يستمر التهاب البروستات المزمن لمدة 3 أشهر على الأقل، والبروستات هي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة وتحيط بالإحليل، وتنتج كمية صغيرة من السائل المنوي، وتلعب دورًا مهمًا لتوازن درجة الحموضة في السائل المنوي. من الممكن أن يحدث التهاب البروستات المزمن نتيجة عدوى جرثومية، ولكن في كثير من الحالات يكون السبب غير معروف. وقد يسبب أعراضًا مزعجة مثل الحرقة أثناء التبول والإلحاح البولي وألم أسفل الظهر.
عندما يحدث التهاب البروستات المزمن بسبب عدوى جرثومية، يمكن معالجته باستخدام المضادات الحيوية. ولكن عندما يكون السبب غير معروف قد يكون علاج الأعراض هو أفضل وسيلة للتعامل مع المرض. وحتى عندما تكون الحالة غير قابلة للشفاء. فإن الرجال الذين يتلقون العلاج لالتهاب البروستات المزمن عادةً ما يكونوا قادرين على التخلص من الأعراض التي يعانوا منها.
المحتويات
أنواع التهاب البروستات
هناك نوعان رئيسيان من التهاب البروستات المزمن بحسب السبب:
التهاب البروستات الجرثومي المزمن
ينتج التهاب البروستات الجرثومي المزمن عن عدوى جرثومية. ويمكن أن يصيب هذا النوع من التهاب البروستات الرجال في أي عمر، لكنه أشيع عند الرجال اليافعين ومتوسطي العمر.
التهاب البروستات المزمن غير الجرثومي (متلازمة آلام الحوض المزمنة)
تتشابه هذه المتلازمة مع الشكل الجرثومي بالأعراض، ولكن أسبابها غير معروفة. كان يطلق عليها سابقًا اسم التهاب البروستات غير جرثومي المزمن، وتعد النوع الأكثر شيوعًا من التهاب البروستات المزمن. فوفقًا لدراسات أجريت عام 2016، حوالي 90% من التهابات البروستات المزمنة كانت بسبب هذه المتلازمة.
أعراض التهاب البروستات المزمن
أعراض جميع أنواع التهاب البروستات متشابهة جدًا، وعادةً ما تبدأ بشكل معتدل وتزداد شدتها مع مرور الوقت. تشمل أهم الأعراض:
- الرغبة المستمرة في التبول.
- حرقة أثناء التبول.
- صعوبة في بدء التبول، يتبعها تدفق غير منتظم من البول.
- هور دم مع البول.
- الشعور بعدم الإفراغ الكامل للمثانة بعد التبول.
- ألم أثناء القذف.
وقد تحدث آلام مزمنة في الأماكن التالية: أسفل الظهر، أسفل البطن، فوق منطقة العانة، بين الخصيتين والشرج. وقد يترافق مع التهاب البروستات الجرثومي حمى وعرواءات.
حالات طبية ذات أعراض مشابهة
هناك بعض الحالات يمكن أن تسبب أعراض شبيهة بالتهاب البروستات المزمن، وهي:
- سرطان البروستات.
- احتباس البول.
- الحصيات المثانية.
يجب على المريض طلب العناية الطبية إذا كان يعاني من هذه الأعراض. يستطيع الطبيب استبعاد الحالات الخطيرة أو مساعدة الشخص على البدء بالعلاج المناسب، إذا لزم الأمر.
أسباب التهاب البروستات المزمن
كلا النوعين من التهاب البروستات المزمن لهما أسباب متعددة محتملة.
أسباب التهاب البروستات الجرثومي المزمن
يحدث التهاب البروستات الجرثومي المزمن بسبب وصول البكتيريا إلى البروستات عبر الإحليل. ويمكن أن تحدث العدوى الجرثومية أيضًا بسبب عدوى نشأت في المثانة أو بسبب إدخال قسطرة بولية ملوثة في المثانة. والقسطرة البولية هي عبارة عن أنبوب مرن صغير يوضع في الجسم لتجميع البول وتصريفه من المثانة.
تساهم بعض أنواع العدوى الجرثومية في تشكيل حصيات بروستاتية لا تطرح أثناء التبول. وتكون حصيات البروستات بحجم حبة الخشخاش تقريبًا ولا يمكن اكتشافها دائمًا بالفحص الفيزيائي. وتعد حصيات البروستات سببًا شائعًا للإصابة بعدوى المسالك البولية المتكررة (UTIs)، ما يجعل علاج التهاب البروستات الجرثومي المزمن صعبًا للغاية.
أسباب التهاب البروستات المزمن غير الجرثومي
أسبابها غير معروفة عادة، ويمكن أن تختلف تبعًا لكل حالة خاصة. تتضمن الأسباب المحتملة ما يلي:
- انسداد يعيق تدفق البول.
- الميكروبات المسببة للأمراض المنتقلة عبر الجنس (STIs) مثل الكلاميديا.
- هجوم الجهاز المناعي على البروستات.
- تهيج البروستات الناجم عن حمض البول.
- شذوذات في وظيفة الأعصاب والعضلات.
تشخيص التهاب البروستات المزمن
لتشخيص الحالة، يبدأ الطبيب بسؤال المريض عن أعراضه. وإذا كانت الأعراض توجه نحو نوع من أنواع التهاب البروستات المزمن، قد يقوم الطبيب بإجراء مس شرجي للمريض.
المس الشرجي
هو فحص سريري يقوم به الطبيب بإدخال إصبعه مرتديًا قفازًا ومرطبًا في المستقيم ليشعر بالبروستات. يساعد ذلك في تحديد فيما إذا كانت البروستات مؤلمة ومتضخمة. قد يسبب المس الشرجي ألمًا مؤقتًا أو إزعاجًا لدى الرجال المصابين بالتهاب البروستات.
التصوير بالرنين المغناطيسي
في بعض الحالات يستخدم الرنين المغناطيسي من أجل:
- عرض تشريح الحوض بتفصيل كبير.
- استبعاد سرطان البروستات كسبب للأعراض.
- الكشف عن مناطق التهاب البروستات.
فحوصات أخرى
بمجرد تأكيد تشخيص البروستات المزمن، سيقوم الطبيب بطلب إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد النوع والسبب إن أمكن. يمكن أن يساعد اختبار البول الطبيب على تشخيص التهاب البروستات الجرثومي المزمن. فيعتبر وجود جراثيم في البول أمرًا حاسمًا، مع ذلك، إذا لم يكن هناك جراثيم في البول فمن الممكن أن يكون المريض مصابًا بالتهاب بروستات غير الجرثومي.
من الممكن أيضًا إجراء بعض الاختبارات الإضافية مثل:
- فحص السائل الذي تفرزه البروستات.
- اختبار الدم.
- تنظير المثانة لفحص المثانة والبروستات والإحليل.
علاج التهاب البروستات المزمن
يعتمد علاج التهاب البروستات الجرثومي المزمن على نوع الجراثيم التي تم اكتشافها. وعادةً ما يوصف الكورس طويل الأمد من الفلوروكينولونات (وهي فئة من المضادات الحيوية) كخط أول للعلاج. قد يتطلب الأمر تناول المضادات الحيوية لمدة 4 إلى 12 أسبوعًا. ويتم التخلص من حوالي 75% من حالات التهاب البروستات الجرثومي المزمن بالعلاج بالمضادات الحيوية.
أما في معظم حالات الالتهاب غير الجرثومي، يكون سبب الحالة غير معروف. وهذا يعني أن العلاج يتضمن عادةً استخدام الأدوية لتقليل أو التخلص من الأعراض. وعادةً ما يتم وصف مرخيات العضلات ومسكنات الألم والأدوية المضادة للقلق من أجل الألم.
وتشمل العلاجات الأخرى مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) وحاصرات ألفا مثل تامسولوسين (فلوماكس). فتساعد مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في تقليل الالتهاب؛ بينما تخفف حاصرات ألفا بعض أعراض الجهاز البولي.
في بعض الحالات، يمكن أن يساعد تدليك البروستات في تصريف السوائل التي تسبب الالتهاب. كما يساعد الحمام الساخن والعلاجات الحرارية مثل وسادة التدفئة في تخفيف الانزعاج. قد يوصي الطبيب باستبعاد بعض الأطعمة الحارة أو المشروبات الحمضية من النظام الغذائي، لأنها يمكن أن تزيد الأعراض سوءًا.
هل يمكن الوقاية من التهاب البروستات المزمن؟
يمكن الوقاية من الأشكال الجرثومية لالتهاب البروستات المزمن بالنظافة الجيدة، وشرب الكثير من السوائل لتحريض التبول المنتظم، بالإضافة إلى علاج التهابات المسالك البولية أو المثانية بمجرد ظهورها، ومراجعة الطبيب المختص فور ظهور أي أعراض مشبوهة.
المصدر: 1