ما هي أنواع جراحات البدانة؟ وما العملية المناسبة لكل حالة؟

تتعدد أنواع جراحات البدانة، فما هي؟

أدى نمط الحياة المعاصر إلى ازدياد كبير في حالات البدانة حول العالم. تعد البدانة من العوامل المؤهبة الرئيسية للعديد من الأمراض الخطيرة ومن أهمها أمراض القلب والأوعية، وهذا ما شجع العديد من الأفراد الذين يعانون من البدانة للبحث عن حلول للتخلص من الوزن الزائد مثل الحميات المتنوعة وممارسة الرياضة وعمليات علاج السمنة أو ما يسمى جراحة البدانة.

يعكس اسم العملية تأثيرها على وزن المرضى وصحتهم وصحة عملية الاستقلاب في أجسامهم، بالإضافة إلى ذلك تساعد هذه العملية على الوقاية من مخاطر البدانة المفرطة من ارتفاع الضغط الشرياني وأمراض القلب وداء السكري وارتفاع الكوليسترول، إن جميع الفوائد السابقة دفعت المرضى إلى إجراء هذه العمليات للحصول على صحة وحياة أفضل. ولكن في ظل التطورات وظهور عدة أنواع لجراحة البدانة يجب على المرضى الراغبين بإجرائها الاستفسار عن جميع أنواع الجراحات ومعرفة العملية الأفضل والتي تناسب حالتهم، فلكل واحد منها فوائد وآثار جانبية تختلف عن الأخرى.

أنواع جراحات البدانة

توجد عدة أنواع مختلفة لجراحات البدانة، أكثرها شيوعًا:

تكميم المعدة:

تجرى عملية تكميم المعدة (قص المعدة) بالتنظير ويتم فيها إزالة ما يقارب 80% من حجم المعدة، ويتم تشكيل الجزء المتبقي من المعدة لتكون بحجم وشكل الموزة.

يتم في البداية تحرير المعدة وعزلها عن الأعضاء المجاورة لها، ثم يتم استخدام خرزات جراحية خاصة لاستئصال 80% من حجم المعدة وجعلها أصغر بكثير. تستوعب المعدة الجديدة كمية أقل من الطعام والسوائل، ما يساعد على تقليل كمية الطعام والحريرات المستهلكة، وينخفض الإحساس بالجوع، وهو الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى إنقاص وزن الجسم. إن طبيعة العملية البسيطة تجعلها آمنة بعيدًا عن المخاطر التقليدية للعمليات الجراحية التي تجرى على الأمعاء الدقيقة.

تعد عملية تكميم المعدة مناسبة للحالات التالية:

  • المرضى الذين أجروا عدة جراحات بطنية سابقًا.
  • المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية أو رئوية.
  • المرضى الذين وزنهم أكبر من 225-200 كغ.
  • المرضى الذين يتناولون أدوية لعلاج الأمراض النفسية.

فوائد وإيجابيات عملية تكميم المعدة:

  • عملية بسيطة وفترة التعافي قصيرة.
  • يمكن إجراء العملية للمرضى الذين يعانون من حالات طبية عالية الخطر.
  • يمكن إجراؤها كخطوة أولى عند المرضى الذين يعانون من البدانة المفرطة.
  • فعالة في إنقاص الوزن وتحسين الأمراض المتعلقة بالبدانة.

أما مساوئ وسلبيات العملية، فتتمثل: بأنها عملية غير قابلة للعكس، وقد تسبب الإصابة بالقلس المعدي المريئي، وتظهر الدراسات أنها قليلة التأثير على الاستقلاب مقارنة مع جراحات البدانة الأخرى.

تحويل مسار المعدة:

تدعى أيضًا المجازة المعدية، تعد هذه العملية واحدة من أشيع جراحات البدانة وتتميز بفعاليتها في علاج البدانة والأمراض المرتبطة بها.

في البداية يتم تقسيم المعدة إلى قسم علوي صغير (كيس صغير) بحجم البيضة، ويتم تجاوز القسم الأكبر المتبقي من المعدة الذي لم يعد يخزن أو يهضم الطعام. يتم تقسيم الأمعاء الدقيقة أيضًا ووصلها إلى كيس المعدة الصغير للسماح للطعام المهضوم بالمرور، يتم وصل قسم الأمعاء الذي يفرغ محتويات المعدة الكبيرة على بُعد 4-3 قدم (100 -120سم) عن كيس المعدة الصغيرة، ما يؤدي إلى ظهور الأمعاء والمعدة على شكل حرف Y.

في النهاية تختلط حموض المعدة والأنزيمات الهاضمة القادمة من المعدة الكبيرة والقسم الأول من الأمعاء الدقيقة مع الطعام المتناول. تساعد هذه العملية على تقليل نسبة الطعام الممتص في الأمعاء بالإضافة إلى زيادة الشعور بالشبع.

تعد هذه العملية مناسبة للحالات التالية:

  • المرضى الذين يعانون من قلس معدي مريئي شديد، إذ تتحسن أعراض القلس بسرعة بعد إجراء العملية.
  • المرضى الذين يملكون مشعر كتلة جسم مرتفع، حيث تساعد العملية على خسارة وزن أكبر.
  • المرضى المصابون بداء السكري.

فوائد وإيجابيات عملية تحويل مسار المعدة:

  • إجراء موثوق به من ناحية خسارة الوزن لمدة طويلة.
  • فعال ضد البدانة المرتبطة بالأمراض.
  • تقنية مطورة وواسعة الاستخدام.

أما مساوئ عملية تحويل مسار المعدة فتتمثل بأنها عملية معقدة مقارنة بتكميم المعدة وقص المعدة، وقد يصاب المرضى بنقص في الفيتامينات والمعادن الأساسية، مع زيادة في خطر الإصابة بالانسداد والاختلاطات الأخرى ويزيد خطر تطور قرحات خاصة عند تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية أو التدخين. قد تسبب عملية تحويل مسار المعدة أيضًا حدوث متلازمة الإغراق.

ربط المعدة:

تتمثل هذه العملية بوضع رباط معدي قابل للتعديل، وهو عبارة عن شريط مصنوع من السيليكون، يوضع حول الجزء العلوي من المعدة للحد من كمية الطعام التي يستطيع الشخص تناولها، ويعد تأثير هذا الإجراء على الأمراض المتعلقة بالبدانة وفقدان الوزن على المدى البعيد أقل من تأثير الإجراءات الأخرى، لذلك تراجع الاعتماد عليه خلال العقد الماضي، يتم خلال العملية وضع هذا الشريط حول الجزء العلوي من المعدة بحيث يتم تشكيل جيب صغير فوق الشريط.

أصبحت هذه العملية قليلة الاستخدام نظرًا لتأثيرها المتواضع على الاستقلاب، كما أنها تنقص الوزن بشكل بطيء مقارنة بالطرق الأخرى بالإضافة إلى عدم فعاليتها في علاج داء السكري من النمط الثاني.

فوائد وإيجابيات عملية ربط المعدة:

  • تحمل أقل معدل لحدوث الاختلاطات الباكرة التالية للجراحة مقارنة بالعمليات الأخرى.
  • لا يوجد تقسيم للمعدة أو الأمعاء.
  • يستطيع المريض العودة إلى منزله في نفس يوم العملية.
  • يمكن إزالة الرباط عند الحاجة لذلك.
  • تحمل العملية أقل خطر للإصابة بنقص الفيتامينات والمعادن.

ومن أهم مساوئ وسلبيات هذه العملية: قد يحتاج الرباط إلى عدة تعديلات وزيارات شهرية لعيادة الطبيب خلال السنة الأولى، تسبب نقص وزن أبطأ وأقل من الإجراءات الأخرى، خطر حدوث انزلاق للرباط أو أذية للمعدة على المدى الطويل، وقد تسبب اضطرابًا في عملية البلع أو تضخم المريء.

ومن جراحات البدانة الأقل شيوعًا:

  • بالون المعدة.
  • تحويل مسار البنكرياس والقنوات الصفراوية مع تبديل الاثني عشر.
  • مفاغرة المجازة الاثني عشرية اللفائفية مع تكميم المعدة.

المصادر:1 – 2

Loading spinner
Share your love