ماذا تسبب العصبية الزائدة؟

الغضب هو رد فعل بشري طبيعي وقد يكون فعالًا ومفيدًا في مواقف معينة مثل الرد على التهديدات التي تسبب ضررًا للشخص الذي يتم تهديده أو للآخرين من حوله، ولكن عدم القدرة على التحكم في الغضب يمكن أن تتحول إلى ما يعرف بالعصبية الزائدة والتي تتسبب بمشاكل عديدة لصاحبها على الصعيد الشخصي والمهني.

الشخص الذي يعاني من العصبية الزائدة، قد يعاني من مشاكل وآثار سلبية على صحته، فالعصبية الزائدة لا تؤثر فقط على الناس الذين هم حول الشخص المصاب بالعصبية الزائدة فقط، بل قد تسبب العديد من الأضرار على الصعيد الصحي النفسي والجسدي.

ما هي العصبية الزائدة؟

العصبية الزائدة أو الاضطراب الانفجاري المتقطع (Intermittent explosive disorder) أو اختصارًا (IED) هي نوبات متكررة من الغضب المندفع الذي لا يتناسب مع الأمر الذي تسبب في حدوثه، يمكن أن تؤدي هذه الانفجارات من الغضب إلى ضرر جسدي للشخص المصاب بالعصبية الزائدة أو الأشخاص أو حتى الحيوانات التي حوله، وتعد العصبية الزائدة إحدى اضطرابات التحكم الانفعالي العديدة.

الأشخاص المصابون بالعصبية الزائدة لديهم قدرة منخفضة على تحمل الإحباط أو التعامل مع أي مصيبة عند وقوعها، لكن في الحالة الطبيعية عند عدم وجود سبب للعصبية والعدوانية فهم يملكون سلوك طبيعي ومسالم.

من هم الأشخاص الذين يعانون من العصبية الزائدة؟

يمكن أن يعاني البالغون والأطفال من عمر 6 سنوات فما فوق من العصبية الزائدة، عادةً ما تكون أعمار البالغين الذين يتم تشخيص إصابتهم بالعصبية الزائدة أقل من 40 عامًا. الاضطراب الانفجاري المتقطع يصيب الذكور بشكل أكبر من الإناث، ويعاني ما يقارب 80% من الأشخاص المصابين من حالة صحية عقلية أخرى، مثل: اضطرابات القلق واضطراب الظهور الخارجي والإعاقات الذهنية والتوحد، ويعد الاضطراب ثنائي القطب الحالة الأكثر شيوعًا لمرافقة العصبية الزائدة.

ما الذي تسببه العصبية الزائدة؟

العلامة الرئيسية للعصبية الزائدة هي نمط من نوبات الغضب التي لا تتناسب مع الموقف أو الحدث الذي تسبب في حدوثها، يدرك الأشخاص المصابون أن نوبات الغضب لديهم غير مناسبة لكنهم يشعرون أنهم لا يستطيعون التحكم في أفعالهم أثناء وجود المسبب لها.

تختلف الأعراض التي تسببها العصبية الزائدة من شخص لآخر ولكن بشكل عام تشمل الأعراض الرئيسية:

  • غضب.
  • اهتياج.
  • شعور متزايد بالتوتر.
  • أفكار متسارعة.
  • تواصل ضعيف مع الطرف الآخر.
  • زيادة الطاقة.
  • الارتعاش.
  • خفقان القلب.
  • ضيق الصدر
  • الاندفاع بشكل غير مخطط له.
  • حدوث نوبة الغضب بسرعة بعد الاستفزاز.
  • لا تدوم نوبة الغضب أكثر من 30 دقيقة.
  • الشعور بالإرهاق بعد انتهاء النوبة.

أنواع العصبية الزائدة

يمكن أن يعبر الإنسان المصاب بالعصبية الزائدة بعدة طرق مختلفة، فلا يتم التعبير عن الغضب عند الأشخاص المصابين بالطريقة ذاتها، يمكن أن تكون العصبية الزائدة ذات شكل خارجي أو داخلي أو سلبي.

العصبية الزائدة ذات الشكل الخارجي

تتضمن التعبير عن الغضب والعدوانية بطريقة واضحة، يمكن أن يشمل ذلك سلوكًا مثل: الصراخ أو الشتم أو رمي الأشياء أو كسرها أو الإساءة اللفظية أو الجسدية تجاه كل الأطراف حول المريض سواء كانوا أو لم يكونوا سببًا في حدوث العصبية الزائدة.

العصبية الزائدة ذات الشكل الداخلي

هذا النوع من الغضب يتم توجيهه نحو النفس، يتضمن الحديث السلبي عن النفس وحرمانها من الأشياء التي تجعل الشخص المصاب سعيدًا أو حتى من الاحتياجات الأساسية مثل الطعام، يعتبر إيذاء النفس وعزل الشخص نفسه عن الآخرين من الطرق الأخرى التي يمكن أن يوجه بها الشخص غضبه لكي يتخلص منه ولكن عن طريق إيذاء نفسه بطرق جسدية أو نفسية.

العصبية الزائدة ذات الشكل السلبي

يتضمن ذلك استخدام طرق خفية وغير مباشرة للتعبير عن الغضب، وذلك بعدة طرق مثل: إعطاء الشخص الذي تسبب بالعصبية الزائدة معاملة صامتة أو العبوس والتزمت أمامه أو السخرية وإبداء ملاحظات نابية.

ما الذي يسبب العصبية الزائدة؟

العامل المسبب للعصبية الزائدة الظاهرة عند بعض الناس لا زال غير معروف حتى الآن، يحاول الباحثون حتى اللحظة اكتشاف السبب الدقيق للاضطراب الانفجاري المتقطع أو العصبية الزائدة،  لكنهم يعتقدون أن العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية هي المسبب الرئيسي:

  • عوامل وراثية: تشير بعض الدراسات أن العصبية الزائدة أكثر شيوعًا عند العائلات التي يكثر فيها الأفراد المصابون؛ فالنسب تشير إلى أن 44 – 72% من احتمالية الإصابة وراثية.
  • العوامل البيولوجية: تشير الدراسات إلى أن بنية ووظيفة الدماغ تتغير أثناء حدوث نوبات العصبية الزائدة على سبيل المثال: تشير دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ (MRI) إلى حدوث تغيرات على مستوى اللوزة الدماغية، وهي الجزء من الدماغ الذي يشارك في الأداء العاطفي، بالإضافة لانخفاض مستوى السيروتونين (ناقل عصبي وهرمون) تحت المستوى الطبيعي.
  • العوامل البيئية: يبدو أن التعرض للإيذاء اللفظي أو الجسدي أو كليهما في مرحلة الطفولة، أو مشاهدة الإساءة أثناء الطفولة يلعب دورًا في تطوير العصبية الزائدة، كما أن التعرض لحدث أو عدة أحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة يلعب دورًا هامًا أيضًا.

هل يمكن علاج العصبية الزائدة؟

 يساعد اختصاصي الصحة العقلية في تحديد ما إذا كان المريض يعاني من حالة صحية عقلية أساسية تسبب له مشكلات الغضب وتحتاج العلاج، يمكن أن يشتمل علاج العصبية الزائدة على:

  • تعلم تقنيات الاسترخاء.
  • القيام بجلسات العلاج السلوكي.
  • وصف أدوية علاج الاكتئاب أو القلق أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، إذا تم تشخيصه المريض بأحدها.
  • دروس إدارة العصبية الزائدة، والتي يمكن أخذها شخصيًا أو عبر الهاتف أو عبر الإنترنت.
  • القيام بتمارين إدارة العصبية الزائدة التي يصفها الطبيب في المنزل. [1]

الغضب عاطفة طبيعية لكن إذا بدأ الغضب يصبح خارج عن نطاق السيطرة أو كان يؤثر على العلاقات الشخصية والإجتماعية قد يستطيع طبيب الصحة النفسية المساعدة في التغلب على هذه الحالة وتحديد العوامل المسببة. 

اقرأ أيضًا: هل يشفى مريض الاكتئاب الذهاني؟

تنجم بعض مشكلات الغضب عن حالة صحية أو اضطراب آخر، قد لا يستطيع الطبيب النفسي تخليص المريض من الحالة بشكل كامل، لكنه قادر على تخفيف الأعراض وحدّة الغضب بشكل كبير. حمل تطبيق كيورا، واستشر طبيبًا. 

المراجع

[1] Do I Have Anger Issues? How to Identify and Treat an Angry Outlook, www.healthline.com retrieved 17/5/2023.

Loading spinner
Share your love