ما هو سبب العصبية الزائدة عند النساء؟

على الرغم من ارتباط صفة الغضب بالرجال، إلا أن ذلك لا يعني انعدامه عند النساء، إذ تعاني نسبة منهنّ من غضب قد يكون مؤذيًا في بعض الحالات، فقد اشتهر غضب النساء لدى بعض الشعوب على مر القرون. 

قد يكون الغضب سلوكًا إيجابيًا لدى الشخص، ولكنه قد يتفاقم لدرجة تؤذي الشخص نفسه، كما يمكن أن يؤدي قمع المشاعر القوية مثل: الغضب أو العصبية المفرطة إلى تطوّر عدّة اضطرابات نفسية منها: الاكتئاب، والإدمان بأنواعه، واضطراب العلاقات الاجتماعية، إضافة إلى دوره القوي في ظهور اضطراب فرط النشاط ونقص الحركة والقلق والوسواس القهري وغيرها.

سنضيء في هذا المقال، على أبرز الأسباب التي تثير العصبية لدى النساء، وسنذكر أهم الطرائق للتخلص من هذه المشاعر السلبية، كما سنقدم بعض الإجابات حول سبب عصبية النساء ومعالجتهن للغضب بشكل مختلف عن الرجال.

بعض الفروق في استجابة دماغ النساء للعصبية

يختلف تشريح الدماغ بين النساء والرجال، إذ توجد في دماغ المرأة، بعض المناطق القشرية المسؤولة عن وظائف معينة مثل: الإدراك واللغة والتخطيط والانفعال، ومناطق أخرى مسؤولة عن الاستجابة العاطفية، يفسر بذلك العاطفة القوية للمرأة مقارنةً بالرجل.

كما تملك النساء مساحة أكبر من المناطق الدماغية المسؤولة عن الذاكرة، مع صغر مساحة المناطق المسؤولة عن معالجة الخوف والقلق مقارنةً بالرجال، وهذا ما يفسر الاختلاف في المشاعر بين الجنسين.

رغم ذلك تتمتع غالبية النساء بقدرتهن على معالجة المواقف ومعالجة المشاعر السلبية القوية، وذلك بسبب قدرتهن على قراءة الإشارات العاطفية التي قد تكون موجودة لدى الطرف الآخر. لكن عمومًا، عندما تصبح المرأة عصبية فعلى الأرجح أن تبدأ هجومًا لفظيًا أكثر من كونه هجوم جسدي.

مظاهر العصبية الزائدة عند النساء

قد تعاني النساء من الغضب بدرجاته المختلفة، وترهقهن محاولة فهم مشاعرهن والسيطرة عليها، إلّا أن إنكار شعور الغضب ومحاولة كبت العصبية، سيكون ضارًا ومجهدًا للصحة الجسدية والنفسية.

قد تلاحظين بعض الأعراض والعلامات التي ستشير إلى عصبيتك المكبوتة، ومشاعرك المقموعة، ومن أهمها:

  • إصابتك بنوبات غضب شديدة ومتكررة.
  • رجفان وزيادة معدل ضربات القلب بشكل مستمر، كأن تشعري بخفقان وتسرع في القلب.
  • خوض نقاشات جدل مع الآخرين.
  • اتخاذ مواقف محتدة من الآخرين والتفوه بالتهديدات. 
  • شعورك بالإحباط من العائلة والأصدقاء. 
  • الهياج. 
  • الميل للعزلة والانسحاب من التجمعات. 
  • القلق.
  • الاكتئاب. [1]

أشيع الأسباب التي تزيد من عصبية النساء

ترتبط عصبيتك غالبًا بتعرضك لحدث عاطفي ما، وقد تختلف ردة فعلك حسب الموقف، عمومًا قد تفسر هذه المشاعر المفرطة ببعض الحالات العضوية التي تخصك كأنثى، مثل اضطرابات المزاج في الفترة التي تسبق الحيض أو ما بعده، كذلك الاضطرابات النفسية التي تحدث في الفترة ما بعد الولادة، أو بسبب إرهاق جسدك بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال خلال اليوم.

كما ننوّه إلى بعض الأمراض المسؤولة عن زيادة العصبية عند النساء مثل: الإندوميتريوز، وانقطاع الطمث (سن اليأس)، وأورام المبيض وغيرها من الحالات التي تسبب اضطرابات هرمونية تؤثر في الحالة النفسية للمرأة.

قد تعيشين صراعًا بين تفريغ عصبيتك وشعورك بالذنب تجاه أفراد أسرتك، مما يولد لديك شعورًا بالعجز والإحباط، وتعدّ أحيانًا ردة فعل المجتمع تجاه عصبية المرأة، سببًا أساسيًا في زيادة العصبية لديها وعدم القدرة على التحكم بها، من أهم الأسباب التي تثير عصبية المرأة:

  • قلة التواصل وخاصة مع الشريك.
  • انعدام الثقة بالآخرين. 
  • الصورة المثالية لجمال المرأة وشكل جسدها، ومحاولاتها الجاهدة لتحقيقها.
  • محاولتها تحقيق توقعات الآخرين، التي قد لا تناسبها.
  • الرغبة القوية في امتلاك موقع السلطة أو التميز.
  • القوالب النمطية الموضوعة للمرأة، إذ تحاول المرأة دومًا قمع غضبها خوفًا من نظرة الآخرين، وإحساسها بالذنب تجاه عائلتها، كل ذلك يولد شعورًا عميقًا من الإحباط يمنع تحسنها.

اقرأ أيضًا: ما هو أفضل علاج لاكتئاب الحمل؟

تأثير العصبية المفرطة على المرأة

كما ذكرنا سابقًا قد يكون غضبك المفرط، أو كبت عصبيتك سببًا لمشاكل جسدية عديدة مثل: زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم وتطور الاضطرابات النفسية والعقلية.

عندما تشعرين بالعصبية فإنك تواجهين ارتفاعًا حادًا في مستويات الأدرينالين والكورتيزول، ما يسبب زيادة الوزن.

كما أظهرت دراسات متعددة تأثير العوامل الهرمونية -بما في ذلك انقطاع الطمث- على القدرة على التحكم بالغضب عند النساء.

بعض النصائح المفيدة للتحكم بعصبيتك

عند تعرضك لأي موقف قد يثير عصبيتك، يمكنك محاولة تهدئة نفسك باتباع الخطوات التالية:

  • خذي نفسًا عميقًا بهدوء، وكرّري ذلك عدة مرات حتى تشعرين بالتحسن وانتظام ضربات قلبك.
  • مارسي التأمل فمن خلال التأمل يمكنك إيقاف الأفكار السلبية والاحتفاظ بالأفكار والمشاعر الإيجابية، سيساعدك ذلك في التخفيف من العصبية.
  • مارسي تمارين الاسترخاء التي تزيل التوتر، وتساهم في إرخاء عضلات جسمك، ما يساعدك على التخلص من العصبية.
  • يمكنك تخيل إشارة المرور، وهي طريقة ينصح بها علم النفس، إذ يساعد تخيل ألوان إشارة المرور على التعرف على مشاعرك؛ فمثلًا اللون الأحمر يعبّر عن مشاعر الغضب والذعر، بينما الأصفر يمثل القلق والإحباط، أما اللون الأخضر، فهو يمثل الهدوء النفسي والسعادة وحلول المشكلات المختلفة.
  • مارسي الرياضة فهي تزيل توترك وتخفف من عصبيتك.
  • يمكنك ممارسة رياضة الرقص، الرقص السريع أو البطيء، فهو يعالج التوتر ويساعدك في التخلص من مشاعرك السلبية، ويحفز تركيزك على الأمور الإيجابية، كما تلعب الموسيقى دورًا هامًا في ذلك.
  • امشي لمسافات طويلة، إذ يعد المشي طريقة فعّالة في التخلص من التوتر والأفكار السلبية، وتصفية الذهن.
  • دوّني كل الأفكار التي تغذي عصبيتك، فالكتابة تساعدك على تحديد كل أسباب غضبك ومحاولة معالجتها، كما يفضل أن تكتبي رسالة إلى نفسك عبري فيها عن كل ما يثير عصبيتك.
  • حدّدي قدراتك وحاولي أن تبني الحلول بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة.
  • حددي حاجاتك الأساسية مثل: وجبة غذائية صحية، نوم مريح وعميق، قضاء وقت ممتع، كل ذلك سيساعد في تحسين نفسيتك وتخفيف عصبيتك.

كيف يمكن للمعالج أن يساعد؟

في بعض الحالات قد يكون التحكم الذاتي بمشاعر الغضب صعبًا للغالية، لذا قد تحتاجين معالجًا نفسيًا سيوفر لكِ مكانًا آمنًا دون تحيّز، يمكنك أن تشاركيه أفكارك ومشاعرك الحقيقية.

سيمنحك العثور على المعالج المناسب الشعور بالأمان أثناء تعلمك كيفية إدارة مشكلات الغضب والعصبية، وإصلاح الأضرار الناجمة عن عصبيتك المفرطة. [2]

اقرأ أيضًا: ما هي فوائد الاستشارات الفورية؟

يمكنك ذلك من خلال تحميل تطبيق كيورا، والانضمام إلى برامج العناية الصحية المختصة، انضمي الآن إلى برنامج إدارة الغضب للتحكم بمشاعرك السلبية وعصبيتك المفرطة.

المراجع 

[1] Surprising Facts About Women’s Anger, www.amenclinics.com, retrieved on 30/5/2023.

[2] Anger Management for Women: 15 Techniques That Work, www.choosingtherapy.com, retrieved on 30/5/2023.

Loading spinner
Share your love