ما فائدة العلاج السلوكي المعرفي لعلاج الاكتئاب؟

يمكن لأي شخص أن يشعر بالحزن أو الإرهاق في بعض الأحيان وهذا الأمر طبيعي، أما الاكتئاب فهو الإحساس بالفراغ والحزن وعدم القدرة على الاستمتاع بالأنشطة المفضلة، وغالبًا ما يحدث ذلك دون سبب واضح. 

يختلف الاكتئاب عن الحزن والعواطف الأخرى التي قد يشعر بها الشخص بعد أحداث الحياة الصعبة والصادمة، وبالتالي فإن طريقة علاجه ستكون مختلفة، وأفضل طرق علاج الاكتئاب: هو العلاج السلوكي المعرفي.

ما هو العلاج السلوكي المعرفي؟

العلاج السلوكي المعرفي هو نوع من أنواع العلاج النفسي، يهدف لتعديل أنماط التفكير للمساعدة في تغيير الحالة المزاجية والسلوكيات المرتبطة بالحالة النفسية. يستند هذا العلاج إلى فكرة أن الأفعال أو المشاعر السلبية هي نتائج لمعتقدات أو أفكار مشوهة، لذا يركز على تغيير هذه الأفكار وطريقة التعامل معها، ما يؤدي لتغيير الأفعال والسلوكيات تلقائيًا أيضًا.

يُستخدم هذا النوع من العلاج لمجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك:

  • الاكتئاب الشديد.
  • القلق والأرق.
  • اضطرابات الأكل.
  • اضطراب ما بعد الصدمة.
  • اضطراب الوسواس القهري.
  • الرهاب الاجتماعي.
  • نوبات الذعر.

ما هي عدد جلسات العلاج السلوكي المعرفي؟

في البداية يجب معرفة أن كل حالة أو مشكلة نفسية يعاني منها الفرد هي حالة خاصة، ولذلك فإن المدة التي تحتاجها للعلاج تعود لمدى تفاعلكَ مع نوع العلاج وشخصية معالجك النفسي.

إن العلاج السلوكي المعرفي هو نهج قصير المدى مقارنًة بالأنواع الأخرى من العلاجات التي تتطلب فترة زمنية أطول، وقد تصل إلى عدة أشهر. غالبًا ما يتطلب هذا العلاج ما بين 10 إلى 20 جلسة، ولكن يمكنكَ الاستمرار في زيارة معالجكَ طالما تشعر بأنك بحاجة لذلك. 

توفر جلسات العلاج المعرفي السلوكي فرصًا لتحديد مواقف الحياة التي قد تسبب أو تساهم في زيادة الاكتئاب لديكَ.

كيف يساهم العلاج السلوكي المعرفي في علاج الاكتئاب؟

إذا كنت تعاني من الاكتئاب، فقد يستخدم معالجك النفسي أساليب العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتك في الكشف عن أنماط التفكير غير الصحية وتحديد كيفية تأثيرها على كل من:

  1. مزاجك.
  2. معتقداتك عن نفسك وعن الآخرين.
  3. نظرتك العامة للحياة.

يعمل معالجك النفسي على تقديم الإرشاد والتوجيه من خلال تحديد أنماط التفكير السلبية، وكيفية الاستجابة السلوكية للمواقف الصعبة أو المجهدة التي تسبب لكَ الاكتئاب، ويتضمن العلاج عادةً تطوير طرق بناءة وأكثر توازنًا للاستجابة للضغوط كممارسة التأمل أو كتابة اليوميات، إذ تعمل هذه الاستراتيجيات الجديدة على التأقلم أو التعافي من الاكتئاب والأعراض المرافقة له كالقلق والأرق والعزلة.

ما الأنماط السلبية التي يعالجها العلاج السلوكي المعرفي؟

يمكن أن تؤدي أحداث الحياة الكبرى، مثل: موت أحد الأفراد أو فقدان الوظيفة، إلى الاكتئاب، وغالبًا ما يستمر هذا الاكتئاب على الرغم من تغير الظروف، ويسبب مشاعر شديدة ومزمنة، وقد يؤدي للنتائج التالية:

  • الاستسلام للسلبيات وعدم مواجهتها.
  • رفض التجارب الإيجابية وتجاهلها.
  • ردود أفعال سلبية تلقائية.
  • تضخيم وتقليل أهمية حدث ما.
  • التعميم المفرط، كاستخلاص استنتاجات عامة من حدث واحد.
  • أخذ الأمور على محمل شخصي جدًا أو الشعور بأن جميع الأفعال موجهة إليك.

يمكن للعلاج السلوكي المعرفي تقديم سلسلة من الأساليب الفعالة للتخفيف من حالة الاكتئاب والأعراض المرتبطة بها، وذلك بإشراف المعالج المختص.

ما هي تقنيات العلاج السلوكي المعرفي المستخدمة لعلاج الاكتئاب؟

يتضمن العلاج المعرفي السلوكي استخدام العديد من التقنيات المتنوعة، وفيما يلي بعض الأساليب الأكثر شيوعًا التي تستخدم لعلاج الاكتئاب:

تحديد أهداف ذكية: يطلب المعالج منك وضع أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وواقعية ومحددة زمنياً.

الاستنتاج الإيجابي: يمكن للمعالج أن يساعدك على تعلم تحدي الأفكار السلبية والافتراضات غير الصحيحة التي لديك، سواءً عن نفسك أو عن وضعك الحالي، والنظر إليها بطريقة إيجابية.

كتابة اليوميات: يُطلب منك تدوين المعتقدات السلبية التي تظهر خلال الأسبوع، والتي تُشكل سببًا من أسباب الاكتئاب بالنسبة لديك، كما يطلب منك تدوين المعتقدات الإيجابية وذلك لتحفيزك على التفكير بطريقة أكثر إيجابية.

الحديث عن نفسكَ: قد يسأل معالجكَ عما تخبر نفسك به عند حدوث موقف أو تجربة معينة لك، ويطلب منكَ استبدال الحديث عن الذات سلبًا، بالحديث عن نفسك بطريقة بناءة.

تسجيل الأفكار: في هذه التقنية يُطلب منك تسجيل الأفكار والمشاعر التي مررت بها أثناء موقف معين والتي كانت سببًا في اكتئابك، ثم تخرج بأدلة غير متحيزة تدعم معتقدك السلبي، ويطلب منك أيضًا استخراج أدلة ضد هذا المعتقد السلبي، إذ تُستخدم هذه التقنية لتطوير تفكير أكثر واقعية.

تشجيع الأنشطة الإيجابية: يمكن أن يساعدك القيام بالأنشطة المفضلة لديك على زيادة التفاعل الإيجابي بشكل عام، وتحسين حالتك المزاجية، والتخفيف من الاكتئاب، على سبيل المثال: قد تشمل هذه الأنشطة ما يلي:

  • شراء الزهور أو الفاكهة الطازجة لنفسك.
  • مشاهدة فيلمك المفضل.
  • زيارة أصدقائك وقضاء الوقت معهم.

التعرض التدريجي للأحداث: ويتضمن هذا سرد المواقف أو الأشياء التي تسبب لك الضيق والاكتئاب بترتيب متدرج، وتعريض نفسك ببطء لهذه المواقف أو الأحداث حتى تؤدي إلى تقليل المشاعر السلبية، إذ يساهم ذلك في تطوير قدرتكَ على الاسترخاء والسيطرة مع مشاعرك في المواقف الصعبة.

يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى منحك الأدوات الفعالة لمواجهة الاكتئاب، وتطبيق هذه المهارات مباشرة على مختلف تفاصيل حياتك اليومية، ويمكن أن يؤدي لنتائج إيجابية طويلة الأمد في علاج الاكتئاب بجميع مستوياته.

Loading spinner
Share your love