هناك العديد من الأمراض التي تؤثر على الجهاز العضلي الهيكلي للطفل، وتسبب له مشاكل في النمو أو في القدرة على التحرك بشكل طبيعي، ومن بين هذه الأمراض خلع الورك الولادي الذي يصيب مفصل الورك لدى الرضع والأطفال الصغار. قد تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات ومشاكل في المشي عند التقدم في العمر. لكن التشخيص والعلاج المبكر يساعد في تقليل احتمالية ظهور هذه المضاعفات.
المحتويات
ما هو خلع الورك الولادي؟
خلع الورك الولادي، هو حالة لا يأخذ فيها مفصل الورك (رأس الفخذ وتجويف الورك) شكله الصحيح عند الرضع والأطفال الصغار. يربط مفصل الورك عظم الفخذ بالحوض، لأنه يقرب الجزء العلوي من عظم الفخذ (رأس الفخذ) الذي يشبه الكرة من الجزء المجوف من عظم الحوض (تجويف الورك) الذي يكون على شكل كوب. في خلع الورك الولادي يكون تجويف الورك مسطحًا فلا يتم تثبيت رأس الفخذ بمكانه بشكل صحيح، وبالتالي يكون مفصل الورك غير ثابت، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يخرج رأس عظم الفخذ من التجويف (أي ينخلع).
قد يؤثر خلع الورك الولادي على ورك واحد أو على كلا الوركين، ولكنه أشيع في الورك الأيسر. كما أنه أشيع عند الفتيات والمولود الأول. ويعاني حوالي 1 – 2 من كل 1000 طفل من خلع الورك الولادي الذي يحتاج إلى علاج. وبدون العلاج المبكر، قد يؤدي خلع الورك الولادي إلى:
- مشاكل في المشي، على سبيل المثال العرج.
- الألم.
- هشاشة في الورك ومفاصل الظهر.
مع التشخيص والعلاج المبكر، تقل احتمالية احتياج الطفل لعملية جراحية، ويزيد احتمال تطور ونمو المفصل بشكل طبيعي.
تشخيص خلع الورك الولادي
يتم فحص ورك الطفل كجزء من الفحص الفيزيائي الروتيني للمولود الجديد في غضون 72 ساعة من الولادة. يتضمن الفحص تحريك مفصل ورك الطفل بلطف للتحقق فيما إذا كانت هناك أي مشاكل. لا يسبب هذا الفحص إزعاجًا للطفل. وبعدها يجب أن يخضع كل طفل لتصوير الورك بالأمواج فوق الصوتية بين الأسبوع 4 – 6 بعد الولادة في الحالات التالية:
- إذا كانت هناك مشاكل عائلية سابقة في مفصل الورك خلال مرحلة الطفولة (الوالدان أو الإخوة أو الأخوات).
- إذا كانت ولادة الطفل الطبيعية مقعدية (أي خرجت الأقدام أولًا، بدلًا من خروج رأسه أولًا).
في الحالات السابقة يجب أن يتم تصوير الوركين بالأمواج فوق الصوتية عندما تصبح أعمارهم بين 4 – 6 أسابيع. وفي بعض الأحيان قد يَثبُت مفصل الورك من تلقاء نفسه قبل موعد التصوير بالأمواج الصوتية، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى التصوير من أجل التأكد من ثبات المفصل.
علاج خلع الورك الولادي
تتوفر عدة علاجات تستخدم بشكل شائع لتدبير حالة خلع الورك الولادي:
حزام بافليك
عادة ما يتم علاج الأطفال المصابين بخلع الورك الولادي في أول حياتهم باستخدام جبيرة من القماش تسمى حزام بافليك. يعمل هذا الحزام على تثبيت وركي الطفل بالوضعية الصحيحة ويسمح لهما بالتطور بشكل طبيعي. يجب ارتداء الحزام باستمرار لعدة أسابيع ولا يجب إزالته بواسطة أي شخص باستثناء الطبيب الأخصائي. وهناك بعض التعليمات التي يقدمها الطبيب حول كيفية الاعتناء بالطفل أثناء ارتدائه لحزام بافليك. وتتضمن هذه التعليمات ما يلي:
- كيفية تغيير ملابس الطفل دون إزالة الحزام، فالطفل يستطيع ارتداء الحفاضات بشكل طبيعي.
- تنظيف الحزام إذا كان متسخًا، ويجب الانتباه إلى عدم إزالته إطلاقًا، ولكن يمكن تنظيفه بالمنظفات أو بمعجون أسنان.
- الوضعية التي يجب أن ينام بها الطفل، يجب أن ينام على ظهره وليس على جانبه.
- كيفية الوقاية من حساسية الجلد الناتجة عن الحزام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال لف بعض المواد الصحية اللينة حول الأربطة.
في النهاية، قد يقوم الطبيب بإزالة الحزام واستبداله لفترات قصيرة من الوقت حتى يرى أن الوقت أصبح مناسبًا لإزالة الحزام كليًا، ويجب تشجيع الطفل والسماح له بالتحرك بحرية عند إزالة الحزام. وغالبًا ما تكون السباحة مفيدة.
العلاج الجراحي
قد يصبح هناك حاجة لإجراء عملية جراحية إذا تم تشخيص إصابة الطفل بخلع الورك الولادي بعد أن أصبح عمره 6 أشهر، أو إذا لم يساعد استخدام حزام بافليك في علاج المرض، وتتضمن الجراحة إعادة رأس الفخذ إلى داخل تجويف الورك. قد يحتاج الطفل إلى ارتداء جبيرة لمدة 12 أسبوعًا على الأقل بعد العملية الجراحية. وخلال هذه الفترة يتم فحص ورك الطفل مرة أخرى تحت التخدير العام عند مرور 6 أسابيع على العملية الجراحية للتأكد من ثباته وشفائه بشكل جيد. وبعد هذا الفحص، يستمر الطفل بارتداء الجبيرة لمدة 6 أسابيع أخرى على الأقل لتثبيت الورك بشكل تام.
ما العلامات التي تدل على التأخر في تشخيص خلع الورك الولادي؟
يهدف الفحص الفيزيائي لحديثي الولادة، وتصوير الورك بالأمواج فوق الصوتية للرضع بين الأسبوع 4 – 6 إلى التشخيص المبكر لخلع الورك الولادي. ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تظهر المشكلة في وقت متأخر، ومن المهم استشارة الطبيب في أقرب وقت ممكن عند ملاحظة ظهور أي عرض من الأعراض التالية على الطفل:
- عدم القدرة على تحريك الرجل نحو الخارج بالمقارنة مع الرجل الأخرى عند تغيير الحفاض.
- أحد الرجلين أطول من الأخرى.
- إذا كان الطفل يجر إحدى رجليه وهو يزحف.
- العرج.
في حال ظهور أي عرض من الأعراض السابقة يجب إجراء فحص شامل مع التصوير بالأمواج فوق الصوتية لتأكيد التشخيص.
من المهم تذكر أنه لا يمكن الوقاية من خلع الورك الولادي وهو ليس خطأ أحد، فخلع الورك الولادي يمكن أن يصيب أي طفل ولكنه قابل للعلاج، إما عبر استخدام حزام بافليك أو بإجراء عملية جراحية. يجب على الأهل الالتزام بالفحص الفيزيائي الروتيني الذي يتم إجراؤه لحديثي الولادة وتصوير الورك بالأمواج فوق الصوتية بعد 4 – 6 أسابيع من الولادة. كما يجب عليهم مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي عرض من أعراض خلع الورك الولادي، وذلك من أجل المحافظة على سلامة مفصل الورك ونموه وتطوره بشكل طبيعي.