يعتبر ارتفاع التوتر الشرياني من الحالات الطبية المزمنة والشائعة، يحدث فيها ارتفاع لضغط الدم داخل الشرايين بشكل مستمر، ويعتبر ارتفاع التوتر الشرياني أحد أكبر التحديات الصحية التي تواجه الأطباء والمرضى حول العالم، فقد أظهرت الدراسات أن حوالي ثلث الأشخاص البالغين يعانون من ارتفاع التوتر الشرياني ونسبة كبيرة منهم لا يعرفون أنهم مصابون به وذلك يعود لعدم وجود علامات تحذيرية واضحة، وتكمن الخطورة بأن ارتفاع التوتر الشرياني غير المعالج من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة فهو يزيد من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والأمراض القلبية بالإضافة إلى تأثيره على صحة الكلية والعين وكافة أجهزة الجسم الأخرى.
يعتمد تشخيص ارتفاع التوتر الشرياني على إجراء عدة قياسات لضغط الدم في العيادة وفي المنزل بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل الدموية وتخطيط القلب الكهربائي أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية وذلك للمساعدة على معرفة سبب ارتفاع التوتر الشرياني وهذا ما يساعد في اختيار العلاج وتعديلات نمط الحياة المناسبين لكل حالة. تتوفر حاليًا عدة علاجات دوائية مختلفة لعلاج ارتفاع التوتر الشرياني والحد من خطورته، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في الوقاية من تطور ارتفاع التوتر الشرياني وذلك من الممكن أن يحدث باتباع بعض النصائح الطبية المهمة.
المحتويات
أهم عشر نصائح تساعدك على الوقاية من ارتفاع التوتر الشرياني
1- ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم:
تساعد التمارين الرياضية المنتظمة في الحفاظ على وزن صحي وخفض ضغط الدم وتحسين ضبط سكر الدم وتخفيف مقاومة الأنسولين، ويوصي معظم خبراء الصحة بإجراء التمارين الرياضية المعتدلة كالمشي السريع لمدة ساعتين ونصف أسبوعيًا على الأقل أو التمارين الرياضية الشديدة كالجري لمدة ساعة وربع أسبوعيًا على الأقل، وفي حال كنت مشغولًا أو كان لديك جدول زمني مزدحم فيمكنك العمل على دمج التمارين الرياضية ضمن روتينك اليومي، فعلى سبيل المثال يمكنك الذهاب لعملك مشيًا أو المشي بعد العمل مع أحد أفراد العائلة.
2- تقليل كمية الصوديوم التي نتناولها:
ربطت العديد من الدراسات بين زيادة الوارد من الصوديوم وارتفاع ضغط الدم والأمراض القلبية الوعائية الأخرى، وينصح خبراء الصحة حول العالم كل الأشخاص بتخفيض كمية الصوديوم في طعامهم وذلك عن طريق تخفيف تناول الأطعمة المملحة والجاهزة والمعلبة والمدخنة والاعتماد بشكل أكبر على الأطعمة الطازجة.
3- زيادة كمية البوتاسيوم في الغذاء:
يساعد البوتاسيوم على خفض الضغط الدموي وزيادة إطراح الصوديوم من الجسم، وتعتبر كل من الفواكه والخضروات الطازجة ومنتجات الألبان من المصادر الغنية بالبوتاسيوم والتي يمكنك الاعتماد عليها لتعزيز صحتك والوقاية من ارتفاع التوتر الشرياني.
4- تقليل كمية الكافيين اليومية:
تشير الدراسات إلى أن الاستهلاك المتواصل لكميات كبيرة من الكافيين يرتبط مع زيادة خطر ارتفاع التوتر الشرياني، فالكافيين يؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب وتقبض الشرايين، ويوصي معظم خبراء الصحة بضرورة تقليل تناول الكافيين وذلك عبر الحد من استهلاك القهوة والشاي والشوكولا والمشروبات الغازية.
5- الحفاظ على وزن مثالي:
تترافق السمنة أو زيادة الوزن مع زيادة خطر تطور ارتفاع التوتر الشرياني وداء السكري وعدة اضطرابات صحية أخرى، وبالتأكيد يساعدك إنقاص وزنك والحفاظ على وزن جيد في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وتقليل خطر التعرض لمضاعفات أو مشاكل صحية خطيرة.
6- الإقلاع عن التدخين:
يزيد التدخين والسموم الموجودة فيه من تصلب جدران الأوعية الدموية ويسرع عملية تراكم الترسبات على الجدران الداخلية لهذه الشرايين، وبشكل عام تؤدي التغيرات السابقة إلى زيادة خطر حدوث ارتفاع التوتر الشرياني، وفي حال كنت مدخنًا ينبغي عليك التواصل مع طبيبك لوضع خطة للإقلاع عن التدخين.
7- السيطرة على التوتر والقلق:
يعتبر التوتر والانفعالات من العوامل الهامة التي تعمل على رفع ضغط الدم، فعندما تكون متوترًا يفرز جسمك كميات متزايدة من الأدرينالين والذي يعمل على تسريع معدل ضربات القلب وتضييق الأوعية الدموية وهذا ما يؤدي إلى ارتفاع التوتر الشرياني.
من المهم أن تعمل على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الضغوط المختلفة كالاستماع إلى موسيقى هادئة أو التحدث إلى أحد أصدقائك المقربين، كما ينصح بتجنب الأنشطة والعلاقات التي تعمل على إزعاجك أو التأثير بشكل سلبي عليك كحضور نشرات الأخبار أو الشجار في النقاشات المختلفة أو العمل في بيئة لا تشعر بالراحة فيها.
8- النوم لفترات كافية:
في الحالة الطبيعية ينخفض ضغط الدم عادة أثناء النوم، ويساعد هذا الانخفاض على تحسين ضبط ضغط الدم على المدى الطويل، وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعانون من الحرمان من النوم وخاصة أولئك الذين في منتصف العمر منهم معرضون بشكل متزايد لخطر تطور ارتفاع التوتر الشرياني، ولذلك فمن المهم أن تحرص على الحصول على نوم جيد بحدود ثماني ساعات يوميًا وأن تنام في مكان هادئ ومريح.
9- احرص على مراقبة ضغط الدم بشكل منتظم:
لسوء الحظ فإن المراحل الباكرة من ارتفاع التوتر الشرياني لا تتظاهر بأي أعراض وهذا ما يعني بدء حدوث المضاعفات والأضرار التي يتسبب بها ارتفاع ضغط الدم دون معرفة ذلك، يساعد التزامك بالزيارات الدورية لطبيبك وقياس ضغط الدم لديه في العيادة أو استخدام جهاز قياس الضغط المنزلي على تشخيص ارتفاع التوتر الشرياني باكرًا وبالتالي إجراء تعديلات نمط الحياة الضرورية والبدء بالعلاج الدوائي المناسب.
10- خصص وقتًا لنفسك للاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تستمع بها
خصص جزءًا من كل يوم للاسترخاء والراحة والتنفس بعمق بعيدًا عن كل الضغوط الجسدية والنفسية، كما ينبغي عليك التركيز على القيام بالنشاطات التي تحبها وتستمع بها وذلك سيساعد على تحسين صحتك بشكل عام ومنحك شعورًا أفضل مما يحسن من ضبط ضغط الدم لديك.