يملك البشر جميعًا شامات في مناطق مختلفة من أجسادهم، وقد تظهر من حين لآخر شامات جديدة. تأخذ الشامات أشكالًا عديدة، ودرجات لون مختلفة، ولكنها غالبًا ما تكون مستديرة وبلون أسمر أو أسود. في المقابل، تملك فئة محددة من البشر ما يسمى بالنمش، وهي بقع صغيرة بنية اللون عادةً تنتشر غالبًا على المناطق التي تتعرض للشمس، كبشرة الوجه مثلًا. لا تشكل الشامات والنمش أي تهديد صحي في معظم الأحيان، وقد يعتبرها البعض من الصفات الجمالية، مع ذلك يختار بعض الأشخاص إزالة النمش والشامات، ويُعتبر الليزر من أبرز الوسائل المستخدمة لهذا الغرض.
يوجد العديد من الخيارات المتاحة لإزالة الشامات أو النمش أو أي بقع مصطبغة على الجلد، ويعتمد اختيار الوسيلة الأنسب على الحالة، سواء كان ذلك لأسباب تتعلق بالميزانية أو الفعالية، وفي النهاية، يقرر الطبيب بعد تقييم الحالة الخيار الأمثل لك.
المحتويات
كيف يعمل الليزر على إزالة الشامات؟
تعالج البقع الجلدية المصطبغة بنجاح باستخدام طول موجي معين من الضوء، بحيث يكون قابلًا للامتصاص بشكل انتقائي من المناطق الغنية بالميلانين في الجلد (أي البقع المصطبغة). أثناء العملية، لا يلمس الليزر الجلد الطبيعي المحيط بالمنطقة المراد علاجها، وبالتالي لا يلحقه أي ضرر، والنتيجة هي توحيد لون البشرة وتخفيف لون البقع الداكنة بشكل كبير.
تعد إزالة آفات الجلد المصطبغة بالليزر من الإجراءات السهلة نسبيًا. إضافةً لذلك، تعتبر غير مؤلمة تقريبًا، ولا تترك أي جروح أو بثور، وتسمح للمرضى بمتابعة أنشطتهم اليومية بعد العلاج مباشرةً.
ما شروط إزالة الشامات بالليزر؟
يجب الانتباه لبعض الشروط التي يتأكد منها الطبيب قبل اقتراحه الليزر لإزالة الشامات، وهي:
يجب أن تكون الشامة طبيعية، ولا تحمل خطر الإصابة بالسرطان:
يستطيع الطبيب تحديد ما إذا كانت الشامة تحمل علامات خطيرة أم لا، ولن يقترح استخدام الليزر إلا إذا كانت الشامة طبيعية. وبشكل عام، تكون إزالة الشامة بالليزر مخصصة للحالات التجميلية البحتة. وفي حال احتاجت الشامة إلى خزعة للتحقق من السرطان، سيتطلب الأمر قطع بعض الأنسجة في البداية.
أن لا تكون الشامة متوغلة في عمق الجلد:
عندما تصل الشامة إلى طبقات عميقة من الجلد، قد لا يتمكن الليزر من إزالتها بالكامل. إضافةً لذلك، قد تكون الشامات العميقة مصدر قلق للشامات الخبيثة المتحولة لميلانوما، وهو أحد أنواع السرطانات الأكثر خباثة. لهذا السبب، يعتبر الاستئصال الجراحي وسيلة أكثر أمانًا، لإزالة كامل الشامة وفحصها. إذا كانت الشامة الخاصة بك مسطحة وصغيرة الحجم، أو إذا كانت مرتفعة فوق سطح الجلد، ستكون سهلة الإزالة بالليزر. سيكون الطبيب قادرًا على إخبارك إلى أي مدى شامتك عميقة. يجب ألا تحاول أبدًا تحديد ذلك بنفسك، ولا تحاول أبدًا قطع الشامة الخاصة بك بنفسك.
هل يزيل الليزر النمش؟
يمكن استخدام كريمات معينة لتفتيح النمش، لكنها لا تزيله بشكل تام، ولإزالتها بشكل كامل تقريبًا، قد يلجأ الأطباء إلى الليزر. يوجد أنواع عديدة لأجهزة الليزر المستخدمة لإزالة النمش والتصبغات الجلدية عمومًا. أحد أنواع الليزر المستخدمة في علاج النمش هو كيو سويتش روبي ليزر، الذي يملك طول موجي يساوي 694 نانومترًا وينجذب بشدة إلى الميلانين. يميل النمش، الذي يحتوي على نسبة أعلى من الميلانين مقارنة بالجلد الطبيعي، إلى امتصاص الليزر بهذا الطول الموجي. تؤدي طاقة الليزر التي يمتصها النمش إلى تدمير مادة الميلانين الموجودة في النمش وإزالتها. علاوةً على ذلك، يعطي هذا النوع من الليزر نبضات قصيرة جدًا، وكل نبضة لا تدوم سوى بضع نانو ثانية (أجزاء من المليار من الثانية). إن إنتاج مستويات عالية من الطاقة في هذه الفترة القصيرة له أيضًا تأثير ضوئي – صوتي على الميلانين في النمش، ما يؤدي حرفيًا إلى تحطيم جزيئات الصبغة.
أنواع الليزر التي تُستخدم لإزالة التصبغات والنمش
يفيد الجيميني ليزر في علاج النمش والتصبغات على أنواع البشرة الآسيوية أو الزيتونية أو الداكنة. تنطلق أمواج هذا الليزر من خلال نافذة زجاجية مبردة، وهذا التبريد يساعد على منع الحرارة من إتلاف الجلد. تميل البشرة الآسيوية والزيتونية والداكنة إلى التعرض لمضاعفات أكثر نتيجة للعلاج بالليزر، ولهذا يساعد التبريد بشكل كبير في تعويض المخاطر المرتبطة بالعلاج بالليزر في هذه الفئة من السكان. يستخدم الليزر نبضات أطول في نطاق ميلي ثانية (جزء من الألف من الثانية)، وفي التجارب السريرية، ثبُت أنه يملك مخاطر أقل لفرط التصبغ التالي للالتهابات، مقارنةً بالليزر آنف الذكر، الذي يملك نفس الطول الموجي، على الجلد الآسيوي. تتضمن تلك المخاطر التصبغ التالي للعلاج بالليزر أو رضوض الجلد.
في الآونة الأخيرة، ظهرت أجهزة ليزر البيكو ثانية، وهي أجهزة تعطي نبضات بطول يقدر بالبيكو ثانية (أو تريليون جزء من الثانية). تتمتع هذه الأجهزة بإمكانية زيادة تعزيز إزالة التصبغ عن طريق تقليل كمية الطاقة الحرارية المطبقة على الجلد، مع تطبيق تأثير ضوئي-صوتي أو ميكانيكي لإزالة التصبغ. يعتبر ليزر PiQO4 مثالًا على أجهزة ليزر البيكو ثانية.
ليزر فراكسل (الطول الموجي 1927 نانومتر) هو علاج فعال بالليزر لإزالة النمش. على عكس أنواع الليزر الأخرى المذكورة سابقًا، فإنه ينجذب إلى الماء الموجود في الجلد وليس الميلانين. طريقة العمل هي ببساطة تقشير الطبقات السطحية من الجلد، بما في ذلك النمش. كما يوحي اسمه، يعتبر نوعًا من الليزر المجزأ (أو الفراكشنال)، هذا يعني أن الليزر يطلق أعمدة دقيقة جدًا من الطاقة في الجلد، مما يساهم بالحفاظ على الجلد بينها. بشكل غير متوقع، يعالج النمش بشكل فعال للغاية، على الرغم من عدم تغطية الجلد بالكامل. يعد ليزر فراكسل أحد الأساليب المفضلة لدى بعض المراكز الصحية لإزالة النمش من كامل الوجه لدى أنواع البشرة الفاتحة.
عادةً ما يتطلب الأمر جلسة أو جلستين، وتكون فترة التعافي عادةً أسبوعًا واحدًا، ويعتبر الواقي الشمسي قبل وبعد العلاج مهمًا للمساعدة في تقليل تكرار النمش.
يعتبر العلاج بالليزر طريقة رائعة لإزالة الشامات المزعجة والنمش بدون ندبات أو فترة تعافي طويلة أو ألم شديد أيضًا. ومع ذلك، فإن استخدام الليزر لإزالة الشامات، أو الزوائد الجلدية أو حتى الثآليل، عادةً ما يكون للشامات غير السرطانية أو السطحية أو البارزة فوق الجلد، عندما يكون المريض قادرًا على تحمل تكلفة الإجراء. وفي النهاية، يحدد الطبيب الخيار الأنسب لإزالة النمش والشامات، بعد فحصه وتقييمه لحالتك بشكل خاص.