كيف أرجع الشغف إلى حياتي؟

من السهل أن يفقد الشخص ذلك البريق الذي كان يحمله عند بداية عمله أو القيام بأمر كان يحبه في حياته، قد يكون فقدان الشغف بشيء كان الشخص يستمتع بالقيام به سابقًا تجربة محبطة، ومحاولة إعادة الشغف لحياة الشخص الذي فقده أمر صعب ولكنه ليس مستحيلًا.

تصبح بعض المشاعر جزءًا من هوية الإنسان محفورة في كيانه وهويته وشعوره بالذات، لذلك بمجرد أن يتلاشى الشغف قد يبدأ الشخص بالذعر، وقد يشعر بالقلق أو الاكتئاب العميق عند عدم قدرته على القيام بالشيء الذي كان يحبه، ولكن إعادة الشغف للحياة من الأمور التي يجب على كل شخص محاولة القيام بها رغم صعوبتها.

هل فقدان الشغف مرض؟

في الواقع نعم، في المراجع الطبية الحديثة في علم النفس يُصنف فقدان الشغف على أنه مرض نفسي تحت مسمى اللامبالاة (Apathy)، من الناحية الطبية يعد مرض اللامبالاة نقص في النشاط الموجه نحو هدف ما، كما يظهر على أنه نقص في الاهتمام والتعبير العاطفي.

يمكن أن تكون اللامبالاة في بعض الحالات أحد أعراض أو مضاعفات بعض الأمراض العصبية مثل: مرض الزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية، على الرغم من عدم وجود علاج مباشر للامبالاة أو فقدان الشغف، إلا أن بعض الأدوية قد تحسن من حالة الشخص المصاب.

اقرأ أيضًا: لهذه الأسباب عليك علاج القلق

ما هي أعراض فقدان الشغف؟

يوجد بعض الأعراض المميزة للامبالاة أو فقدان الشغف في الحياة وهي:

  • التراجع أو الانسحاب من القيام بالهوايات أو العمل أو قضاء الوقت مع الأحبة، ومع ذلك يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشغف يستمتعون بقضاء الوقت مع أحبائهم إذا تم دفعهم أو إقناعهم بالقيام بذلك.
  • عدم القلق من انسحابهم من الأنشطة التي اعتادوا الاستمتاع بها، لكن من المرجح أن يلاحظ أفراد الأسرة والأحبة التغيير في سلوكهم مما يثير قلقهم على الشخص المصاب.
  • الاعتماد على الآخرين لمساعدتهم على أداء الأنشطة اليومية، ولا يرجع هذا الأمر لافتقارهم القدرة العقلية أو الجسدية لأداء هذه المهام، بل لأنهم يفتقرون إلى الحافز الذاتي للقيام بها مثل: تنظيف أسنانهم أو دفع الفواتير.
  • انخفاض أو نقص في التعبير عن المشاعر الإيجابية والسلبية، قد لا يشعرون بمشاعر قوية أو قد لا يتفاعلون عاطفيًا مع المواقف العادية كما هو متوقع منهم.

هل فقدان الشغف شكل من أشكال الاكتئاب؟

يمكن أن يسبب فقدان الشغف الإصابة بالإكتئاب، لكن مرض الإكتئاب مرض أوسع ويشمل حالات عديدة ومختلفة، لا يشعر الأشخاص المصابون بفقدان الشغف بمشاعر سيئة أو يعانون من حالة نفسية متدنية أو حزن كما هو في الاكتئاب، لكن يمكن لأي شخص أن يعاني من الاكتئاب إذا كان مصابًا بفقدان الشغف.

ما هي أسباب فقدان الشغف؟

فقدان الشغف قد يكون أمرًا طبيعيًا في العديد من الحالات لكن ليس أغلبها، فقدان الشغف في الحياة أمر طبيعي وقد يصيب العديد من الناس من حين لآخر ولكن قد يكون هناك أسباب طبية في الحالات المزمنة، قد ينتج فقدان الشغف عن:

  • تلف بعض أجزاء الدماغ.
  • عرض من أعراض الزهايمر المبكر.
  • الإصابة بمرض باركنسون.
  • حدوث سكتة دماغية.
  • المرور بصدمة نفسية.
  • التعرض لضغوط في المنزل والعمل أدت لانسحاب شديد من الحياة.

يجدر الإشارة إلى أن بعض الحالات النفسية مثل: اضطرابات المزاج واضطراب ما بعد الصدمة قد تؤدي إلى نوبات خفيفة أو قصيرة من فقدان الشغف. [1]

هل يوجد علاج لفقدان الشغف؟

لا يوجد علاج سريع لفقدان الشغف، ولكن هذا لا يعني أن إعادة الشغف للحياة أمر مستحيل، تتضمن الحلول المتعلقة بعلاج فقدان الشغف أو اللامبالاة ما يلي:

العلاج بالأدوية

  • مثبطات الكولينستيراز: قد تساعد في تحسين الحالة النفسية للمريض وإعادة الشغف للحياة لدى بعض المرضى.
  • المنشطات: تشير الدراسات إلى أن الأدوية المنشطة كالميثيل فينيديت كان لها بعض الآثار الإيجابية لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشغف في حالة مرض الزهايمر والخرف الوعائي ومرض باركنسون والخرف الجبهي الصدغي.
  • مضادات الاكتئاب: قد تساعد مضادات الاكتئاب العديد من الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشغف المرتبط بالإكتئاب، ومع ذلك يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تزيد من حالة اللامبالاة.

تثقيف الأسرة والأحبة

يعد هذا الأمر مهمًا لدى الأشخاص الذين يملكون أحبة وأهل يهتمون بهم ويحبونهم، فالأهل والأحباب قد يصبحون العلاج الأول والأفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشغف، يجب على أفراد الأسرة والأصدقاء القيام بما يلي:

  • التعرف وفهم مرض فقدان الشغف أو اللامبالاة، وأن الشخص الذي يحبونه لا يستطيع السيطرة عليه.
  • بدء الأنشطة نيابةً عن الشخص الذي يحبونه، وتشجيعه على المشاركة في هذه الأنشطة بشكل ودي وإيجابي وداعم.
  • الحفاظ على روتين منتظم من الأنشطة والحديث مع الشخص الذي يحبونه، وعدم تركه عرضة للأفكار السلبية التي قد تترافق مع فقدان الشغف.

إذا لاحظ أحد الأصدقاء أو أفراد الأسرة تغييرًا في سلوك الشخص الذي يحبونه مثل: انخفاض أو نقص التعبير العاطفي أو الانسحاب من الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا، فيجب عليهم تشجيعهم على زيارة الطبيب النفسي لأن الشخص الذي فقد الشغف يميل لعدم الاكتراث لحالته الصحية والنفسية، وقد يكون فقدان الشغف أو اللامبالاة علامة أو نتيجة لمرض خطير.

اقرأ أيضًا: علاج الأرق عند الأطفال

إذا كنت تشعر بأنك قد فقدت الشغف في حياتك ولا قيمة بعد الأن لأي أمر تقوم به، فيجب عليك أن تعلم بأنك مخطئ، ففقدان الشغف يمكن أن يكون حدثًا عابرًا في حياتك، وهو أمر طبيعي في حياة كل إنسان، ولكن إذا أحسست أنك تعاني من فقدان شغف مزمن فالأفضل مراجعة الطبيب. [2]

 يمكنك أن تحاول إرجاع الشغف للحياة التي تعيشها فلم يفت الأوان بعد. حمل تطبيق كيورا، واستشر طبيبًا. 

المراجع

[1] Apathy, my.clevelandclinic.org, retrieved 17/5/2023.

[2] Understanding Apathy, or Lack of Emotion, www.healthline.com, retrieved 18/5/2023.

Loading spinner
Share your love