يمثل عنق الرحم Cervix الجزء الذي يربط بين المهبل في الأسفل والرحم في الأعلى. يعتبر سرطان عنق الرحم من أشيع الأورام الخبيثة التي تصيب النساء حول العالم، إذ قدرت منظمة الصحة العالمية WHO تشخيص ما يقارب 600 ألف حالة جديدة من سرطان عنق الرحم في عام 2020، ووفاة ما يقارب 300 ألف حالة منهن. يتم تشخيص سرطان عنق الرحم باستخدام لطاخة عنق الرحم، وسنتحدث في هذا المقال عن لطاخة عنق الرحم ودورها في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم.
المحتويات
ما هي لطاخة عنق الرحم؟
يطلق على لطاخة عنق الرحم اسم لطاخة بابانيكولا، نسبة للعالم اليوناني جورج بابانيكولا الذي اخترع لطاخة عنق الرحم عام 1943 بهدف تشخيص سرطان عنق الرحم. تتضمن لطاخة عنق الرحم جمع مجموعة من خلايا عنق الرحم من النهاية الضيقة والسفلية منه، ومن ثم دراسة مجموعة الخلايا هذه تحت المجهر، بحثًا عن علامات ومظاهر سرطانية مرضية.
ما هو سرطان عنق الرحم وأسبابه؟
يتميز سرطان عنق الرحم بالنمو البطيء، وغالبًا ما يصيب النساء فوق سن 30 من العمر. تنتج تقريبًا جميع حالات سرطان عنق الرحم عن الإصابة بأنماط مصلية معينة من فيروس الورم الحليمي البشري HPV، الذي ينتقل عبر الجنس. مع هذا لا يتطور سرطان عنق الرحم عند جميع المصابات بفيروس HPV، إنما تشارك عوامل أخرى في زيادة خطر تطور السرطان، أهمها:
- تناول مانعات الحمل الفموية لفترة طويلة، تزيد عن 5 سنوات أو أكثر.
- الإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس STI الأخرى، مثل الكلاميديا، والسيلان البني، والسفلس، والإيدز.
- ضعف الجهاز المناعي.
- تعدد الولادات.
- التدخين.
ما أهمية لطاخة عنق الرحم، ومتى يجب أن تجرى؟
تهدف لطاخة عنق الرحم بصورة رئيسية إلى الكشف عن حدوث تغيرات خلوية سرطانية في عنق الرحم، قد تكون نتيجة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV. تساعد لطاخة عنق الرحم في الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم قبل أن يتطور إلى مرحلة خطيرة، ومن ثم علاجه باكرًا. إذ تعد لطاخة عنق الرحم من أكثر الإجراءات فعالية في الوقاية من سرطان عنق الرحم، وتخفض خطر الإصابة بالسرطان والوفاة بسببه بنسبة تصل إلى 80%.
تتضمن توصيات الجمعية الأمريكية للسرطان فيما يخص لطاخة عنق الرحم:
- يجب أن يبدأ إجراء لطاخة عنق الرحم من عمر 25 سنة. ويندر سرطان عنق الرحم عند الفتيات الأصغر من 25 سنة، فلا يوجد داع لإجراء الفحص لديهن.
- يجب على جميع النساء اللاتي يتراوح أعمارهن بين 25 و 65 عامًا إجراء اختبار كشف عن فيروس HPV إلى جانب لطاخة عنق الرحم كل خمس سنوات، أو إجراءها لوحدها كل ثلاث سنوات.
- يتوقف فحص لطاخة عنق الرحم عند النساء الأكبر من 65 عامًا، اللاتي كانت نتيجة فحص اللطاخة لديهن سلبية في 10 سنوات السابقة. بينما في حال كانت إيجابية يجب أن يستمر الفحص باللطاخة مدة 25 سنة إضافية حتى ولو تجاوزت عمر 65 عامًا.
- يتوقف فحص لطاخة عنق الرحم لدى النساء اللاتي خضعن لاستئصال عنق الرحم لأسباب لا تتعلق بسرطان عنق الرحم.
- يستمر فحص لطاخة عنق الرحم لدى النساء اللاتي أخذن لقاحًا ضد فيروس الورم الحليمي البشري HPV وفقًا للمجموعة العمرية المناسبة لهن.
كيف يتم التحضير لإجراء لطاخة عنق الرحم؟
يمكن أن تجرى لطاخة عنق الرحم وفق التوصيات العمرية للجمعية الأمريكية للسرطان، أو أن تجرى بناء على طلب المريضة. قد يفضل الطبيب تأجيل إجراء اللطاخة إلى وقت آخر، في حال توافق يوم فحص اللطاخة عند المريضة مع طمث الدورة الشهرية. ينصح أيضًا بتجنب الاتصال الجنسي، أو غسل الطرق التناسلية بالماء، أو استخدام المركبات القاتلة للنطاف قبل إجراء لطاخة عنق الرحم، لما تملكه من تأثير سلبي على دقة اللطاخة.
بالنسبة للنساء الحوامل، يمكن الاستمرار بإجراء لطاخة عنق الرحم حتى الأسبوع 24 الحملي، إذ من بعده تصبح اللطاخة مؤلمة جدًا، وينبغي الانتظار حتى الأسبوع 12 بعد الولادة لإجراء اللطاخة للحصول على نتائج دقيقة.
ماذا تعني نتائج لطاخة عنق الرحم؟
يمكن أن تكون نتيجة لطاخة عنق الرحم سلبية (سليمة) خالية من الخلايا السرطانية وغير الطبيعية، وعندها يتأجل إجراءها حتى الثلاث أو الخمس سنوات التالية. أو يمكن أن تكون النتيجة إيجابية (مرضية) تشير إلى وجود خلايا غير طبيعية في عنق الرحم. لكن ينبغي الإشارة إلى أن النتيجة الإيجابية للطاخة عنق الرحم لا تعني إصابة السيدة المفحوصة بالسرطان، إنما فقط تشير إلى وجود خلايا غير طبيعية قد تكون ما قبل سرطانية. تتنوع درجة مراضة هذه الخلايا غير الطبيعية في عدة درجات من الأخف إلى الأكثر خباثة، ومن ثم اعتمادًا على درجة التغيرات المرضية الموجودة في الخلايا المكشوفة باللطاخة، قد ينصح الطبيب إما بمراقبة الحالة وزيادة معدل إجراء اللطاخة، أو قد يطلب إجراء تنظير لعنق الرحم colposcopy والحصول على خزعة عنق الرحم بهدف وضع تشخيص أكثر دقة.