كيف يمكن الوقاية من نوبات الربو عند الأشخاص المؤهبين؟

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للربو، لكن العلاجات المتوفرة حاليًا يمكنها أن تخفف الأعراض بشكل كبير.

تتفاقم أعراض الربو بشكل مفاجئ بسبب تضيّق الطريق الهوائي نتيجة أسباب متنوعة مثل الالتهاب والتورم وإنتاج كمية كبيرة من القشع. يمكن أن تكون نوبة الربو تجربة مخيفة للمريض، تؤدي للشعور كما لو أن وزنًا كبيرًا يضغط على الصدر، وتجعل المريض يكافح من أجل التنفس. تشكل نوبات الربو في بعض الحالات خطورة على الحياة إذا لم يتم تدبيرها بسرعة وبشكل مناسب، لذا فإن معرفة ما يجب فعله في حالة حدوث نوبة ربو يمكن أن ينقذ حياتك أو حياة طفلك أو أي شخص من حولك.

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ للربو، لكن العلاجات المتوفرة حاليًا يمكنها أن تخفف الأعراض بشكل كبير، وتمكّن المريض من عيش حياة طبيعية، هناك العديد من الخطوات التي يمكن اتخاذها للسيطرة على الربو والوقاية من حدوث نوبات الربو، ومن أهمها:

تحديد أسباب الربو والعوامل المحرضة للنوبة

يمكن لبعض الأسباب والعوامل أن تؤدي إلى حدوث نوبة الربو، ومن الضروري التعرف على هذه العوامل، ومعرفة جميع المحرضات البيئية والعاطفية التي تؤثر على الربو، واتخاذ الخطوات الضرورية لتجنبها، وتشمل:

  • تلوث الهواء أو الهواء البارد.
  • الحساسية.
  • فيروس الانفلونزا أو الرشح.
  • ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.
  • التهاب الجيوب الأنفية.
  • التدخين.
  • العطور وبعض الروائح القوية.
  • بعض الحالات النفسية والعاطفية.

التعرف على أعراض النوبة وتحديدها بدقة

من المهم التعرف على العلامات المبكرة لنوبة الربو وعلاجها على الفور قبل تطورها، لأن ذلك قد يجنب المريض الحاجة لدخول المستشفى. تشمل علامات الإنذار المبكر لنوبة الربو الوشيكة ما يلي:

  • انخفاض في قوة الزفير.
  • زيادة وتيرة السعال.
  • وزيز في الصدر.
  • زلة تنفسية وضيق تنفس.
  • صعوبة في أداء الأنشطة اليومية المعتادة.

تجنب المواد المحرضة للنوبة

في حال الإصابة بالربو التحسسي، فإن الأعراض تبدأ عند التعرض لمواد معينة. تختلف المواد المسببة للحساسية التي تحرض نوبات الربو، ومن أهمها غبار الطلع أو وبر الحيوانات الأليفة. ويعد الابتعاد عن هذه المواد المحرضة قدر الإمكان جانبًا مهمًا للوقاية من نوبات الربو. عند التعرض لأحد أسباب الحساسية، تحدث هذه النوبات، ما قد يؤدي إلى:

  • تشنج قصبي.
  • وذمة في بطانة الطرق الهوائية.
  • إفراز القشع والمخاط.

كل هذه العوامل تجعل المسالك الهوائية تصبح أكثر ضيقًا وتقيد تدفق الهواء. أفضل طريقة للوقاية من نوبات الربو هي تحديد هذه المحفزات وتجنبها.

الإقلاع عن التدخين وتجنب التعرض للتدخين السلبي

من الضروري تجنب التعرض لجميع مصادر التدخين عند مرضى الربو، بما في ذلك التدخين السلبي وأي مشتقات التبغ، وبالإضافة لدوره في تحريض نوبات الربو يعتبر التدخين عاملًا رئيسيًا مؤهبًا لسرطان الرئة وأمراضها المزمنة.

أخذ اللقاحات بانتظام والوقاية من نزلات البرد

تجنب الاختلاط مع الأشخاص المصابين بالزكام أو الأنفلونزا، لأن الإصابة بها تزيد من أعراض الربو، واحرص على غسل اليدين جيدًا عند التعامل مع أشياء قد لمسها شخص مصاب بعدوى في الجهاز التنفسي، والتزم بارتداء الكمامات في الأماكن العامة.

ينصح مرضى الربو بأخذ لقاح الإنفلونزا كل عام للحماية من فيروس الأنفلونزا، والذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة الربو لأيام أو أسابيع. يجعل الربو المريض أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا، مثل ذات الرئة، ودخول المستشفى بسببها. بالإضافة إلى اللقاح الثلاثي للحماية من الكزاز والدفتيريا والسعال الديكي.

خطة العمل لتدبير نوبات الربو

تقسم أعراض الربو إلى ثلاث فئات محددة بالألوان، تسمى المناطق، لتسهيل مراقبة شدة الأعراض وتدبيرها.

المنطقة الخضراء:

تكون أعراض الربو تحت السيطرة، وتكون ذروة جريان الهواء تساوي 80 إلى 100%، ولا توجد أعراض ربو أثناء النهار أو الليل.

المنطقة الصفراء:

الأعراض تزداد سوءًا والربو يتفاقم أو تنخفض قراءات ذروة الجريان، مع حدوث الأعراض التالية:

  • حدوث أعراض مثل السعال أو ضيق التنفس.
  • الاستيقاظ في الليل بسبب أعراض الربو.
  • يمكن أداء بعض الأنشطة العادية وليس جميعها.
  • استمرار الأعراض لمدة 24 ساعة.

المنطقة الحمراء:

يجب الحصول على المساعدة الطبية على الفور. تكون ذروة الجريان أقل من 50% مع حدوث ما يلي:

  • ضيق شديد في التنفس.
  • لا تساعد أدوية العلاج السريع.
  • عدم القدرة على أداء الأنشطة العادية.

أهم الأدوية التي تستخدم للوقاية من نوبات الربو

العلاج المناعي:

يقدم الأطباء عادة العلاج المناعي لمرضى الربو على شكل حقن. تحتوي هذه الحقن على كمية صغيرة من المواد المسببة للحساسية التي يمكن أن تسبب الربو لدى الشخص، والهدف من العلاج المناعي هو تغيير استجابة الجهاز المناعي، ما يجعله أقل حساسية لهذه المحفزات بمرور الوقت. في الأشهر القليلة الأولى، عادةً ما تعطى الحقن مرة واحدة في الأسبوع، وفي المراحل المتقدمة قد تعطى مرة واحدة شهريًا. يمكن أن يستمر هذا العلاج لعدة سنوات حتى تتم إزالة حساسية الجهاز المناعي بشكل كامل.

الأدوية الوقائية:

تقسم أدوية الربو عادةً إلى فئتين: أدوية تؤخذ بشكل منتظم للوقاية من نوبات الربو، وأدوية العلاج السريع التي تعالج نوبة الربو عند ظهور أول علامات نوبة الربو.

قد تكون أدوية الربو على شكل: بخاخات أو أقراص أو شراب أو حقن. ومن أكثر الأدوية الوقائية شيوعًا:

  1. الستيروئيدات الإنشاقية: تعمل عمل الهرمونات الطبيعية وتمنع الالتهاب. تعتبر الستيروئيدات أقوى أدوية الربو، لكن آثارها الجانبية طويلة المدى تجعلها أقل ملاءمةً للاستخدام الدائم.
  2. معدلات اللوكوترين: تعمل هذه الأدوية عن طريق منع تكوين اللوكوترينات، وهي مواد تطلقها خلايا الدم البيضاء وتشارك في العملية الالتهابية.
  3. مقلدات بيتا: يمكن أن تمنع مقلدات بيتا نوبات الربو وتعالجها عن طريق إرخاء العضلات اللاإرادية في القصبات، ما يسمح بالتنفس بسهولة. تُعرف هذه الأدوية أيضًا باسم موسعات القصبات.

في حالات الربو المعتدل أو الشديد، فمن المحتمل الحاجة إلى استخدام بخاخات الاستنشاق يوميًا لمنع الأعراض، وعندما يبدأ تفاقم الأعراض، يمكن استخدام البخاخات لمحاولة إيقاف النوبة في بدايتها. من المحتمل أن تحتوي البخاخات على مقلد بيتا قصير الأمد مثل السالبوتامول، والذي يعمل كموسع قصبي لتوسيع الطرق الهوائية.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love