عند الحمل أو التخطيط لإنجاب الأطفال، تبدأ العديد من النساء اللواتي أجرين عملية تكبير الثدي في طرح الأسئلة حول إمكانية إرضاع الطفل طبيعيًا. وعلى الرغم من كثرة المخاوف بشأن هذا الموضوع، إلا أن الإجابة في كثير من الأحيان تكون نعم. وفي هذا المقال سنتحدث عن تأثير عملية تكبير الثدي على الرضاعة الطبيعية، وسنقدم بعض النصائح التي تساعد الأمهات على زيادة إنتاج كمية الحليب من الثدي.
المحتويات
الرضاعة الطبيعية بعد عملية تكبير الثدي
تستطيع معظم النساء اللواتي أجرين عملية تكبير الثدي إرضاع أطفالهن، على الرغم من وجود بعض الحالات الاستثنائية، وتعتمد القدرة على الإرضاع الطبيعي على حالة الثدي قبل العمل الجراحي وعلى نوع الشق المستخدم أثناء العملية الجراحية، ومن الممكن أن تؤثر عملية تكبير الثدي على كمية الحليب الذي ينتجه الثدي، ولكن في بعض الحالات، لا تتأثر كمية الحليب نهائيًا.
قد تقلق النساء أيضًا بشأن تأثير الرضاعة الطبيعية على عملية تكبير الثدي. فمن الطبيعي أن يتغير شكل وحجم الثدي أثناء الحمل وبعد الرضاعة الطبيعية، ورغم أن الرضاعة الطبيعية لا تؤثر على المادة التي يتم وضعها داخل الثدي أثناء عملية التكبير، ولكن قد يتغير حجم وشكل الثدي نفسه بعد الرضاعة الطبيعية.
تأثير عملية تكبير الثدي على الرضاعة الطبيعية
عادةً ما يتم وضع المادة المستخدمة في عملية تكبير الثدي خلف الغدد المنتجة للحليب أو تحت عضلات الصدر، وهذا لا يؤثر على إنتاج الحليب نهائيًا، ولكن قد يؤثر مكان وعمق الشق المستخدم في العملية الجراحية على القدرة على الرضاعة الطبيعية، وتمتلك الجراحات التي تحافظ على سلامة حلمة الثدي أقل احتمالية أن تسبب مشاكل تؤثر على الرضاعة الطبيعية.
تلعب الأعصاب الموجودة حول حلمة الثدي دورًا مهمًا في الرضاعة الطبيعية، لأن تنبيهًا يؤدي لزيادة مستويات هرمونات البرولاكتين والأوكسيتوسين (هذه الهرمونات ضرورية لإنتاج الحليب والرضاعة الطبيعية)، ولذلك عندما تتأذى أعصاب حلمة الثدي خلال العملية الجراحية، يؤثر هذا على الإحساس ويسبب العديد من المشاكل أثناء الرضاعة الطبيعية. يقلل الشق الجراحي الذي يكون تحت الثدي أو من الجانب عند الإبط من هذه المشاكل.
هل الرضاعة الطبيعية آمنة بعد عملية تكبير الثدي؟
وفقًا للجمعية الأمريكية لطب الأطفال لم تكن هناك حالات أو تقارير عن حدوث مشاكل عند الأطفال أو الأمهات اللواتي استخدمن السيليكون في عملية تكبير الثدي عند الإرضاع الطبيعي، ولم يلاحظ زيادة في مستويات السيليكون في حليب الثدي. أظهرت دراسة أُجريت عام 2007 لقياس مستويات السيليكون داخل حليب الأم، عدم وجود أي ارتفاع في مستويات السيليكون داخل حليب الأمهات اللاتي أجرين عملية تكبير الثدي (السيليكون هو المادة التي يتم وضعها داخل الثدي عند إجراء عملية التكبير). كما أنه لا توجد أي أدلة على زيادة خطورة حدوث التشوهات الولادية لأطفال الأمهات اللاتي أجرين عملية تكبير للثدي.
هناك بعض المخاطر أو المشاكل التي يمكن أن تحدث بعد عملية تكبير الثدي وهي:
- قد تحتاج بعض النساء إلى إجراء عملية ثانية لتصحيح الشكل أو لإزالة المادة المستخدمة في عملية التكبير.
- صغر حجم الثدي، بسبب الندبة الناتجة عن الشق الجراحي.
- تغيرات في الإحساس بحلمة الثدي.
- ألم في الثدي.
- تمزق وانتشار المادة المستخدمة في عملية التكبير داخل الثدي.
نصائح للإرضاع الطبيعي
من الطرق التي يمكن للأم القيام بها للمساعدة على زيادة إنتاج الحليب ومساعدة طفلها على الحصول على كامل التغذية التي يحتاجها، وسنذكر الآن بعض النصائح لمساعدة الأم على الرضاعة الطبيعية مع عملية تكبير الثدي:
إرضاع الطفل بشكل متكرر
يساعد إرضاع الطفل من 8 إلى 10 مرات في اليوم على الحفاظ على معدل إنتاج الحليب من الثدي، لأن الإرضاع المتكرر يحفز الجسم على إنتاج وإفراز الحليب، وكلما زاد عدد مرات الرضاعة الطبيعية من الثدي، كلما زاد الحليب الذي ينتجه الجسم، حتى لو لم تستطع الأم إنتاج إلا كميات قليلة من الحليب، فهي لا تزال تزود طفلها بالأضداد والأغذية التي تدعم جهازه المناعي وتساعده على النمو بشكل صحي. ويمكن للرضاعة الطبيعية من كلا الثديين أيضًا أن تزيد من كمية الحليب.
تفريغ الثدي بانتظام
يلعب تفريغ الثدي دورًا مهمًا في إنتاج الحليب. فيجب على الأم أن تحاول إفراغ الثدي من خلال استخدام مضخة خاصة للثدي أو شفط الحليب يدويًا بعد الرضاعة لزيادة إنتاج الحليب. فقد وجدت دراسة أجريت عام 2012 أن شفط كلا الثديين في نفس الوقت يؤدي إلى زيادة إنتاج الحليب. ويساعد أيضًا في زيادة عدد السعرات الحرارية والدهون في حليب الأم. ويمكن أيضًا شفط الحليب بواسطة المضخة وتخزينه في زجاجة لإطعام الطفل لاحقًا.
تجربة مواد عشبية تحفز إنتاج الحليب
هناك بعض الأعشاب التي يُعتقد أنها تساعد على زيادة إنتاج حليب الثدي بشكل طبيعي مثل:
- الشمرة
- نبات حليب الشوك
- نبات الحلبة
هناك نقص في الأدلة العلمية التي تدعم فعالية الأعشاب المحفزة لإنتاج الحليب. ولكن وجدت بعض الدراسات أن نبات الحلبة يساعد في زيادة إنتاج الحليب. تستخدم بعض النساء أيضًا ما يعرف ببسكويت إنتاج الحليب. وهو عبارة عن بسكويت يمكن شراؤه عبر الإنترنت أو صنعه في المنزل لمحاولة زيادة إنتاج الحليب. وغالبًا ما يتكون بسكويت زيادة إنتاج الحليب من:
- الشوفان غير المطحون
- بذور الكتان
- خميرة البيرة
- أعشاب محفزة لإنتاج الحليب
حاليًا الأبحاث محدودة حول فعالية هذا البسكويت في زيادة إنتاج الحليب. ولم يتم دراسة سلامة هذه المواد عند تناولها من قبل الأطفال الرضع.
تغذية الطفل بالأطعمة البديلة لحليب الرضاعة الطبيعية
إذا كانت الأم تنتج كمية قليلة من الحليب، فيمكنها التحدث إلى طبيب الأطفال، وتأخذ بنصيحته حول تكملة غذاء الطفل بالأطعمة البديلة لحليب الرضاعة الطبيعية. ويجب أن تبحث الأم عن العلامات التي تدل على أن طفلها يحصل على ما يكفي من الحليب، مثل:
- مص الطفل لحلمة الثدي ببطء وقوة أثناء الرضاعة.
- أن يبلل الطفل حفاضه بالبول لست مرات يوميًا.
- تحول البراز من اللون الأسود والقاسي إلى اللون الأصفر والطري.
يعد وزن الطفل أيضًا مؤشرًا آخر على أن الطفل يحصل على كمية كافية من الحليب أم لا. ويفقد معظم الأطفال حوالي 7 إلى 10% من وزنهم في أول يومين إلى أربعة أيام من حياتهم قبل أن يبدأ وزنهم بالزيادة. وإذا كانت الأم قلقة بشأن كمية الحليب، تستطيع استشارة طبيب الأطفال.