ما أسباب تساقط الشعر؟ وما أفضل طرق الوقاية والعلاج؟

تتنوع أسباب تساقط الشعر، سواء عند الرجال أو النساء، فما هي تلك الأسباب؟

من الطبيعي أن يفقد كلٌّ منا ما بين 50 – 100 شعرة في اليوم وهذا التساقط الصغير فيزيولوجي وغير ملحوظ، وعادةً ما يحل الشعر الجديد محل الشعر المفقود. يمكن أن يتطور تساقط الشعر تدريجيًا على مدار سنوات أو يحدث بشكل مفاجئ، ويمكن أن يكون تساقط الشعر دائمًا أو مؤقتًا، وقد يؤدي لظهور بقع خفيفة أو واسعة من الصلع. تشير الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية إلى أن ملايين الرجال والنساء يعانون من تساقط الشعر الوراثي، والذي يمكن أن يؤثر على شعر فروة الرأس فقط أو الجسم بكامله، وعلى الرغم من أن تساقط الشعر أكثر انتشارًا عند كبار السن، إلا أنه يمكن أن يحدث عند الأطفال والشباب أيضًا.

إذا لاحظت أنك تفقد كميةً من الشعر أكثر من المعتاد، يجب أن تناقش المشكلة مع الطبيب المختص، لتحديد السبب الكامن وراء تساقط شعرك واقتراح خطة العلاج المناسبة لحالتك.

ما هي أسباب تساقط الشعر؟ وما العوامل المؤهبة له؟

توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي لتساقط الشعر، وسيحاول طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الجلدية تحديد السبب الكامن وراء تساقط الشعر من خلال الفحص السريري والتحاليل المخبرية المتنوعة.

يعتبر الصلع الوراثي عند الذكور والإناث هو السبب الأكثر شيوعًا لتساقط الشعر. يؤدي اضطراب مستويات بعض الهرمونات الجنسية إلى تساقط الشعر الوراثي، ويبدأ في وقت مبكر من العمر. تسبب التغيرات الهرمونية أيضًا تساقط الشعر بشكل مؤقت، وتشمل الأمثلة على ذلك: الحمل والولادة، واستخدام حبوب منع الحمل، سن اليأس.

تشمل الحالات الطبية الأخرى التي يمكن أن تسبب تساقط الشعر ما يلي:

  • فرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها.
  • داء الثعلبة (مرض مناعي ذاتي يهاجم بصيلات الشعر).
  • التهابات فروة الرأس مثل السعفات بأنواعها.
  • الأمراض التي تسبب التندب، مثل بعض أنواع الذئبة الحمامية، إذ يمكن لهذه الأمراض أن تؤدي إلى تساقط الشعر بشكل دائم بسبب الندبات.

يمكن أن يكون تساقط الشعر أيضًا ناتجًا عن الأدوية المستخدمة لعلاج بعض الحالات المرضية، من بينها:

  • أدوية السرطان (العلاج الكيميائي).
  • بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم.
  • أدوية التهاب المفاصل.
  • مضادات الاكتئاب.

قد يتساقط الشعر في بعض الحالات بسبب توقف مؤقت في دورة نمو الشعر. يحدث ذلك خلال الأمراض الشديدة أو العمليات الجراحية أو الأحداث والصدمات النفسية المؤلمة، ويعود الشعر عادةً في النمو مرة أخرى دون علاج.

يعاني بعض الأشخاص من حالة نفسية تدعى هوس نتف الشعر، في هذه الحالة ينتف الأشخاص شعرهم لا إراديًا عند شعورهم بالقلق والتوتر، وعادةً ما يكون ذلك من شعر الرأس أو الحواجب أو الرموش. قد يحدث تساقط الشعر أيضًا بسبب تسريحات شعر خاصة تضغط على بصيلات الشعر لأنها تشد الشعر بإحكام شديد. وقد يسبب النظام الغذائي الذي يفتقر إلى البروتين والحديد والعناصر الغذائية الأخرى إلى ضعف الشعر وتساقطه.

كيف يُشخص تساقط الشعر؟ وما هي الاستقصاءات الضرورية؟

غالبًا ما يشير تساقط الشعر المستمر إلى مشكلة صحية تستلزم مراجعة الطبيب المختص. يحدد طبيب الأمراض الجلدية سبب تساقط الشعر بناءً على الفحص السريري والتاريخ المرضي والتحاليل المخبرية، وإذا اشتبه طبيب الأمراض الجلدية بوجود مرض مناعي ذاتي أو مرض جلدي، فقد يلجأ لأخذ خزعة من جلد فروة الرأس تحت التخدير الموضعي ودراستها مجهريًا للوصول إلى التشخيص الدقيق.

من المهم أن نضع في الاعتبار أيضًا أن نمو الشعر عملية معقدة، وقد يستغرق تحديد السبب الدقيق لتساقط الشعر فترة طويلة نسبيًا.

ما هي الخيارات العلاجية لتساقط الشعر؟

توجد العديد من الخيارات العلاجية لتساقط الشعر، يحمل كل منها فوائد وآثار جانبية، ومن أهمها:

العلاج الدوائي

غالبًا ما تكون الأدوية هي الخيار الأول لعلاج تساقط الشعر. تشمل هذه الأدوية بشكل عام مجموعة من كريمات تُوضع مباشرة على فروة الرأس ويمكن أن تكون على شكل أدوية فموية.

  • مينوكسيديل: المينوكسيديل موسع وعائي يستخدم بالتزامن مع علاجات تساقط الشعر الأخرى. تشمل الآثار الجانبية للمينوكسيديل تهيج فروة الرأس ونمو الشعر في المناطق المجاورة، مثل الجبهة والوجه.
  • الفيناسترايد: قد يصف الأطباء أيضًا دواء فيناسترايد عن طريق الفم لعلاج حالات الصلع الذكوري. يبطئ هذا الدواء تساقط الشعر من خلال تنظيم مستويات هرمون التستوستيرون. تشمل الآثار الجانبية للفيناسترايد نقص ​​الرغبة الجنسية وضعف الوظائف الجنسية.
  • الكورتيزونات: تستخدم بعض أنواع الكورتيزونات مثل البريدنيزون. يمكن للأفراد الذين يعانون من داء الثعلبة استخدام هذا الدواء لتقليل الالتهاب وخفض الاستجابة المناعية. تجدر الإشارة لوجود بعض التأثيرات الجانبية للكورتيزونات، من أهمها:
  1. ارتفاع ضغط الدم.
  2. نقص الكالسيوم، ما قد يؤدي إلى هشاشة العظام.
  3. خشونة الجلد، وكدمات تحت الجلد.
  4. ارتفاع مستويات السكر في الدم.

الإجراءات الجراحية

لا تكفي الأدوية في بعض الأحيان لوقف تساقط الشعر، ومن الإجراءات الجراحية التي يمكن استخدامها لعلاج الصلع وتساقط الشعر، ومن أهمها:

زراعة الشعر

تتضمن عمليات زرع الشعر نقل شرائح صغيرة من الجلد، تحوي كل منها كمية من الشعر، إلى أجزاء أخرى خالية من الشعر. تعتبر هذه الطريقة حلًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي لأنهم يعانون عادةً من تساقط شعر في الجزء العلوي من الرأس. نظرًا لأن هذا النوع من تساقط الشعر مستمر، قد يحتاج الشخص إلى عدة عمليات زرع بمرور الوقت. ومن أهم الاعتبارات التي يجب معرفتها عن عملية زراعة الشعر:

  • تكلفة عملية زراعة الشعر كبيرة نسبيًا.
  • قد تتساقط الأشعار المزروعة بعد فترة زمنية معينة.
  • من الاختلاطات المحتملة: نزف، تندب غير مناسب، عدوى.
  • قد يحدث عدم قبول للطعم الجلدي، أو لا يحصل على التروية الدموية الكافية.

طرق الوقاية من تساقط الشعر

من أهم طرق الوقاية التي يمكن اللجوء إليها لتقليل تساقط الشعر أو تخفيف شدته، ومن أهمها:

  • تجنب تسريحات الشعر التي تضغط بشدة على بصيلات الشعر، لأن هذه التسريحات تؤدي إلى إتلاف بصيلات الشعر بشكل دائم.
  • الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الحديد والبروتينات.
  • تجنب بعض منتجات وأدوات التصفيف التي يمكن أن تزيد تساقط الشعر مثل مجففات الشعر، وبعض الصبغات، وبعض الأدوات الكهربائية الأخرى.

يمكنك إيقاف تساقط الشعر أو حتى عكسه من خلال العلاج المناسب، خاصةً إذا كان بسبب حالة طبية. قد يكون علاج تساقط الشعر الوراثي أكثر صعوبة. ومع ذلك، فإن بعض الإجراءات مثل زراعة الشعر يمكن أن تساعد في تخفيف حالة الصلع. من المهم التحدث إلى الطبيب المختص لمعرفة كل الخيارات المتاحة أمامك والالتزام بتوصياته.

المصادر: 123

Loading spinner
Share your love