ينشأ سرطان المثانة عندما تبدأ خلايا الطبقة الداخلية لها بالتكاثر بصورة غير طبيعية وخارجة عن السيطرة، حتى تُشكل كتلة ورمية ضمن المثانة، من ثم تبدأ بالانتشار نحو الخارج إلى الأعضاء المجاورة. يعد سرطان المثانة أشيع أنواع السرطانات في الجهاز البولي، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال مقارنة بالنساء، إذ يعد رابع أشيع سرطان يصيب الرجال. نتحدث في هذا المقال عن سرطان المثانة، وأعراضه، وأسبابه، وطرق التشخيص والعلاج.
المحتويات
أعراض سرطان المثانة
يعد خروج الدم مع البول (البيلة الدموية) غير المؤلمة أكثر أعراض سرطان المثانة شيوعًا. وتتضمن الأعراض الأخرى التي قد تشير لوجود سرطان مثانة الشعور المستمر بالتعب، وضعف الشهية، وفقدان الوزن، والألم العظمي، لكن هذه الأعراض تظهر أكثر عند المرضى في المراحل المتقدمة. بالمجمل يجب الانتباه وزيارة الطبيب عند ظهور أي من الأعراض التالية:
- خروج دم مع البول.
- ألم أثناء التبول.
- التبول المتكرر والحاجة المستمرة للتبول.
- التبول اللاإرادي (السلس البولي).
- الإحساس بالألم بطني أو أسفل الظهر.
عوامل الخطر لسرطان المثانة
يزيد عامل الخطر من احتمال الإصابة بالسرطان، لكنه لا يعني حتمية الإصابة. بعض الأشخاص يملكون عدة عوامل للخطر، مع هذا لا يصابون بالسرطان، بينما يصاب آخرون رغم امتلاكهم عددًا قليلًا منها. تتضمن أهم العوامل المؤهبة للإصابة بسرطان المثانة:
- التدخين: التدخين أهم عامل مؤهب لسرطان المثانة. إذ يزداد احتمال الإصابة بسرطان المثانة ثلاثة أضعاف عند الأشخاص المدخنين مقارنة بغير المدخنين. ويعد التدخين المسبب الرئيسي لأكثر من نصف حالات سرطان المثانة.
- التعرض للمواد الكيميائية: أثبتت الدراسات وجود ارتباط بين التعرض لبعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعات الصبغية مع الإصابة بسرطان المثانة. يطلق على هذه المركبات اسم الأمينات العطرية، ومن أهمها مركب البنزيدين Benzidine.
- التعرض للزرنيخ: يزيد التعرض للزرنيخ من خطر الإصابة بسرطان المثانة، وتختلف درجة التعرض له من مكان إلى آخر حول العالم.
- عدم شرب كمية كافية من السوائل: ينخفض خطر الإصابة بسرطان المثانة عند الأشخاص الذين يشربون كمية كافية من السوائل. قد يعود السبب في ذلك إلى تسهيل خروج المواد الكيميائية من المثانة مع التبول المتكرر.
- العرق والعمر والجنس: يزداد خطر الإصابة بسرطان المثانة عند الأشخاص ذوي البشرة البيضاء مقارنة بالأشخاص من ذوي الأصول الأفريقية أو الآسيوية، ويزداد خطر الإصابة أيضًا مع التقدم في العمر، إذ يصيب خصوصًا الأشخاص الأكبر من 55 سنة. أيضًا يصيب سرطان المثانة الرجال بصورة أشيع من النساء.
- العدوى المزمنة والتهيج المستمر: تزيد كل من العدوى الجرثومية في المثانة، وحصيات الكلى والمثانة، وقسطرة المثانة التي تترك لفترة طويلة، وجميع الأسباب التي تؤدي إلى تهيج المثانة المزمن من خطر الإصابة بسرطان المثانة. أيضًا يزداد خطر تطور سرطان المثانة مع الإصابة بداء البلهارسيا، وهو ما يفسر شيوع سرطان المثانة بشكل كبير في مصر بسبب انتشار الإصابة بالبلهارسيا.
- عوامل أخرى: الإصابة السابقة بالسرطان وخصوصًا سرطان الجهاز البولي، تشوهات المثانة الولادية، العوامل الوراثية، العلاج الشعاعي السابق للحوض.
التشخيص
غالبا ما يتم تشخيص سرطان المثانة في مراحله الباكرة، عندما يكون ورمًا صغيرًا في جدار المثانة، ولم ينتشر بعد إلى الأعضاء المجاورة، ويزيد الكشف المبكر عن السرطان في مراحله الأولى من فعالية العلاج والشفاء. تتضمن الفحوص المستخدمة في الكشف عن سرطان المثانة، وتشخيصه:
- تحليل البول: يستخدم تحليل البول في الكشف عن وجود الدم في البول. تكون كمية الدم في البول في بعض الأحيان صغيرة وبسيطة لا تسبب تغيرًا في مظهر البول ولا يمكن كشفها إلا عبر التحليل المجهري للبول، بينما تكون الكمية في بعض الأحيان كبيرة تغير من لون البول نحو البرتقالي، أو الزهري، أو الأحمر الغامق اعتمادًا على كمية الدم الموجودة. لا يكون وجود الدم في البول دليلًا على سرطان المثانة، إذ تسبب الكثير من الأمراض البيلة الدموية، إنما يساعد الفحص على التوجه نحو التشخيص الصحيح.
- الفحص الخلوي للبول: يستخدم هذا الاختبار لدراسة طبيعة الخلايا الموجودة في البول تحت المجهر. قد يكشف الفحص الخلوي للبول عن وجود خلايا سرطانية في بعض الأحيان، لكن مع هذا لا يعد من الاختبارات عالية الدقة.
- معايرة الواسمات الورمية: الواسمات الورمية هي مركبات كيميائية تنتجها الخلايا السرطانية، تختلف هذه الواسمات من سرطان لآخر، ويمكن قياس تركيزها في البول والدم، ومن ثم الاستدلال على وجود السرطان. لا يخضع جميع المرضى لاختبار الواسمات الورمية، وإنما يستخدم فقط عند الأشخاص عاليي الخطورة للإصابة بسرطان المثانة، وتظهر عليهم أعراض عديدة توجه نحو التشخيص.
- تنظير المثانة: يسمح للطبيب برؤية جوف المثانة من الداخل، وتقييم وجود كتل ورمية، والحصول على عينة من نسيج المثانة (الخزعة) لدراسته فيما بعد.
العلاج
توجد عدة خيارات لعلاج سرطان المثانة، وغالبًا ما يتم مشاركة أكثر من خيار علاجي عادة. يعتمد العلاج المستخدم على مرحلة السرطان وقت التشخيص، وعمر المريض، ونوع السرطان. وتتضمن الخيارات العلاجية:
- العلاج الجراحي: عند تشخيص سرطان المثانة في مرحلة باكرة، غالبًا ما يكون العلاج تجريف ورم المثانة عبر الإحليل TURBT، بينما يستطب استئصال المثانة الكامل في المراحل المتقدمة من المرض.
- العلاج الكيميائي: يعطى العلاج الكيميائي إما مباشرة ضمن المثانة أو عبر الوريد. يستخدم العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتصغير حجم الورم، وللقضاء على أي خلايا سرطانية متبقية.
- العلاج الشعاعي: يعطى العلاج الشعاعي عادة إلى جانب العلاج الكيميائي لتعزيز الآثار العلاجية لكل منهما.
- العلاج المناعي: يهدف العلاج المناعي لتحريض الخلايا المناعية الخاصة بالمريض على مهاجمة الخلايا الورمية والقضاء عليها، وهو من العلاجات الشائعة لسرطان المثانة.
يمكن من خلال العلاجات السابقة تحقيق نتائج ممتازة خصوصًا إذا كان الورم في مراحله الأولى، والجدير بالذكر أن معدلات النجاح في علاج سرطان المثانة قد ارتفعت بشكل كبير في جميع أنحاء العالم بفضل التشخيص المبكر والعلاج الفعال.