رضوض الكلية درجاتها وعلاجها

تحدث رضوض الكلية عندما تتأذى الكلية نتيجة قوة ميكانيكية خارجية، فما هي؟ وما أعراضها؟

تحدث رضوض الكلية نتيجة التعرض لصدمة مباشرة أو غير مباشرة على أسفل وجانبي الظهر، قد تؤدي هذه الرضوض إلى نزيف وألم وتغير لون الجلد. تحمي عضلات الظهر والقفص الصدري الكليتين، فإذا أُصيبت الكلية، فقد يشمل ذلك إصابات في العضلات والعظام المحيطة بالكلية. تعتبر رضوض الكلية من الإصابات الخطيرة إذا تُركت دون علاج، لأنها قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

تحدث رضوض الكلية في معظم الحالات بسبب حوادث المرور وحوادث الرياضة، وينتج عن الرض نزيف في الكلية، والذي يمكن أن يكون خطيرًا أحيانًا، وبحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن 10% من الأشخاص الذين تعرضوا لرض على البطن والظهر لديهم إصابة في الكلية.

وظائف الكلية وبنيتها

يعتبر الجهاز البولي نظام التصريف الأساسي في الجسم للتخلص من السموم والفضلات، ويتكون من الكليتين والحالبين والمثانة والإحليل. تعمل الكلى الطبيعية ليلًا ونهارًا لتنقية الدم، وتتوضع الكليتان بالقرب من منتصف الظهر على جانبي العمود الفقري، أسفل القفص الصدري مباشرة. تفرز الكلية كل يوم حوالي 1 – 2 لتر من البول عن طريق سحب الماء الزائد والفضلات من الدم. ينتقل البول عادة من الكليتين إلى المثانة ويُطرح عبر الإحليل.

تتحكم الكلى أيضًا في العديد من المهام الحيوية في الجسم، ومن أهمها:

  • توازن السوائل في الجسم.
  • مستويات الشوارد (مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيزيوم).
  • تنظيم ضغط الدم، ومستوى خضاب الدم.

أعراض وعلامات رضوض الكلية

تحدث الرضوض الكلوية عندما تتأذى الكلية نتيجة قوة ميكانيكية خارجية، ومن أهم الأعراض الشائعة التي ترافق رضوض الكلية: الألم، خاصة على جانبي البطن ومنطقة الخاصرة، وهي المنطقة الواقعة بين القفص الصدري السفلي وأعلى الفخذ. تشمل الأعراض الأخرى:

  • كدمات على الجلد أو تغير لونه.
  • غثيان وإقياء.
  • تشنجات عضلية.
  • ظهور دم في البول (بيلة دموية)، وتعتبر من أكثر العلامات التي تدل على إصابة الكلية، في بعض الأحيان يمكن رؤية الدم بالعين المجردة. وأحيانًا أخرى لا يمكن رؤيته إلا من خلال الفحص المجهري.

في الحالات الأكثر شدة، كالإصابة بطلق ناري أو عند وجود جرح نافذ ناتج عن طعنة سكين أو أي شيء آخر اخترق الجلد ووصل للكلية. يمكن أن تؤدي رضوض الكلية الشديدة إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل:

  • انخفاض ضغط الدم.
  • فقر دم نتيجة النزف.
  • عدم القدرة على التبول.
  • قصور كلوي حاد.

ما أسباب حدوث رضوض الكلى؟

إن حدوث رض قوي وحاد على الظهر أو البطن يعد سببًا شائعًا لرضوض الكلى، يمكن أن يحدث هذا النوع من الرضوض بسبب:

  • حوادث السير (الأطفال معرضون بشكل خاص للإصابة في حوادث السيارات).
  • السقوط
  • التعرض لضربة شديدة من جسم ثقيل.
  • التعرض لطلق ناري.
  • الطعن بسكين أو أي شيء يخترق الجسم.
  • الرضوض التي تحدث خلال الرياضة والتمارين.

درجات إصابة الكلى

يتم تصنيف إصابة الكلى على مقياس من خمس درجات بناءً على مدى قوتها والضرر الذي يلحقه بالكلية. تشير الدرجة الأولى إلى إصابة طفيفة، مثل الكدمات البسيطة، أما الدرجة الخامسة هي الأشد، حيث تتهشم الكلية وتنقطع ترويتها الدموية.

تصنف رضوض الكلية بحسب الجمعية الأمريكية للجراحة البولية إلى خمس درجات:

  1. الدرجة 1: ورم دموي تحت المحفظة الكلوية (كدمة كلوية بسيطة).
  2. الدرجة 2: تمزق بعمق أقل من 1 سم في القشر الكلوي دون تسرب بولي.
  3. الدرجة 3: تمزق أقل من 1 سم في القشر الكلوي بدون تسرب بولي.
  4. الدرجة 4: تمزق يشمل التروية الدموية مع تسرب البول؛ أي إصابة في الأوعية الدموية الكلوية أو حدوث احتشاء كلوي، أو حدوث تمزق في الحالب وحويضة الكلية.
  5. الدرجة 5: كلية ممزقة بشكل كبير مع حدوث نزف غزير.

ما هي خيارات العلاج المتاحة؟

يعتمد العلاج على حالة المريض العامة، ودرجة إصابة الكلى، ووجود إصابات في أعضاء أخرى في الجسم. إذا كان المريض مستقرًا ولم يكن هناك إصابة في الأعضاء الأخرى، فقد يتم علاج الكدمة بدون جراحة، عندها يبقى المريض في المستشفى حتى يختفي الدم في بوله وتتم مراقبته عن كثب بحثًا عن نزيف ومشاكل أخرى. بعد مغادرة المستشفى، يجب مراقبة المريض بحثًا عن علامات تلف الكلى مثل النزيف المتأخر أو ارتفاع ضغط الدم.

إذا كان المريض غير مستقر ويفقد الكثير من الدم من الكلى، يجب إجراء عمل جراحي إسعافي. إن الهدف من الجراحة هو إصلاح الكلية المصابة والحفاظ عليها، وإذا احتاج المريض إلى عملية جراحية مفتوحة لإصلاح الأعضاء الأخرى، فسيقوم الجراح بفحص وإصلاح الأعضاء المصابة أيضًا في نفس الوقت، في بعض الأحيان تكون الكلية مصابة بجروح بالغة، ولذلك يكون من الأفضل استئصالها.

لكن التطورات الحديثة سمحت بالتعامل مع معظم إصابات الكلى بدون جراحة، إذ يمكن علاج العديد من الإصابات الخطيرة بتقنيات بسيطة مثل التنظير. إحدى الطرق الحديثة هي التصميم باستعمال القثطرة الوعائية، ويمكن باستخدام هذه الطريقة الوصول إلى شرايين الكلى من خلال الأوعية الدموية الكبيرة في الفخذ لوقف النزيف.

قبل تقديم العلاج المناسب يجري الطبيب اختبارات لتشخيص الحالة واستبعاد المضاعفات الصحية الأخرى. يمكن بعد ذلك إجراء اختبارات التصوير لاستبعاد حدوث نزيف داخلي وإصابات أخرى، مثل:

  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الطبقي المحوري المقطعي.

المراقبة بعد العلاج

أكثر المشاكل شيوعًا بعد العلاج هي تسرب البول أو النزيف، ويمكن علاجها باستخدام التنظير للوصول إلى المسالك البولية أو التصميم الوعائي. إذا فشلت هذه الطرق، فقد تكون هناك حاجة لعملية جراحية. هناك مشكلة أخرى تتمثل في حدوث “خراج” حول الكلية. يتم علاج ذلك عن طريق تصريف القيح بأنبوب يوضع ضمن الخراج. في بعض الأحيان تكون الجراحة ضرورية لتصريف الخراج.

يصاب بعض المرضى بارتفاع ضغط الدم بعد إصابات الكلى الشديدة، ويمكن علاجها بالأدوية عادة.

تُعد رضوض الكلية من الإصابات الخطيرة التي تتطلب غالبًا عناية طبية فورية، إذا كانت الإصابة طفيفة قد يستغرق الأمر ما يصل إلى أسبوعين حتى تلتئم الكدمات من تلقاء نفسها، وحتى مع وجود أعراض خفيفة، يمكن أن تتطور إصابات الكلى إلى مضاعفات خطيرة وقد تسبب نزيفًا داخليًا.

إذا تعرض الشخص لحادث أدى إلى إصابة الظهر أو البطن، فيجب الاتصال بالطبيب لمناقشة صحة الكلى. على الرغم من أن كدمات الكلى يمكن أن تلتئم من تلقاء نفسها، إلا أن المراقبة الطبية مهمة لضمان عدم حدوث مشكلات أخرى.

المصدر: 1

Loading spinner
Share your love