يساعدنا الاهتمام الدائم بصحتنا على العيش براحة ونشاط وطمأنينة؛ لذا كثيرًا ما نحاول إيجاد أسهل وأسرع الطرق للحصول على إجابات لبعض الأعراض التي نختبرها، ومنها الاختبارات المنزلية التي تعطينا نتيجة سريعة نسبيًّا وقد تكون مريحة أحيانًا أو إنذارًا لزيارة الطبيب.
المحتويات
ما التحليل المنزلي؟
يُعرف أيضًا باسم اختبارات الاستخدام المنزلي، وهي أدوات يمكنك شراؤها من الإنترنت أو السوبر ماركت أو الصيدلية، تسمح لك باختبار أو فحص أو مراقبة أمراض وحالات معينة في منزلك، ومن الاختبارات الشائعة: اختبار الحمل، واختبارات الجلوكوز (سكر الدم)، التي يمكن استخدامها بشكل منتظم للسيطرة على مرض السكري، واختبار الدم الخفي في البراز الذي يكشف عن سرطان القولون، والاختبارات التي تتحقق من علامات الأمراض المعدية مثل: التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة البشرية، والاختبارات الجينية التي تُظهر ما إذا كنت عرضة للإصابة بأمراض وراثية معينة.
تتطلب معظم هذه الاختبارات أخذ عينة من سوائل الجسم مثل: الدم أو البول أو اللعاب، ووضعها على الأداة حسب التعليمات. يوفر بعضها نتائج فورية بينما يحتاج بعضها الآخر لتعبئتها وإرسالها إلى المختبر، كما تتوفر العديد منها دون وصفة طبية، لكن يجب عليك استشارة طبيبك بشأن الأدوات التي يجب استخدامها. [1]
فوائد التحليل المنزلي
تمتلك هذه الاختبارات العديد من الفوائد التي تساعدك على الاطمئنان على صحتك ومراقبتها بشكل جيد، ومن هذه الفوائد:
- تجنُّب متاعب الذهاب إلى الطبيب والحصول على وصفة طبية للتحليل، ثم الذهاب إلى المختبر وإجراء الاختبار وانتظار النتائج، والعودة إلى الطبيب من جديد لوضع خطة علاج؛ لذا بدلًا من ذلك يمكنك معرفة مستويات الكورتيزول أو غيره من منزلك دون الحاجة إلى الخروج.
- معرفة ما يؤثر على صحتك خلال وقت ملائم لك ومحاولة التحكم به والسيطرة عليه، فهناك اختبارات منزلية تمكنك من الحصول على طرق لتحسين نظامك الغذائي أو نمط حياتك بناءً على نتائج هذا الاختبار، ما يمنحك القوة لإحداث تغييرات كبيرة في حياتك تفيدك وتساعدك فعلًا.
- مراقبة قيمك الغذائية بمرور الوقت عند تغيير عاداتك وأسلوب حياتك، فمثلًا إذا كانت مستويات فيتامين د منخفضة لديك في بداية الشتاء يمكنك مراقبة تحسن مستوياته بعد أخذ دواء ما، أو إحداث تغيير في غذائك بإجراء الاختبار في الشهر المقبل، ففي حال عدم التحسن يمكنك أخذ مكمل غذائي أو الذهاب لمكان أكثر دفئًا أو زيارة الطبيب للتأكد والاطمئنان.
- عندما تجري التحليل في غرفة من اختيارك في المنزل أو العمل فإنك تشعر بالراحة والاطمئنان، فالأشخاص الذين يعانون من القلق أو لديهم جهاز مناعي ضعيف يفضلون عادةً إجراء التحاليل في بيئة مألوفة ومريحة بالنسبة لهم.
- تكلفتها مقبولة بالرغم من اختلاف أسعار التحاليل المنزلية تبعًا لنوع التحليل الذي تجريه، إلا أنها عمومًا تكلف أقل من التحاليل المخبرية وتكون بأسعار أقل.
- تحافظ على خصوصيتك فإنك تجري التحليل في منزلك دون أن تُطلع أحدًا على تاريخك المرضي أو سبب إجرائك هذه التحاليل، وهذا مفيد جدًا في حال لم ترغب بمشاركة قصتك المرضية مع أحد. [2]
اقرأ أيضًا: ما أهمية الكشف الدوري عن داء السكري؟
ما مدى دقة التحاليل المنزلية؟
بالرغم من سهولة هذه التحاليل ووفرتها إلا أن عليك الانتباه دائمًا إلى مدى دقتها وإلى أي درجة يمكنك الاعتماد عليها في اتخاذ قرار الذهاب إلى الطبيب أو عدمه.
- اختبار الحمل المنزلي: يفحص هذا الاختبار نسبة هرمون (HCG) في البول الذي ترتفع نسبته في حال حدوث حمل، وتعد اختبارات الحمل دقيقة بنسبة 99%، وهي نفس النتيجة التي ستحصل عليها إذا خضعت لاختبار في المختبر، ويتوفر اختبار الحمل المنزلي في جميع الصيدليات وسعره مقبول، لكن من الضروري قراءة التعليمات على العلبة جيدًا لضمان الاستخدام الصحيح والحصول على نتيجة دقيقة.
- الاختبارات الجينية: لن تحصل على معلومات دقيقة حول نسبة إصابتك بأمراض معينة لأنه ينظر إلى قطعة صغيرة من الحمض النووي (DNA)، ويغفل عن تفاصيل أخرى؛ لهذا عليك ألا تقلق وتتوتر من اختبار منزلي، وعليك استشارة الطبيب، وإجراء الاختبار في المختبر؛ لأن هذا النوع من الاختبارات من السهل أن يُعطيك نتائج إيجابية أو سلبية كاذبة، لذا إن كنت قلق حول إصابتك بإحدى الأمراض الوراثية استشر الطبيب، وهو سيطلب لك فحوصات أكثر دقة.
- اختبار التهاب الكبد: ويتم بإحداث ثقب صغير في الإصبع للحصول على عينة من دمك، يعد هذا الاختبار دقيقًا وآمنًا إذا استخدم بالشكل الصحيح ووفقًا للتعليمات، لكن إذا كان الاختبار إيجابيًّا فلا يعني أن المرض فعالًا في الجسم؛ لذا بمجرد حصولك على النتائج تواصل مع طبيبك وسيعطيك خطة العلاج المناسبة لحالتك ونتائجك. [3]
ما مخاطر استخدام التحاليل المنزلية؟
مهما كنت تحب الراحة وتفضل التحاليل المنزلية إلا أن عليك الاعتراف بمخاطر هذا النوع من التحاليل، فهي أولًا: بالرغم من تصميمها لتكون دقيقة إلا أن هناك احتمال كبير أن تعطي نتائج غير صحيحة، بسبب سوء الاستخدام أو عيوب التصنيع أو ظروف التخزين الخاطئة وغير الملائمة، ما يؤثر على موثوقية الاختبار.
ثانيًا: بالرغم من أن هذه التحاليل صممت لتستخدم من قبل أشخاص لا علاقة لهم بالمجال الطبي إلا أنك قد تسيء فهم بعض النتائج أو قد تفوتك إشارات مهمة يلاحظها الطبيب أو خبير التحليل؛ لذا لا يجب أن تحل هذه الاختبارات محل الفحوصات المخبرية والاستشارات الطبية.
ثالثًا: قد تعطيك التحاليل المنزلية إحساسًا زائفًا بالأمان أو قد تخلق قلقًا لا داعِ له، وذلك في حال أعطتك نتائج سلبية أو طبيعية كاذبة مما يؤدي إلى تجاهلك الأسباب التي دفعتك لإجراء الاختبار في البداية، ومن ناحية أخرى قد تدفعك الإيجابية الكاذبة إلى الإصابة بالقلق والتوتر دون وجود سبب مؤكد لذلك. [4]
إن التحاليل المنزلية وسيلة جيدة لكشف بعض الأمراض أو نفيها، لكن علينا الانتباه لطرق استخدامها والوعي لنسبة الخطأ فيها التي قد تكون كبيرة أحيانًا، وإذا شعرت بالقلق ولديك تساؤلات بشأن التحليل المنزلي يمكنك التواصل مع طبيبك على تطبيق كيورا ليجيب عن تساؤلاتك ويعطيك الإرشادات اللازمة.
المراجع
[1] At-home medical tests. Medline Plus, retrieved 28/5/2023
[2] Pregnancy test. Cleveland Clinic retrieved 28/5/2023
[3] 3 Things to know about at-home DNA test. Healthy, 28/5/2023
[4] At-home hepatitis c screening: what are the options? Healthline retrieved 28/5/2023
[5] The benefits and risks of using at-home medical tests. Make Use Of, 28/5/2023