من الطبيعي أن يتعلم الأطفال وتزداد خبرتهم ونموهم الجسدي والنفسي أكثر عندما يذهبون إلى المدرسة، بالإضافة لذلك فسنوات الدراسة فرصة لتطوير المهارات الاجتماعية والاستقلال الذاتي وتعزيز التواصل مع الأصدقاء والمحيط الاجتماعي بشكل عام، ومع عودة موسم المدارس إلى الواجهة، إليك بعض النصائح لضمان صحة طفلك ودعم نموه الجسدي والعقلي السليم.
المحتويات
نصائح لتعزيز صحة الطفل في موسم المدارس
1- الالتزام بنمط حياة صحي
ابدأ بالأساسيات والقواعد الرئيسية لتحقيق نمط حياة صحي، تأكد من حصول طفلك على وجبات مغذية متنوعة، وقسط كافٍ من النوم ونشاط بدني منتظم.
هذه النقاط الثلاثة هي الخطوط العريضة لتحقيق نمط حياة صحي، فمثلًا: تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يتناولون وجبة فطور مغذية يؤدون أفضل في المدرسة، كذلك فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة الطفل في المدرسة؛ لأن مشاكل النوم تؤثر على الذاكرة والتركيز والإبداع والتعلم والصحة النفسية للطفل.
في الواقع، ترتبط مشاكل النوم بانخفاض الأداء الأكاديمي والتسرب المدرسي والتأخير، فقد أظهرت الدراسات أن قلة النوم تؤثر على الأطفال من نواحٍ مختلفة، فيمكن أن تؤدي قلة النوم إلى ضعف التركيز والسمنة والاكتئاب والتفكير في الانتحار والإصابات.
أظهرت دراسة شملت 700,000 طفل من 20 دولة مختلفة أن نوم الأطفال قد انخفض بنحو ساعة واحدة في الليلة على مدار القرن الماضي، وكان معدّل التغيير أكبر في أيام الدراسة، بمعنى أن الأطفال ينامون أقل في أيامنا هذه.
2- الحرص على حصول طفلك على اللقاحات الأساسية والفحوصات الدورية
تأكد من أن طفلك يحصل على اللقاحات المناسبة لعمره، بالإضافة للفحص السنوي الذي يجرى لاكتشاف أي أمراض أو مشاكل صحية، يشمل هذا الفحص العديد من الاختبارات لاكتشاف مشاكل واضطرابات الصحة النفسية، ويمكن أن يساعدك طبيب الأطفال في تحديث أي استمارات قد تحتاجها مدرسة طفلك في حالات الطوارئ .
تعتبر اللقاحات أفضل وسيلة لمنع إصابة طفلك بمجموعة خطيرة من الأمراض الوبائية والمعدية، بالإضافة لذلك فقد تمت الموافقة الآن على تطعيم الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 6 أشهر بلقاحات كوفيد-19.
راجع طبيب الأطفال الخاص بطفلك لتحديد موعد لقاح كوفيد-19، وتأكد من حصول طفلك على جميع التطعيمات التي يحتاجها، بما في ذلك لقاح الإنفلونزا الموسمية، وإذا لم تكن متأكدًا من كيفية تلقيح طفلك، اتصل بطبيب الأطفال للحصول على مزيد من المعلومات.
لقد شهد العالم في الآونة الأخيرة انخفاضًا في معدلات التطعيم، ما يثير القلق حول احتمال تفشي الأمراض الوبائية التي تهدد الحياة، مثل شلل الأطفال، والحصبة، والتهاب الكبد، والنكاف وغيرها، نحن نعلم أيضًا أن الذين تمّ تطعيمهم ضد فيروسات مثل كورونا والإنفلونزا هم أقل عرضة للإصابة بمرض شديد أو دخولهم المستشفى إذا مرضوا، مقارنةً مع أولئك الذين لم يتلقوا التطعيم المناسب.
3- الحفاظ على صحة طفلك النفسية ودعمه دائمًا
يعاني العديد من الأطفال والمراهقين من أمراض واضطرابات نفسية متنوعة، ومن المهم إخبارهم بأنه من الجيد التحدث عن مشاعرهم، مع مراقبة أي تغيرات في السلوك تثير قلقك أو أي علامات تدل على القلق أو الاكتئاب أو التوتر، وحاول إعطاء الأولوية للأطفال عند اجتماع العائلة، ويمكن أن تكون هذه فرصًا رائعة للتحدث، ولا تتردد في استشارة الطبيب إذا لم تكن متأكدًا ممّا إذا كان طفلك بحاجة إلى مساعدة أو كيفية بدء مناقشة معه. قد تشكل المدارس أيضًا مصدرًا هامًا لدعم الصحة النفسية للطفل وتعزيزها.
يواجه الأطفال يوميًا الكثير من الضغوط والمواقف العصيبة مثل: الواجبات المنزلية والاختبارات والضغوط الاجتماعية. تُظهر الأبحاث أن التوتر والقلق يمكن أن يكون لهما تأثير سلبي على صحة الأطفال، تمامًا مثلما يؤثر على صحة البالغين. يحتاج الآباء إلى معرفة كيفية اكتشاف أعراض التوتر وإيجاد طرق مناسبة للتعامل مع قلق الأطفال وتعزيز صحتهم النفسية.
اعمل مع طفلك لتحديد الأشياء التي يمكنه التحكم بها وتغييرها في حياته، مثل: الملابس التي يرتديها وكيف يقضي أوقات فراغه. تبادل الأفكار معه حول ما يساعده على التخلص من التوتر. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يعني هذا الكتابة في دفتر مذكرات، بينما قد يستمتع البعض الآخر بلعب إحدى الألعاب أو الذهاب في نزهة.
مفتاح الحالة هو تخصيص استراتيجيات للتغلب على التوتر والضغوط تناسب كل طفل، فما يصلح لطفل معين قد لا يناسب طفلًا آخر، وإذا لم تنجح استراتيجيات المساعدة الذاتية هذه، فاتصل بالطبيب للحصول على توصيات.
4- تنمية الثقافة والأخلاق العامة عند طفلك
تحدّث مع طفلك عن العنصرية والكراهية، وشجع الأطفال على طلب المساعدة من شخص بالغ موثوق به إذا تعرضوا للتمييز أو شهدوا عملًا من أعمال التنمر أو التمييز ضد الآخرين، وأكد على قيمة معاملة الآخرين باحترام وكيف يمكن لأعمال اللطف البسيطة أن تحدث فرقًا كبيرًا.
5- تعليم طفلك كيفية تنظيم يومه والاستفادة من وقته
إن التأكد من تنظيم طفلك ليومه والاستفادة من وقته بالكامل خطوة أساسية لدعم وتعزيز صحته، كما أن حصوله على قسطٍ كافٍ من النوم هو جزء أساسي من الحفاظ على صحته البدنية والنفسية. يعد تغيير الروتين جيدًا لطفلك، وقد يشكل حافزًا لديه لزيادة نشاطه وطاقته وشغفه بالأشياء الجديدة، فاعمل مع طفلك وساعده على تنظيم أولوياته ووضع خطط مناسبة للدراسة والراحة على حد سواء.
إن الأطفال مرنون للغاية، ويمكنهم التغلب على العديد من التحديات بمساعدة الكبار الموثوق بهم من حولهم. حاول أن تلتزم بالتوصيات والنصائح السابقة لتعزيز صحة طفلك والحفاظ عليه أثناء موسم المدارس، وتحدث مع طبيب الأطفال إذا كانت لديك أي أسئلة أو مخاوف بشأن صحة طفلك مع بدء العام الدراسي.