إن اضطراب طيف التوحد (ASD)، هو مصطلح واسع يشير إلى مجموعة من اضطرابات التطور العصبي. تتميز باضطرابات في التواصل والتفاعل الاجتماعي. يُظهر الأشخاص المصابون بالتوحد اهتمامات وأنماط سلوك غريبة ومتكررة. يصيب التوحد جميع الأشخاص من مختلف أنحاء العالم، بغض النظر عن العرق أو المستوى التعليمي أو المستوى الاقتصادي والمعيشي، ويلاحظ أنه يصيب الأطفال الذكور أكثر من الإناث وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).
هناك مؤشرات أن حالات التوحد بدأت في الازدياد في السنوات الأخيرة، وقد يعود ذلك إلى عدد من العوامل البيئية.
المحتويات
ما هي أعراض مرض التوحد؟
تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد عادةً بوضوح خلال مرحلة الطفولة المبكرة بين سن 12 و 24 شهرًا. قد تظهر الأعراض أيضًا في وقت أبكر أو متأخر. تشمل الأعراض المبكرة تأخرًا ملحوظًا في اللغة والنطق أو التطور الاجتماعي.
تُقسم أعراض التوحد إلى فئتين:
- مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
- أنماط سلوك أو أنشطة غريبة ومتكررة.
لكي يُشخص اضطراب التوحد يجب أن يملك الشخص أعراضًا من كلا الفئتين.
مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي
يمكن أن ينطوي اضطراب طيف التوحد على مجموعة من المشكلات المتعلقة بالتواصل، يظهر الكثير منها قبل سن الخامسة، ويوجد مخطط زمني عام لتوضيح ذلك:
- منذ الولادة: صعوبة الحفاظ على التواصل البصري.
- في عمر 6 أشهر: عدم الرد على أسمائهم.
- في عمر 9 أشهر: عدم إظهار تعابير الوجه التي تعكس مشاعرهم (مثل المفاجأة أو الغضب)
- في عمر 12 شهرًا: عدم المشاركة في الألعاب التفاعلية الأساسية، وعدم استخدام (أو استخدام القليل فقط) من إيماءات اليد، مثل التلويح باليد.
- ببلوغ 18 شهرًا: عدم الإشارة أو البحث عن مكان يشير إليه الآخرون.
- ببلوغ 30 شهرًا: عدم الانخراط بألعاب الدمى، مثل الاعتناء بدمية صغيرة.
- بالإضافة إلى ذلك يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو فهم مشاعر الآخرين بدءًا من سن 36 شهرًا.
- مع تقدمهم في السن يواجهون صعوبة في التحدث وتكون مهارات التحدث محدودة للغاية.
قد يطور الأطفال المصابون بالتوحد مهارات لغوية بنسب غير متساوية. إذا كان هناك موضوع معين مثير جدًا للاهتمام بالنسبة لهم على سبيل المثال، يطورون مفردات قوية للحديث عن هذا الموضوع بعينه. لكنهم قد يجدون صعوبة في التواصل بشأن أشياء أخرى. عندما يبدأ الأطفال المصابون بالتوحد في التحدث، قد يتحدثون أيضًا بنبرة غير عادية، يمكن أن تتراوح من النبرة العالية والغنائية إلى الروبوتية أو المسطحة.
قد تظهر عليهم أيضًا تطور قدرات فكرية في أمور أخرى، والتي تتضمن القراءة بمستوى يتجاوز ما هو متوقع من أعمارهم. قد يتعلم الأطفال المصابون بالتوحد القراءة في وقت أبكر من أقرانهم، وأحيانًا بدءًا من سن الثانية، لكنهم يميلون إلى عدم فهم ما يقرؤونه. تشير الأبحاث إلى أن ما يقارب من 84 بالمائة من الأطفال المصابين بهذا العرض يعانون من طيف التوحد.
قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في مشاركة عواطفهم واهتماماتهم مع الآخرين، أو يجدون صعوبة في الحفاظ على محادثة أثناء تفاعلهم مع الآخرين. يبقى التواصل غير اللفظي، مثل الحفاظ على التواصل البصري أو لغة الجسد، صعبًا أيضًا. يمكن أن تستمر هذه التحديات في التواصل طوال فترة البلوغ.
الأنماط السلوكية والأنشطة الغريبة المميزة للتوحد
بالإضافة إلى مشاكل التواصل والتفاعل الاجتماعي المذكورة أعلاه، يشمل التوحد أيضًا أعراضًا متعلقة بحركات الجسم وسلوكياته.
يمكن أن تشمل:
- حركات متكررة، مثل التأرجح أو رفرفة الذراعين أو الدوران أو الجري ذهابًا وإيابًا.
- ترتيب الأشياء مثل الألعاب، بنظام صارم والانزعاج عند الإخلال بهذا النظام.
- التعلق بالروتين الصارم، مثل وقت النوم أو الذهاب إلى المدرسة.
- يكررون الكلمات أو العبارات التي يقولها أحدهم مرارًا وتكرارًا.
- الانزعاج من التغييرات الطفيفة.
- التركيز والاهتمام على أجزاء دقيقة، مثل عجلة شاحنة اللعبة أو شعر الدمية.
- اهتمامات غريبة وغير مألوفة.
- قدرات استثنائية، مثل الموهبة الموسيقية أو قدرات الذاكرة.
مميزات وخصائص أخرى
قد يعاني بعض المصابين بالتوحد من أعراض إضافية، بما في ذلك:
- تأخر الحركة أو النطق أو المهارات المعرفية.
- أعراض الجهاز الهضمي، مثل الإمساك أو الإسهال.
- القلق المفرط أو التوتر.
- مستويات مضطربة من الخوف (إما أعلى أو أقل من المتوقع).
- السلوكيات المفرطة النشاط أو الاندفاعية.
- ردود فعل عاطفية غير متوقعة.
- عادات أو تفضيلات غير عادية في تناول الطعام.
- أنماط النوم غير العادية.
ما هي أنواع التوحد؟
نشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الإصدار الخامس (DSM-5)، ويستخدمه الأطباء لتشخيص مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية.
نُشر الإصدار الخامس من DSM في عام 2013. يوجد حسب DSM-5 حاليًا أربعة أنواع مختلفة للتوحد، وهي:
- مع أو بدون اضطراب ذهني.
- مع أو بدون ضعف اللغة.
- مرتبط بحالة طبية أو وراثية أو عامل بيئي معروف.
- مرتبط باضطراب عصبي أو دماغي أو سلوكي آخر.
- قد يكون الشخص مصابًا بأكثر من نوع.
ما الاختبارات المستخدمة لتشخيص التوحد؟
يتضمن تشخيص اضطراب طيف التوحد:
- فحوص مسح متعددة
- الاختبارات الجينية
فحوصات المسح
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بأن يخضع جميع الأطفال لفحص التوحد في سن 18 و 24 شهرًا. يمكن أن يساعد الفحص في تحديد التوحد عند الأطفال في وقت أبكر، ويستفيدون من التشخيص المبكر والدعم.
تعد فحوصات المسح للتوحد عند الأطفال أداة فحص شائعة تستخدمها العديد من مراكز رعاية الأطفال. يقوم الآباء بملء الاستبيان المكون من 23 سؤالًا، ويمكن لأطباء الأطفال بعد ذلك استخدام الإجابات للمساعدة في تحديد الأطفال الذين قد يكون لديهم احتمال متزايد للإصابة باضطراب طيف التوحد. من المهم ملاحظة أن هذه الفحوص لا تشخص المرض بشكل أكيد. إن الأطفال الذين يقدمون نتائج إيجابية ليسوا بالضرورة مصابين به. بالإضافة إلى ذلك لا تحدد الفحوصات دائمًا كل الأطفال المصابين بالتوحد.
الفحوصات والاختبارات الأخرى
قد يوصي الطبيب طفلك باختبارات التوحد، بما في ذلك:
- اختبار الحمض النووي للأمراض الوراثية.
- التقييم السلوكي.
- الاختبارات البصرية والسمعية لاستبعاد أي مشاكل في الرؤية والسمع لا تتعلق بالتوحد.
- الاستبيانات لمتابعة التطور العصبي والسلوكي، أو جدول مراقبة تشخيص التوحد.
تحديد التشخيص
يقوم فريق من المتخصصين عادة بالتشخيص. قد يشمل هذا الفريق:
- علماء نفس.
- أطباء أطفال.
- أخصائي أمراض النطق واللغة.
تشمل العلاجات الأكثر فعالية دعمًا سلوكيًا مبكرًا ومكثفًا، وكلما شُخص الطفل مبكرًا، كانت استجابته للعلاج أكثر وتأقلم مع المرض أكثر. تذكر أن اضطراب التوحد هو مرض معقد، ويستغرق الشخص المصاب بالتوحد وقتًا – سواء كان طفلًا أو بالغًا- للعثور على برنامج الدعم المناسب له.
المصدر: 1