الغضب الداخلي، المعروف أيضًا باسم الغضب المكبوت، هو حالة نفسية مميزة بمشاعر الإحباط والحقد والعداء التي لا يتم التعبير عنها بشكل مرئي خارجي، ويمكن أن يكون سببها عدة عوامل مثل: الضغط النفسي والصدمات والصراعات غير المحمولة التي يعيشها الشخص.كما أنه مشكلة صحية مزمنة وتستمر لفترات طويلة وتسبب خسارات كبيرة على الصعيد الصحي والاقتصادي والاجتماعي.
تتعدد أعراض الاكتئاب وتختلف بين الأشخاص وتتفاوت بين الخمول والانعزال والابتعاد عن الآخرين وصولًا إلى الغضب المستمر والإحساس بالضيق الشديد، سنتعرف في هذا المقال على أهم هذه الأعراض وكيفية تمييزها، وسنعرف هل من الممكن أن يكون الغضب من أعراض الاكتئاب؟
المحتويات
ما هو الاكتئاب؟
لا يعني شعورك بالحزن العابر لبضعة أيام أنك تعاني من الاكتئاب؛ فالاكتئاب هو حالة صحية ونفسية خطيرة تؤثر على مزاجك وأفكارك وسلوكك، ومن الممكن أن تؤدي إلى الكثير من المضاعفات الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى أنه يصنف الآن ضمن أهم أسباب العجز حول العالم، ومن أهم العوامل المؤهبة للانتحار وإيذاء النفس.
تشير الدراسات إلى أن الاكتئاب يؤثر على ما يقارب 17 مليون بالغ في الولايات المتحدة، ويعتبر الأشخاص الذين أعمارهم بين 18-29 عامًا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بثلاث مرات من أولئك الذين تكون أعمارهم أكثر من 60 عام.
على العموم يعتبر التشخيص الصحيح للاكتئاب وتقديم العلاج المناسب ضروري للغاية، وذلك لأن الاكتئاب غير المعالج بشكل صحيح سيستمر لفترة أطول ويؤثر بشكل سلبي على الصحة الجسدية والنفسية والعلاقات الاجتماعية مع الآخرين، كما أنه يمكن أن يصل بالشخص إلى إيذاء النفس أو الآخرين. [1]
ما هي أسباب الاكتئاب؟
لم يتوصل الباحثون إلى السبب الدقيق للاكتئاب حتى الآن، ولكن يعتقد أنه ينتج عن تشارك عدة عوامل من أهمها:
- كيمياء الدماغ: اضطراب توازن النواقل العصبية في الدماغ كالسيرتونين والدوبامين يساعد على تطور الاكتئاب.
- الوراثة: إذا كان لديك أحد أقربائك يعاني من الاكتئاب فمن المحتمل أن تصاب بالاكتئاب بنسبة أكبر، إلا أنه يمكن الإصابة بالاكتئاب دون وجود أي تاريخ عائلي لذلك.
- ظروف الحياة القاسية: تعتبر التجارب الصعبة كوفاة أحد الأشخاص المقربين، أو الانفصال، أو غياب الدعم الكافي، أو الخسارة المادية الكبيرة، من أهم العوامل التي تترافق مع الحزن الشديد، وقد تؤدي للاكتئاب.
- الأمراض المزمنة: يمكن أن تؤدي الحالات المرضية المزمنة والمترافقة مع آلام شديدة أو عجز جسدي كبير للشعور بالاكتئاب، كما أن بعض الأدوية قد تساهم في زيادة مشاعر الحزن وتؤهب للإصابة بالاكتئاب.
اقرأ أيضًا: متى يكون الاكتئاب خطيرًا؟
كيف يتم تشخيص الاكتئاب؟
يقوم الأطباء بتشخيص الاكتئاب بعد دراسة شاملة للأعراض وسوابق المريض، وقد يحتاجون لإجراء بعض الفحوصات المخبرية أو الشعاعية لنفي بعض الأمراض الأخرى التي قد تُظهر بعض الأعراض المشابهة للاكتئاب، وبشكل عام لكي يضع الطبيب تشخيص الاكتئاب فيجب أن يعاني الشخص من خمسة أعراض على الأقل من أعراض الاكتئاب كل يوم لمدة أسبوعين، وهذه الأعراض هي:
- الشعور بالحزن الشديد أو اليأس أو القلق.
- فقدان المتعة والاهتمام بالأشياء التي كانت تسبب السعادة سابقًا.
- سهولة الغضب والانزعاج من الآخرين لأسباب بسيطة.
- تناول كميات كبيرة من الطعام أو فقدان الشهية مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في الوزن.
- اضطرابات النوم كالأرق أو النوم لفترات طويلة.
- الشعور بانخفاض الطاقة والتعب المستمر.
- صعوبة التركيز واتخاذ القرارات أو تذكر الأشياء المهمة.
- المعاناة من أعراض جسدية متكررة كالصداع أو آلام المعدة أو اضطرابات الكولون.
- وجود أفكار إيذاء النفس أو السلوكيات الانتحارية. [2]
هل الغضب من أعراض الاكتئاب؟
لم يتم إدراج الغضب بعد ضمن الأعراض الرئيسية للاكتئاب المحددة من قبل الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5)، ومع ذلك يؤكد خبراء الصحة النفسية أن العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب الشديد يلاحظ لديهم مشاعر مستمرة من الغضب والانفعال، ومن الممكن أن يتداخل الغضب مع أعراض الاكتئاب.
قد تقود مشاعر الإحباط أو اليأس المرافقة للاكتئاب في بعض الأحيان إلى فقدان الأعصاب والإحساس بالغضب والانفعال الشديدين للتنفيس والشعور بالارتياح، وقد يصبح المزاج الانفعالي شائعًا لدى بعض الأشخاص، ويعاني الأشخاص ذوي المزاج الانفعالي من:
- نفاد الصبر السريع عند التعامل مع الآخرين.
- الشعور بالحساسية والانزعاج حتى في المشكلات الصغيرة.
- التنفيس عن الإحباط من خلال السلوك عبر غلق الأبواب أو رمي الأشياء جانبًا مثلًا.
- الرغبة المستمرة في إدلاء الملاحظات الحادة أو القاسية التي تؤدي إلى صراع.
- التشكيك المستمر في الآخرين ونواياهم.
- إلقاء اللوم على الآخرين عندما تسوء الأمور.
بالإضافة إلى ذلك من الممكن أن يشعر بعض المصابين بالاكتئاب بنوبات الغضب، والتي تتميز بغضب شديد ومفاجئ غير معتاد من قبل الشخص وغير متناسب مع الظروف والمواقف، وعادةً ما يثير مشاعر الذنب والندم بمجرد أن يتلاشى، ويترافق مع بعض العلامات منها:
- زيادة التعرق.
- احمرار الوجه.
- الشعور بألم أو ضيق في الصدر.
- الشعور بتنميل أو وخز في الأطراف.
- الشعور بالخوف أو القلق وفقدان السيطرة على الأحداث.
- الرغبة في انتقاد الأشخاص أو الأشياء.
- تدمير بعض الأدوات أو إيذاء الأشخاص.
لا تعتبر نوبات الغضب نوعية فقط للاكتئاب، فهي يمكن أن تحدث في بعض اضطرابات الصحة النفسية الأخرى كاضطراب القلق والاضطراب ثنائي القطب. [3]
ما هي أهم النصائح للتعامل مع الغضب المرافق للاكتئاب؟
هناك مجموعة من الأشياء التي يمكن القيام بها لتخفيف أعراض القلق المرافقة للاكتئاب ولعل من أهمها:
- تحديد العوامل المحرضة للغضب والابتعاد عنها.
- التعبير عن المشاعر السلبية بطرق صحية سليمة بدلًا من الغضب والانفعال.
- ممارسة تمارين التأمل وتمارين التنفس العميق والتي تساعد على تحسين المشاعر السلبية.
- ممارسة بعض الأنشطة التي تساعد على التفريغ كالمشي السريع.
- الحصول على دعم كافٍ من الوسط المحيط كالعائلة والأصدقاء. [4]
اقرأ أيضًا: بماذا يفكر مريض الاكتئاب؟
يؤثر الاكتئاب بشكل كبير على جودة حياة الأشخاص وعلاقاتهم مع الآخرين ويمنعهم من التقدم في عملهم أو دراستهم، ولذلك ينبغي وضع التشخيص الصحيح وتقديم العلاج المناسب للحد من هذه التأثيرات السلبية، ومنح الأشخاص المصابين بالاكتئاب حياة أفضل وتعزيز صحتهم النفسية. حمل تطبيق كيورا، واستشر طبيبًا.
المراجع
1- The Connection Between Depression and Anger, www.healthline.com, retrieved on 2/6/2023
2- The Connection Between Depression and Anger, www.verywellmind.com, retrieved on 2/6/2023
3- Depression and Anger: How are they linked?, www.priorygroup.com, retrieved on 2/6/2023
4- Depression, my.clevelandclinic.org, retrieved on 2/6/2023