يعتبر مرض السكري من أشيع الأمراض المزمنة في العالم وأكثرها تأثيرًا على الجسم، وإذا لم تتم السيطرة عليه يمكن أن يسبب مجموعة من المضاعفات التي قد تؤثر على كل عضو في الجسم تقريبًا، وترتبط معظم مضاعفات مرض السكري بمستويات السكر المرتفعة جدًا أو المنخفضة جدًا.

تشمل مضاعفات مرض السكري الشائعة ما يلي:

المحتويات

أمراض القلب والأوعية

تعد أمراض القلب من أكثر مضاعفات مرض السكري شيوعًا، لأن داء السكري يؤهب للتصلب العصيدي ونقص التروية القلبية واحتشاء القلب وغيرها من الأمراض الخطيرة.

عندما تزور طبيبك، فإنه قد يقوم بإجراء فحوصات مختلفة للتحقق من أمراض القلب ومساعدتك على منع أي مشاكل خطيرة متعلقة بالقلب.

في كل زيارة، يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بفحص ضغط الدم عن طريق جهاز قياس الضغط، وسيأخذ أيضًا عينة دم صغيرة من ذراعك للتحقق من مستويات الكوليسترول والبروتين الدهني منخفض الكثافة والدهون الثلاثية، كما يجب أيضًا إجراء تخطيط القلب كجزء من الفحص الطبي الكامل لمريض السكري.

يجب أن يعرف الطبيب عوامل الخطر الشخصية التي قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب، مثل: التاريخ المرضي للعائلة، وما إذا كنت مدخن، ومن الجيد أن تتبع بالتعاون مع طبيبك خطة وقائية تتضمن فقدان الوزن الزائد، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ومحاولة الحفاظ على ضغط الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية عند المستويات الطبيعية.

السكتات الدماغية

تشمل العلامات التحذيرية للسكتة الدماغية ضعفًا مفاجئًا في جانب واحد من الوجه أو الجسم، وخدرًا في الوجه أو الذراع أو الساق، بالإضافة إلى صعوبات في الكلام واضطراب في الرؤية بكلتا العينين والشعور بالدوار؛ إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، فاستشر الطبيب على الفور.

اعتلال الكلية السكري

إذا كنت مصابًا بمرض السكري، يجب عليك إجراء اختبارات وتحليل للبول سنويًا؛ للبحث عن اعتلال الكلية السكري أو أي اضطراب كلوي آخر، يجب أيضًا معايرة الكرياتينين لتحديد وظيفة الكلى.

قد تحتاج إلى إجراء المزيد من الفحوصات لتحري وجود اضطرابات في الكليتين بحال ارتفاع ضغط الدم لديك، أو وجود أمراض القلب أو تاريخ عائلي من الفشل الكلوي، كما سيقوم مقدم الرعاية الصحية بفحص ضغط الدم بانتظام، وذلك لأن ضبط ارتفاع ضغط الدم أمر ضروري في الوقاية من اضطرابات الكلى. ^[1]

اعتلال الأعصاب السكري

مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب مرض السكري في تلف الأعصاب الذي ينتج عنه أعراض مثل: التنميل أو الإحساس بالحرق أو الألم في اليدين أو القدمين أو الساقين.

إذا أصيب جلدك بالخدر فقد تلاحظ وجود جروح صغيرة يمكن أن تتطور لتصبح تهديدات صحية أكبر، افحص قدميك ويديك يوميًا بحثًا عن احمرار أو تشققات أو أي تغير في الجلد، إذا لاحظت أيًا من هذه الأعراض قبل زيارتك المجدولة التالية أخبر الطبيب الخاص بك على الفور.

إذا تم تشخيص إصابتك باعتلال الأعصاب السكري المحيطي، فستحتاج إلى فحوصات إضافية وشاملة في كل زيارة للطبيب.

اعتلال الشبكية السكري

للمحافظة على سلامة الرؤية، يجب على جميع مرضى السكري مراجعة طبيب العيون على الأقل مرة في السنة، سيقوم طبيب العيون بفحص شبكية العين باختبار غير مؤلم.

بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول، يجب أن تبدأ هذه الاختبارات البصرية السنوية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات من الإصابة بمرض السكري، بمجرد أن يبلغ المريض سن 10 أو أكثر، أما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، فينبغي أن يخضعوا لفحص العين الأول بمجرد تشخيصهم.

قد يحتاج أولئك الذين يعانون من مضاعفات في العين إلى زيارة طبيب العيون بشكل متكرر، كما يجب أن تخضع النساء الحوامل المصابات بداء السكري لفحص شامل للعين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، والمتابعة عن كثب مع طبيب العيون أثناء الحمل.

أمراض الجهاز الهضمي

يزيد مرض السكري من خطر إصابتك بما يسمى كسل أو خزل المعدة، في هذه الحالة تضطرب أعصاب المعدة وتتوقف عن العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى استغراق المعدة وقتًا طويلًا في تفريغ محتوياتها.

قد تحتاج إلى اختبارات مثل: تنظير الجهاز الهضمي العلوي، والتصوير الومضاني، والتصوير بالأشعة السينية للكشف عن اضطرابات جهاز الهضم الناجمة عن مرض السكري.

الضعف الجنسي لدى الرجال

يزيد مرض السكري من احتمال الإصابة بضعف الانتصاب أو الضعف الجنسي، بالنسبة لبعض الرجال قد يكون تبني أسلوب حياة أكثر صحة مثل: الإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل التوتر، هو المطلوب لحل ضعف الانتصاب. من المهم التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن ضعف الانتصاب، حيث يمكن لطبيبك أن يوصي بعلاجات أخرى، بما في ذلك الأدوية وغيرها.

أمراض الجلد والبشرة

يعاني ما يصل إلى ثلث مرضى السكري من أمراض جلدية مرتبطة بمرضهم في وقت ما من حياتهم، حيث توفر المستويات العالية من الغلوكوز في الدم أرضاً خصبة لتكاثر البكتيريا والفطريات، ويمكن أن تقلل من قدرة الجسم على شفاء نفسه.

لحسن الحظ، يمكن منع معظم الأمراض الجلدية وعلاجها بنجاح إذا تم اكتشافها مبكرًا، أما إذا لم يتم الاعتناء ببشرتك بشكل صحيح بحال مرض السكري من النوع الثاني، يمكن أن تتحول حالة الجلد البسيطة إلى مشكلة خطيرة ذات عواقب وخيمة محتملة.

ضعف المناعة

يبطئ داء السكري من النوع الثاني من قدرة الجسم على مقاومة العدوى، ويؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى ارتفاع مستويات السكر في أنسجة الجسم، عندما يحدث هذا تنمو البكتيريا ويمكن أن تتطور العدوى بسرعة أكبر. المواقع الشائعة للعدوى هي المثانة والكلى والمهبل واللثة والقدمين والجلد، ويمكن أن يمنع العلاج المبكر للعدوى من حدوث مضاعفات أكثر خطورة.

مشاكل في الفم والأسنان

يواجه الأشخاص المصابون بمرض السكري خطرًا أعلى للإصابة بمشاكل صحية خطيرة في الفم والأسنان، فكلما زادت نسبة السكر غير المضبوط في الدم، زادت احتمالية ظهور اضطرابات صحية في الفم والأسنان؛ وذلك لأن مرض السكري غير المضبوط يضعف كريات الدم البيضاء، وهي عامل الدفاع الرئيسي للجسم ضد الالتهابات التي يمكن أن تحدث في الفم.

بمرور الوقت ومع إهمال المعالجة، يمكن أن يحدث تسوس في الأسنان والتهاب في اللثة وحتى فقدان الأسنان. سواء كنت مصابًا بداء السكري أم لا، تأكد من تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط واستخدام غسول الفم المطهر يوميًا، وراجع طبيب أسنانك للتنظيفات والفحوصات المنتظمة للوقاية من مشاكل الأسنان الخطيرة.

إذا كنت مصابًا بداء السكري، فأنت بحاجة إلى الانتباه لمستويات السكر المرتفعة جدًا أو المنخفضة جدًا في الدم، يمكن أن يحدث الارتفاع أو الانخفاض في مستويات السكر بشكل سريع بسبب عدوى أو بسبب عدم استخدام أدوية السكري بالشكل الصحيح، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج خطيرة. ^[2]

لمحاولة منع هذه المشاكل، تأكد من تناول أدوية السكري بالشكل الصحيح الذي أوصى به طبيبك، واتبع النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري، بالإضافة إلى فحص نسبة السكر في الدم بشكل دوري ومنتظم.