لماذا عليك الاهتمام بالصحة النفسية لطفلك؟

أن تكون طفلًا في عالم اليوم هو أكثر صعوبة في بعض النواحي من السنوات السابقة، وهذا يحمل تأثيرًا كبيرًا على صحتهم النفسية، نظرًا للتحديات التي تضعها الحياة اليوم في طريقهم، فالصحة النفسية جزء أساسي من الصحة العامة للأطفال، لها علاقة وثيقة مع صحتهم البدنية وقدرتهم على النجاح في المدرسة والعمل والمجتمع.

 تؤثر الصحة الجسدية والنفسية على طريقة تفكير الأطفال ومشاعرهم وتصرفاتهم، ومن هنا تنبع أهميتها من فترة ما قبل الولادة إلى الانتقال إلى مرحلة البلوغ، وحتى نفهم مدى أهميتها يجب علينا فهم معنى الصحة النفسية بشكل أكبر ومعرفة أهم المشاكل التي قد تؤثر على الصحة النفسية لطفلك؛ حتى تتمكن من وقايته منها وتعزيز صحته بشكل أكبر.

لماذا عليك الاهتمام بالصحة النفسية لطفلك؟

إن تربية وتنشئة أطفال أصحاء وسعداء يمثل تحديًا صعبًا في عالمنا الحالي المدفوع بالتكنولوجيا، ففي كثير من الأحيان يجد الشباب غير المجهزين صعوبة في التعبير عن مشاعرهم ومواجهة التحديات التي تعترض طريقهم، وهذا يعود بشكل كبير لعدم اهتمام الأهل بصحتهم النفسية خلال تنشئتهم.

تتأثر الصحة النفسية للطفل بالعديد من الأمور مثل: الظروف العائلية والحياة المدرسية ومشاكل الحياة، كما يمكن للطفل أن يعاني من المشاكل النفسية في أي عمر، ولكن يكون خطر الإصابة أكبر ما يكون في عمر 12-16 عام (سنوات المراهقة واكتشاف الذات).

فالسلامة النفسية لطفلك لا تقل أهمية عن صحته الجسدية، ويعود ذلك لأثرها على طريقة تفكير طفلك وشعوره وتصرفه وتعلمه، كما تؤثر الصحة النفسية أيضًا على كيفية تعامل الأطفال مع الإجهاد وكيفية ارتباطهم بالآخرين.

تسمح الصحة النفسية الجيدة للأطفال والشباب بتطوير مهاراتهم للتعامل مع كل ما تواجهه الحياة والنمو؛ ليصبحوا بالغين يتمتعون بصحة جيدة، كما يشعر الأطفال الأصحاء عقليًا بالرضا عن حياتهم ويمكنهم العمل بشكل جيد في المنزل والمدرسة وفي مجتمعاتهم، عندما يكون الطفل سليمًا نفسيًا يصبح قادرًا على تعلم المهارات اللازمة للنجاح داخل المدرسة وخارجها ويمكن أن يتكيف (يتأقلم) عندما يواجه المشاكل.

ومن هنا تتضح أهمية الصحة النفسية للأطفال، فإن امتلاك طفلك لصحة نفسية جيدة هو أحد أهم ركائز التطوير والنمو الصحي له؛ لأن ذلك سيساعده على تعزيز الثقة بنفسه وتقدير ذاته وبناء علاقات اجتماعية سليمة مع أقرانه ومواجهة التحديات والتكيف مع التغيرات التي يتعرض لها. [1]

ما هي أهم الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى وجود مشاكل نفسية لدى طفلك؟

توجد بعض العلامات والأعراض التي تشير إلى احتمال إصابة طفلك باضطراب في الصحة النفسية والتي تحتاج إلى إخبار طبيب طفلك عنها، ومن أهمها:

  •  تراجع الأداء الدراسي لطفلك.
  • صعوبة في التركيز.
  • الشعور بالقلق والتوتر بشكل مستمر.
  • تجنب المدرسة أو الغياب عنها.
  • الانسحاب من التفاعلات والنشاطات الاجتماعية مع الأصدقاء.
  • فرط النشاط أو التململ بكثرة.
  • نوبات غضب أو تهيج شديد.
  • كوابيس متكررة.
  • تغيرات جذرية في المزاج أو السلوك أو الشخصية
  • التغير في عادات الأكل وفقدان أو اكتساب الوزن.
  • اضطراب عادات النوم.
  • صداع متكرر أو آلام في المعدة.
  • اضطراب المشاعر (اكتئاب أو حزن مستمر).
  • أذية الذات بشكل متعمد.
  • التحدث عن الموت أو تكوين أفكار متعلقة بالرغبة بالموت.

اقرأ أيضًا: السمنة عند الأطفال والمراهقين

كيف يمكنك تعزيز صحة طفلك النفسية؟

توجد العديد من الأساليب والطرائق التي يمكنك اتباعها لتحسين صحة طفلك النفسية ووقايته من الإصابة بأي مشكلة نفسية ومن أهمها:

  • تحسين الصحة الجسدية: ويمكنك القيام بذلك عبر تأمين غذاء صحي ومتوازن لطفلك بالإضافة لحصوله على قسط كافٍ من النوم (لا يقل عن 8 ساعات كل يوم) وممارسة النشاطات الرياضية بشكل متكرر.
  • إيصال مشاعر الحب والحنان لطفلك: يحتاج طفلك لمعرفة مدى حبك له دون الاعتماد على إنجازاته أو درجاته المدرسية؛ فعند تعرض طفلك لانتكاس (درجة متدنية في امتحان ما أو ارتكابه لخطأ معين) أخبره بأن هذا يمكن أن يحصل لأي طفل آخر وأنك تحبه لنفسه.
  • تعزيز ثقة طفلك بنفسه: ويمكنك القيام بذلك عبر دعم نقاط القوة التي يتمتع بها طفلك وتشجيعه عند ممارسته لنشاطات جديدة أو العمل بجد على واجب ما، كما يجب أن تكون صريحًا مع طفلك خاصة عندما ترتكب خطأ كوالد؛ حتى يعلم أنه يمكن للبالغ أن يخطئ أيضًا.
  • تعامل مع السلوك وليس مع الطفل: فعندما يرتكب طفلك سلوك سيء أو يقوم بشيء خاطئ، أعلمه أنك مستاء من السلوك وليس منه كشخص، وبدلًا من أن تقول “أنت طفل سيئ” يمكنك أن تقول “لقد قمت باختيار خاطئ”.
  • كن قدوة لطفلك بالتكلم عن مشاعرك: تحدث عن مشاعرك الخاصة، واعتذر عندما تخطئ، لا تعبر عن غضبك بالعنف بل استخدم مهارات حل المشاكل، دع طفلك يعلم أن أي شخص يمكن أن يختبر مشاعر الألم والخوف والحزن والقلق والغضب، وأن هذه المشاعر جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، شجع طفلك على التحدث عما يقلقه والتعبير عن مشاعره.

الكثير من الآباء والأمهات يهملون صحة أطفالهم وخاصة النفسية؛ لجهلهم بمدى أهميتها ودورها في تطور أطفالهم خلال فترة نموهم، ولكن في الحقيقة تملك الصحة النفسية دورًا هائلًا في تطور شخصية الطفل وثقته بنفسه وتقديره لذاته كفرد من المجتمع الذي يعيش فيه؛ فالصحة النفسية الجيدة والسليمة تهيئ الطفل لمواجهة تحديات الحياة ومشاكلها والتكيف والتأقلم مع أي تغيير قد يتعرض له، بالإضافة إلى مساعدته على تكوين حلقة اجتماعية داعمة من الأصدقاء الذين سيرافقوه خلال حياته. [2]

اقرأ أيضًا: ما هو الشاهوق الذي يصيب الأطفال؟ وكيف يمكن علاجه؟

في حال كنت أحد الآباء أو الأمهات الذين يرغبون بمعرفة معلومات أكثر عن الصحة النفسية للأطفال، أو معرفة أهم أساليب تعزيز الصحة النفسية لطفلك، يمكنك التواصل معنا بشكل مباشر عبر موقعنا الإلكتروني أو بإمكانك تحميل تطبيق كيورا لحجز موعد بشكل فوري والحصول على المعلومات أو الاستشارة التي ترغب بها.

المراجع

[1] Kids and mental health – www.healthdirect.gov.au, retrieved on 25/5/2023.

[2] The Importance of Children’s Mental Health Awareness and Resources for Families – ideapublicschools.org, retrieved on 27/5/2023.

Loading spinner
Share your love