أورام الدماغ: أنواعها، تشخيصها، علاجها

تتعدد أنواع الأورام التي قد تصيب الدماغ، فما هي؟ وكيف يتم تشخيصها؟

تتنوع أورام الدماغ وتختلف سرعة انتشارها ومعدل نموها بشكل كبير، وعادة ما تتم دراسة أورام الدماغ بشكل منفصل عند الأطفال والبالغين، ففي حين تشكل أورام الدماغ 1% من فقط من الأورام عند البالغين، تعتبر ثاني أشيع ورم عند الأطفال وتشكل بمفردها 25% من مجموع الأورام عند الأطفال.

يمكن أن تنشأ أورام الدماغ من خلايا الدماغ نفسه وتسمى أورامًا أولية، أو قد تنشأ في أجزاء أخرى من الجسم ثم تنتشر إلى الدماغ وتسمى أورامًا ثانوية (نقائل). تتنوع الأعراض والتأثيرات التي تسببها أورام الدماغ، ويختلف العلاج حسب نوع الورم وحجمه وموقعه، وتجدر الإشارة إلى أن احتمال إصابة الإنسان بأورام الدماغ خلال كامل حياته 1% تقريبًا.

أعراض أورام الدماغ وطرق تشخيصها

تكون أورام الدماغ غير عرضية في مراحلها المبكرة، ومع ازدياد حجم الورم وضغطه على البنى العصبية المجاورة تظهر العديد من الأعراض الهامة، ومن أهمها:

  • صداع مترقي يزداد مع مرور الوقت.
  • نوبات صرع.
  • تشوش رؤية أو عمى.
  • اضطرابات شمية أو ذوقية.
  • اضطرابات في السمع والتوازن.
  • خدر وتنميل في الوجه والأطراف.
  • اضطرابات معرفية وإدراكية ونفسية.

إذا اشتبه الطبيب من خلال الأعراض السابقة أن المريض مصاب بورم دماغي، فيوصي بمجموعة من الإجراءات والاختبارات، ومن أهمها:

  • الفحص العصبي: يشمل الفحص العصبي اختبارات الرؤية والسمع والتوازن والتنسيق والقوة والمنعكسات. قد تشير شذوذات الفحص العصبي إلى المنطقة المصابة بالورم الدماغي.
  • اختبارات التصوير: يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بشكل شائع للمساعدة في تشخيص أورام الدماغ، وفي بعض الأحيان يتم حقن مادة ظليلة عبر الوريد أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي. قد يساعد التصوير بالأنواع المختلفة للرنين المغناطيسي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والرنين المغناطيسي بتقنية الانتشار والتحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي الطبيب على تقييم الورم والتخطيط للعلاج. في بعض الأحيان وفي مواقف معينة يوصى بإجراء اختبارات تصويرية أخرى، مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
  • الخزعة: يمكن إجراء الخزعة كجزء من عملية جراحية لإزالة الورم أو يمكن أخذها عبر إبرة دقيقة من نوع خاص. يفضل الأطباء إجراء الخزعة عبر إبرة لأورام الدماغ الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها أو المناطق الحساسة جدًا في الدماغ التي قد تتأذى عند إجراء عمليات جراحية واسعة عليها. يتم إدخال إبرة رفيعة من خلال ثقب خاص، وتُؤخذ عينة من الأنسجة باستخدام الإبرة التي تُوجه في كثير من الأحيان بواسطة التصوير بـ MRI أو CT، وبعدها تُفحص الخزعة تحت المجهر لتحديد فيما إذا كانت حميدة أم خبيثة. توفر الفحوصات المخبرية المعقدة التي يتم إجراؤها على العينة النسيجية المدروسة معلومات هامة حول التشخيص وخيارات العلاج.

أنواع أورام الدماغ

هناك نوعان أساسيان من الأورام الدماغية: الأورام الأولية والأورام الثانوية. توجد أنواع مختلفة من أورام الدماغ الأولية، وكل ورم من الأورام الأولية ينشأ عن نوع معين من الخلايا، وأهم هذه الأنواع:

  • الأورام الدبقية: تنشأ هذه الأورام على حساب الدماغ أو النخاع الشوكي وتشمل الورم النجمي وورم البطانة العصبية وورم الأرومة الدبقية والورم قليل الخلايا والورم الدبقي قليل التغصنات.
  • الأورام السحائية: تنشأ الأورام السحائية من الأغشية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (السحايا). ومعظم الأورام السحائية غير خبيثة.
  • ورم العصب السمعي: يتطور هذا الورم الحميد على حساب الأعصاب التي تتحكم بالتوازن والسمع، والتي تصل الأذن الداخلية بالدماغ.
  • أورام الغدة النخامية: تنشأ هذه الأورام على حساب الغدة النخامية في قاعدة الدماغ. ومن الممكن لهذه الأورام أن تُحدث اضطرابات في إفراز هرمونات الغدة النخامية، ما يؤدي إلى تأثيرات مختلفة على جميع أعضاء الجسم.
  • أورام الأرومة النخامية: تشيع هذه الأورام الخبيثة عند الأطفال، على الرغم من إمكانية حدوثها في أي عمر. ينشأ ورم الأرومة النخامية من الجزء الخلفي السفلي من الدماغ ويميل إلى الانتشار عبر السائل الدماغي الشوكي.
  • أورام الخلايا الجنسية: من الممكن أن تتطور أورام الخلايا الجنسية خلال مرحلة الطفولة عند تشكل الخصيتين أو المبيضين. ولكن في بعض الأحيان قد تصيب هذه الأورام أجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ.
  • الأورام القحفية البلعومية: تنشأ هذه الأورام النادرة بالقرب من الغدة النخامية التي تفرز هرمونات تتحكم بالعديد من وظائف الجسم. وكلما ازداد حجم الورم القحفي البلعومي ببطء، ازدادت الأعراض التي يسببها نتيجة الضغط على الغدة النخامية والبنى المجاورة في الدماغ.

أما الأورام الثانوية التي تنشأ من مكان مختلف من الجسم ثم تنتشر إلى الدماغ. فغالبًا ما تحدث عند الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان من قبل. ونادرًا ما تكون النقائل الدماغية هي العلامة الأولى على وجود سرطان في مكان آخر من الجسم. عند البالغين تكون أورام الدماغ الثانوية أكثر شيوعًا من الأورام الأولية، فأي نوع من أنواع السرطان يستطيع الانتشار إلى الدماغ، ولكن الأنواع الأكثر شيوعًا هي:

  • سرطان الثدي.
  • سرطان القولون.
  • سرطان الكلى.
  • سرطان الرئة.
  • الميلانوما.

علاج أورام الدماغ

يعتمد علاج الأورام الدماغية على نوع الورم وحجمه وموقعه، بالإضافة إلى صحة الشخص العامة ورغباته، ومن أهم طرق علاج أورام الدماغ المتوفرة حاليًا:

الجراحة

إذا كان الورم الدماغي موجودًا في مكان يسهل الوصول إليه جراحيًا، فسيعمل الجرَّاح على إزالة أكبر قدر ممكن من الورم بأمان. بعض الأورام صغيرة وسهلة الفصل عن الأنسجة المحيطة، ما يجعل الاستئصال الجراحي الكامل ممكنًا، ولكن هناك أورامٌ أخرى لا يمكن فصلها عن الأنسجة المجاورة أو تقع بالقرب من مناطق حساسة جدًا في الدماغ، ما يجعل الجراحة محفوفة بالمخاطر. في هذه الحالات يقوم الطبيب بإزالة أكبر قدر ممكن من الورم، أو حتى إزالة جزء من الورم يساعد في تقليل علامات وأعراض الورم.

المعالجة الشعاعية

يستخدم الأطباء في المعالجة الشعاعية حزمات عالية الطاقة مثل الأشعة السينية أو البروتونات لقتل الخلايا السرطانية، ويمكن تركيز حزمة الإشعاع الخارجي على المنطقة الدماغية التي يتواجد فيها الورم، أو تطبق على كامل الدماغ (التشعيع الكامل للدماغ). وغالبًا ما يستخدم التشعيع الكامل للدماغ لعلاج النقائل التي تنتشر إلى الدماغ من أجزاء أخرى من الجسم وتشكل أورامًا متعددة.

المعالجة الكيميائية

تستخدم أدوية العلاج الكيميائي لقتل الخلايا السرطانية وذلك إما عن طريق الفم بشكل أقراص أو حقنًا عبر الوريد. أكثر الأدوية استخدامًا في علاج أورام الدماغ هو تيموزولوميد (تيمودار). ومن الممكن استخدام أدوية كيميائية أخرى بحسب نوع الورم.

تحدد الاختبارات النسيجية المختلفة على خلايا الورم فيما ما إذا كان العلاج الكيميائي نافعًا أم لا. وكما يفيد معرفة نوع الورم الدماغي في تحديد إمكانية استخدام العلاج الكيميائي وفوائده المحتملة.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love