تصلب الشرايين: أسبابه، أعراضه، علاجه

يحدث تصلب الشرايين عندما تتسمك جدران الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب والرئتين إلى أعضاء الجسم المختلفة.

يعتبر تصلب الشرايين السبب الرئيسي للنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتقدر إحصائيات الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والأوعية أن تصلب الشرايين مسؤول عن مليون وفاة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. يحدث تصلب الشرايين عندما تتسمك جدران الأوعية الدموية التي تنقل الدم من القلب والرئتين إلى أعضاء الجسم المختلفة، وتقل مرونتها ومطاوعتها مقارنةً بالأوعية السليمة. تتراكم لويحات الكوليسترول والشحوم والكالسيوم على السطح الداخلي للأوعية الدموية المتصلبة، وتعيق جريان الدم، ما يؤدي إلى زيادة حدوث الاحتشاء ونقص التروية في أعضاء مختلفة من الجسم مثل القلب، والدماغ، والكلى.

من أهم اختلاطات تصلب الشرايين على المدى الطويل:

  • قصور العضلة القلبية، واحتشاء القلب.
  • داء الشرايين المحيطية.
  • السكتة الدماغية.
  • الفشل الكلوي.
  • أم دم شريانية.
  • اضطراب النظم القلبية والخفقان.
  • انسداد الأوعية الدموية بالخثرات.

أسباب تصلب الشرايين والعوامل المؤهبة له

تمتلك الخلايا البطانية الموجودة في جدار الأوعية الدموية سطحًا ناعمًا وأملس، ما يسمح بجريان دموي سلس وطبيعي إلى أعضاء الجسم المختلفة. يحدث تصلب الشرايين العصيدي عندما تتغير طبيعة البطانة الوعائية، فتصبح خشنة السطح وتسمح بتراكم الكولسترول والشحوم والكالسيوم عليها. تساهم مجموعة متنوعة من الأسباب في تطور تصلب الشرايين العصيدي، من أهمها:

  • ارتفاع كولسترول الدم: يعد الكوليسترول أحد أهم الشحوم الموجودة في الجسم، ويدخل في تركيب الأغشية الخلوية، وبعض الهرمونات الأساسية الضرورية لوظائف الجسم المختلفة. يساهم ارتفاع الكولسترول نتيجة الاستهلاك الزائد للأطعمة الدسمة في تطور تصلب الشرايين العصيدي، إذ يلتصق الكولسترول ببطانة الأوعية الدموية الخشنة بشكل يساهم في تراكم المواد التي تضيق اللمعة الوعائية.
  • ارتفاع الضغط الدموي: يزيد ارتفاع الضغط الدموي من خطر تطور تصلب الشرايين العصيدي عبر أذية البطانة الوعائية، والسماح للشحوم بالتراكم عليها.
  • الالتهاب المزمن: تساهم الحالة الالتهابية المزمنة وكريات الدم البيضاء بصورة رئيسية في تطور تصلب الشرايين العصيدي، إذ تقوم الكريات البيضاء البالعة بابتلاع جزيئات الكولسترول المتراكمة على بطانة الأوعية الدموية، فتتحول هذه الكريات إلى خلايا رغوية تفاقم الحالة سوءًا.
  • داء السكري: يزيد داء السكري بنمطيه الأول والثاني من تشكل المؤكسدات والجذور الحرة التي تؤذي بطانة الأوعية الدموية، وتزيد من تفاقم الحالة الالتهابية، ما يسرع من تطور تصلب الشرايين العصيدي.
  • العادات الغذائية السيئة: تزيد العادات الغذائية السيئة، مثل: التدخين، والاستهلاك المفرط للمشروبات الكحولية، وتناول الأطعمة الدسمة الغنية بالصوديوم والشحوم والسكريات، وعدم تناول ما يكفي من الفواكه والخضار في زيادة خطر تطور تصلب الشرايين العصيدي.

ومن العوامل والأسباب الهامة أيضًا: قلة النشاط الفيزيائي، والتقدم بالعمر، وبعض الاضطرابات الهرمونية في الجسم، بالإضافة لعوامل عائلية ووراثية.

أعراض وعلامات تصلب الشرايين

يعد تصلب الشرايين العصيدي مرضًا مزمنًا يحتاج وقتًا طويلًا للتطور، ويكون تصلب الشرايين في مراحله الأولى غير عرضي، وتظهر الأعراض تدريجيًا عندما يتطور المرض إلى مرحلة يعيق فيها جريان الدم إلى الأعضاء المصابة. تختلف الأعراض أيضًا حسب نوع الشريان المصاب:

  • الشريان السباتي: يغذي الشريان السباتي الدماغ، ويسبب اضطراب الجريان الدموي فيه السكتة الدماغية، التي تتظاهر بالضعف الجسدي، وصعوبة التنفس، والصداع، والشلل، والخدر في الوجه والأطراف.
  • الشرايين الإكليلية: تروي الشرايين الإكليلية العضلة القلبية، ويسبب اضطراب الجريان الدموي فيها الذبحة الصدرية واحتشاء العضلة القلبية، تتظاهر الحالة بألم صدري ضاغط، وإقياءات، وسعال، وقلق شديد.
  • الشرايين الكلوية: يسبب اضطراب الجريان الدموي في الشرايين الكلوية القصور الكلوي المزمن، الذي يترافق بضعف الوظيفة الكلوية، وانخفاض الشهية، ووذمات في اليدين والقدمين، وصعوبات في التركيز.
  • الشرايين المحيطية: تغذي الشرايين المحيطية الأطراف العلوية والسفلية، ويسبب اضطراب الجريان الدموي فيها الخدر والألم في الأطراف، وفي الحالات الشديدة الغرغرينا والموت النسيجي.

علاج تصلب الشرايين العصيدي

تكون نتائج علاج تصلب الشرايين العصيدي أفضل ما يمكن عند تطبيقها بشكل مبكر والتزام المريض بالعلاج. يشمل علاج تصلب الشرايين العصيدي ثلاث خطط رئيسية:

  • تغيير نمط الحياة: من خلال الالتزام بعدة إجراءات هامة مثل الإقلاع عن التدخين، والتوقف عن استهلاك الكحول، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وخفض الوزن، واتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات مع تجنب المأكولات الدسمة والسكريات. توصي الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والأوعية البالغين بممارسة 150 دقيقة من النشاط الفيزيائي المعتدل أسبوعيًا أو 75 دقيقة من النشاط الفيزيائي الشديد، وتوصي كذلك بتناول حصتين من الفواكه والخضار يوميًا.
  • العلاج الدوائي: توجد مجموعات متنوعة من الأدوية المستخدمة في علاج تصلب الشرايين العصيدي، ولكن تختلف الأدوية التي يصفها الطبيب من مريض لآخر حسب حالة المريض الصحية، وعوامل الخطر الموجودة، ودرجة الخطورة. يساعد دواء الستاتين Statin على خفض كولسترول الدم المرتفع، ويصف الأطباء الأدوية المميعة للدم أيضًا والتي تخفض خطر الخثرات مثل الأسبرين منخفض الجرعة أو الكلوبيدوغريل، وخافضات الضغط الدموية، ومنظمات سكر الدم، ومضادات الالتهاب، ومن الأدوية المستخدمة أيضًا العلاج الحال للخثرات: حيث يعطى المريض دواءً يحلُّ الخثرات المتشكلة السادة للوعاء الدموي.
  • العلاج الجراحي: يلجأ الأطباء إلى العلاج الجراحي إلى جانب العلاج الدوائي عندما تكون حالة المريض الصحية خطيرة وشديدة. تتضمن الخيارات الجراحية المستخدمة:
  1. توسيع الشرايين المتضيقة: باستخدام البالون، ثم وضع دعامة Stent معدنية داخل الشريان المصاب تقيه من التضيق.
  2. جراحة المجازات الشريانية: يستبدل الأطباء في هذه العملية الجزء المتضرر من جدار الشريان بطعم من وعاء آخر قد يكون من الساق كالوريد الصافن، أو من الصدر مثل الشريان الثدي الباطن.
  3. استئصال بطانة الشريان: تطبق هذه العملية على شرايين العنق، حيث يعمل الأطباء على إزالة العصيدة المضيّقة للّمعة، ووضع دعامة للشريان.

يعد تصلب الشرايين العصيدي مرضًا مهددًا للحياة، يبدأ بالتطور منذ عمر الشباب، ولا تظهر أعراضه إلا مع التقدم بالعمر. تساهم العادات الغذائية والحياتية السيئة في تطور المرض، ويعد تغيير نمط الحياة، وخاصة التوقف عن التدخين، عاملًا أساسيًا في علاج المرض، إلى جانب العلاج الدوائي والجراحي.

المصادر: 12

Loading spinner
Share your love