة (الدماع).
  • خروج مفرزات مائية القوام أو لزجة من العين، تختلف لزوجتها وطبيعتها حسب العامل المسبب، وقد تكون قيحية عندما يحدث التهاب الملتحمة بسبب الجراثيم.

تشخيص التهاب الملتحمة

يكون تشخيص التهاب الملتحمة سهلًا وبسيطًا عادة، ويتم غالبًا عبر سؤال المريض مجموعة من الأسئلة البسيطة عن الأعراض التي يختبرها، والحوادث التي سبقت ظهور الأعراض، مثل لقاء شخص مريض، أو الإصابة بالزكام، أو استخدام أدوات تتعلق بالعين، أو وجود حالات تحسس سابقة. يمكن أن يجري الطبيب أيضًا في بعض الحالات مجموعة من الفحوص لتأكيد التشخيص، ونفي إصابة بقية أجزاء العين بالالتهاب. تتضمن هذه الفحوص:

  • اختبار الرؤية للتأكد من عدم تأثر قدرة الرؤية عند المريض بالالتهاب.
  • فحص نسيج العين الخارجي، بما في ذلك الملتحمة والصلبة، باستخدام ضوء ساطع ومكبرة.
  • فحص العين الداخلي، للتأكد من سلامة بقية أجزاء العين، وعدم تأثرها بالالتهاب، باستخدام منظار العين.
  • لطاخة نسيج الملتحمة، التي تجرى خصوصًا عند شخص يعاني التهاب ملتحمة مزمن، أو غير مستجيب على العلاج الموصوف.

علاج التهاب الملتحمة

يختلف علاج التهاب الملتحمة تبعًا للعامل المسبب له، وتتضمن أهم العلاجات المستخدمة:

  • علاج التهاب الملتحمة الكيميائي: يكون غسيل العين المتكرر والكثيف بالماء أو محلول ملحي كافيًا لإزالة المادة الكيميائية المسببة للالتهاب. في بعض الأحيان قد يستمر الالتهاب رغم الغسيل المستمر أو يزداد شدة، عندها قد تساعد استخدام القطرات العينية الحاوية على مضادات الالتهاب الستيروئيدية في تخفيف الأعراض.
  • علاج التهاب الملتحمة الجرثومي: تعد المضادات الحيوية العلاج الرئيسي لالتهاب الملتحمة الجرثومي. يفضل البالغون استخدام القطرات العينية، بينما يسْهل عند الأطفال استخدام المراهم الحاوية على المضادات الحيوية لسهولة تطبيقها. تتراجع الأعراض بسرعة في بضعة أيام بعد تطبيق العلاج الموصوف، لكن يجب الاستمرار في تطبيق العلاج حتى نهاية الفترة التي حددها الطبيب، حتى لا يعود الالتهاب للظهور مجددًا، أو يتحول إلى التهاب مزمن.
  • علاج التهاب الملتحمة الفيروسي: تكون الفيروسات المسببة للزكام السبب الرئيسي لالتهاب الملتحمة الفيروسي في أغلب الأحيان. لا يوجد حاليًا علاج نوعي لهذه الفيروسات، لكن لحسن الحظ تكون الأعراض الظاهرة خفيفة وتتراجع لوحدها مع المسكنات في 7 إلى 10 أيام. يمكن أيضًا أن يساعد تطبيق الكمادات التي تحتوي على ماء دافئ فاتر على العين في تخفيف الأعراض وتسكينها.
  • علاج التهاب الملتحمة التحسسي: يعتمد علاج التهاب الملتحمة التحسسي على معرفة العامل المحسس، وتجنبه، وتطبيق القطرات العينية المضادة للتحسس مثل مضادات الهيستامين ومضادات الالتهاب.

الوقاية من التهاب الملتحمة

تتضمن بعض الإجراءات والخطوات التي يمكن القيام بها للوقاية من التهاب الملتحمة عند الأطفال والبالغين:

  • تجنب لمس العينين باليدين قبل غسلهما.
  • غسل اليدين المتكرر والصحيح بالماء الدافئ والصابون.
  • استخدام مناديل ورقية ومناشف نظيفة عند مسح الوجه والعينين.
  • تجنب مشاركة أدوات التجميل، خصوصًا مخطّط العين والمَسكرة، مع الآخرين.
  • غسل أغطية مخدات النوم بانتظام.
  • استبدال نوع عدسات الأعين التي تتحسس تجاهها بنوع آخر سليم، واستبدال العدسات القديمة بأخرى جديدة.

في النهاية يعد التهاب الملتحمة من اضطرابات العين الشائعة والبسيطة، التي لا تسبب مخاطر شديدة للعين أو الرؤية، لكنها قد تكون مزعجة ومعيقة لنشاطات الحياة اليومية في بعض الأحيان، ولذا من المهم اتباع إجراءات الوقاية المذكورة سابقًا لتجنب الإصابة بالتهاب الملتحمة، وزيارة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض المزعجة في العين لوضع التشخيص المناسب وتطبيق العلاج الصحيح.

Loading spinner
Share your love