كل ما تحتاج معرفته عن اضطراب ثنائي القطب

يصيب اضطراب ثنائي القطب نحو 5.7 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، لكن ما أعراضه وكيف يمكن علاجه؟

يعد اضطراب ثنائي القطب مرضًا نفسيًا يتصف بتقلبات شديدة في المزاج تتراوح بين حالتي الفرح الشديد والاكتئاب، ويترافق أيضًا بتغيرات في النوم والشهية للطعام والتفكير والسلوك. يُعرف اضطراب ثنائي القطب أيضًا باسم الاكتئاب الهوسي. تختلف أعراض اضطراب ثنائي القطب وآثاره من شخص لآخر، ولكن مع العلاج المناسب يمكن أن يعيش الشخص الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب حياة صحية ومنتجة. سنتحدث في هذا المقال عن انتشار اضطراب ثنائي القطب، وأعراضه، وأنواعه، وطرق علاجه.

معدلات الانتشار

يصيب اضطراب ثنائي القطب نحو 5.7 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها وفقًا لإحصائيات المؤسسة الوطنية للصحة النفسية. يبلغ العمر الوسطي لتشخيص اضطراب ثنائي القطب 25 سنة، لكن من الممكن أن يبدأ المرض بعمرٍ مبكرٍ في الطفولة أو حتى في العقد الرابع أو الخامس من العمر. يصيب اضطراب ثنائي القطب الذكور والإناث بصورة متساوية، ولا يختلف انتشاره بين المجموعات العرقية أو العمرية أو الاجتماعية. يملك نحو ثلثي المرضى المصابين باضطراب ثنائي القطب شخصًا واحدًا على الأقل في عائلتهم مصابًا بالاضطراب نفسه أو بالاكتئاب، ما يؤكد على الطبيعة الوراثية التي ينتقل من خلالها المرض.

أعراض وعلامات اضطراب ثنائي القطب

يمر الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب بفترات يشعر فيها بمشاعر شديدة إيجابية أو سلبية، يرافقها تغيرات في نمط النوم، والنشاط الفيزيائي، والسلوك. تسمى هذه الفترات بالنوب. ويكون الشخص بين هذه النوب طبيعيًّا. قد تحدث هذه النوب كل يوم وتستمر أغلب اليوم، وقد تستمر لعدة أيام أو حتى أسبوع أو أكثر. تُقسم النوب في اضطراب ثنائي القطب إلى ثلاثة أنواع:

  1. نوبات الاكتئاب: يشعر فيها الشخص بالحزن الشديد، والإحباط، ويملك أفكارًا عن الموت والانتحار، وينام لفتراتٍ طويلةٍ، ويكون نشاطه الفيزيائي ضعيفًا عادة، ولا يملك رغبة في الكلام أو ممارسة أي نشاطات سواء بمفرده أو مع الآخرين. وتزداد شهيته للطعام ويبدأ بكسب الوزن.
  2. نوبات الهوس: يشعر فيها الشخص بالسعادة البالغة والطاقة أو بالعصبية والحساسية، وتنخفض فيها الرغبة في النوم، وتقل الشهية للطعام، ويتحدث بسرعة وعن الكثير من الأفكار، ويشعر وكأن سيلًا من الأفكار يجري في عقله، وأنه قادر على فعل الكثير من الأشياء في آنٍ واحد.
  3. نوبات الهوس الصغير: تتشابه نوبات الهوس الصغير مع نوبات الهوس الاعتيادية، لكنها تكون أقل حدة. يشعر الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب بالسعادة، والنشاط للقيام بالواجبات اليومية. ولا يشعر بأي شيء خاطئ في سلوكه، لكن قد ينتبه الأهل والأصدقاء إلى التغيرات المزاجية التي يمر بها المريض بين الاكتئاب والهوس. يمكن أن تتطور نوبات الهوس الصغير نحو نوبات هوس كاملة إذ تُركت من دون علاج مناسب.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

يصنف اضطراب ثنائي القطب إلى ثلاثة أنماط رئيسية تتضمن جميعها تغيرات واضحة في المزاج، والطاقة، ومستوى النشاط الفيزيائي:

  1. اضطراب ثنائي القطب من النمط الأول: يتميز بحدوث نوبات هوسية تستمر على الأقل لمدة 7 أيام، أو تكون النوبات الهوسية شديدة جدًا لدرجة يحتاج فيها المريض عناية فورية في المستشفى. قد تحدث أيضًا نوب اكتئاب تستمر على الأقل لأسبوعين كاملين. ويمكن في بعض الحالات أن تختلط أعراض النوب الاكتئابية والهوسية في ذات الوقت، إذ يشعر المصاب أن لا شيء مهم وكل شيء فارغ، وفي ذات الوقت يملأه النشاط والطاقة.
  2. اضطراب ثنائي القطب من النمط الثاني: تتناوب في هذا النمط نوب الهوس والاكتئاب، لكنها تكون أقل شدة مما يحدث في اضطراب ثنائي القطب من النمط الأول.
  3. اضطراب المزاج الدوري: يحدث في هذا النمط أعراض تشبه ما يحدث في النوبات الهوسية والاكتئابية، وتستمر هذه الأعراض سنتين على الأقل عند البالغين، وسنة كاملة عند الأطفال والمراهقين، لكن شدتها لا تكون كافية لتشخيص اضطراب ثنائي القطب.

التشخيص والعلاج

يعتمد تشخيص اضطراب ثنائي القطب على أعراض المريض بصورة رئيسية، وعلى تاريخه العائلي والمرضي. لا يوجد علاج شافٍ لاضطراب ثنائي القطب، لأنه عبارة عن حالة طبية مزمنة تحتاج إلى تدبير طويل الأمد يشمل الأدوية، والمعالجة النفسية، وتغيير نمط الحياة، وتقديم الرعاية من قبل العائلة والأصدقاء. يعد العلاج الدوائي الطريقة الأهم لتدبير الاضطراب ثنائي القطب، وتتضمن الأدوية المستخدمة:

  • مُعدلات المزاج، مثل: كاربامازيبين ولاموتريجين والليثيوم.
  • الأدوية المضادة للذهان، مثل: كاريبرازين ولورازيدون.
  • الأدوية المضادّة للاكتئاب.
  • الأدوية المضادّة للقلق، أو المنومات مثل البنزوديازيبينات.

تجدر الإشارة إلى أن المريض قد يحتاج بعض الوقت والتجريب حتى يجد مجموعة الأدوية المناسبة له والفعالة تجاه حالته، ويجب الالتزام بالجرعات وطريقة الاستخدام المحددة من قبل الطبيب المشرف على الحالة. يجب أيضًا إعلام الطبيب فيما إذا كانت المريضة حاملًا أو مرضعًا لاختيار الأدوية الآمنة لها ولطفلها.

العلاج النفسي لاضطراب ثنائي القطب

قد يكون العلاج النفسي مفيدًا لمرضى اضطراب ثنائي القطب، وتوجد عدة أنواع من العلاج النفسي تختلف بفائدتها وآلية عملها، ومن أهمها:

  • العلاج الاجتماعي النفسي: تعتمد هذه المعالجة على وضع نظام حياتي من بداية اليوم حتى نهايته تساعد المريض على البقاء في مزاج مستقر.
  • العلاج المعرفي السلوكي: تساعد هذه الطريقة المريض على استبدال العادات السيئة بأخرى إيجابية، وتساعده على التعامل مع القلق والمحرضات السلبية الأخرى للاضطراب وتجنبها.
  • العلاج بالتعليم النفسي: يتضمن التعليم النفسي التوعية باضطراب ثنائي القطب لكل من المريض والعائلة والأفراد المحيطين به، ومساعدتهم على تمييز العلامات المميزة لنوبة الهوس أو الاكتئاب، وأسلوب التعامل مع المريض في أثناء النوبة وخارجها.

يعد اضطراب ثنائي القطب حالةً طبيةً منتشرةً نسبيًا، تحتاج إلى علاج طويل الأمد ورعاية من الأهل والأصدقاء، يستطيع المريض من خلالها ممارسة حياته باستقرار وسعادة، وأن يكون عضوًا منتجًا وفعالًا في المجتمع.

المصادر: 123

Loading spinner
Share your love