ما هي أحدث مستجدات علاج الزهايمر؟

يعاني كثير من كبار السن من مرض الزهايمر، تُرى ما طرق علاجه المتاحة؟

تساهم علاجات الزهايمر الحالية في تحسين أعراض فقدان الذاكرة ومشاكل التفكير والمحاكمة العقلية عند المرضى، من خلال تعزيز أداء النواقل العصبية في الدماغ والتي تنقل المعلومات من خلية عصبية إلى أخرى. مع ذلك، فإن هذه العلاجات لا توقف تدهور الخلايا الدماغية، ومع موت المزيد من الخلايا يستمر مرض الزهايمر بالتطور، وتسوء الحالة تدريجيًا وتشتد الأعراض.

يأمل الخبراء في تطوير علاجات للزهايمر تستطيع أن تُوقف أو تُبطئ بشكل كبير تطور المرض، فقد أدى الفهم المتزايد لكيفية تأثير المرض على الدماغ إلى محاولة تطوير علاجات تركز على الآلية المرضية الأساسية للزهايمر، ومن الممكن أن تضمن هذه العلاجات المستقبلية مشاركة مجموعة من الأدوية، يعتمد بعضها على الطريقة التي تعالَج بها أنواع مختلفة من الأورام الخبيثة أو فيروس الإيدز.

تعتبر خيارات العلاج التالية من بين أهم الاستراتيجيات التي تتم دراستها حاليًا لعلاج الزهايمر:

استهداف لويحات وبنى عصبية خاصة

تستهدف بعض علاجات الزهايمر الجديدة بنى أو لويحات مجهرية من بروتين بيتا – أميلوئيد. تُعد هذه اللويحات علامة مميزة لمرض الزهايمر، وتتضمن الاستراتيجيات التي تستهدف بروتين بيتا – أميلوئيد:

1 – تعزيز الجهاز المناعي:

تتوفر العديد من الأدوية التي تعرف باسم الأضداد وحيدة النسيلة، وتعمل هذه الأدوية على منع بروتين بيتا – أميلوئيد من التجمع على شكل لويحات أو تقوم بإزالة هذه اللويحات من الدماغ. تحاكي الأضداد وحيدة النسيلة الأضداد التي يفرزها الجسم بشكل طبيعي كجزء من ردة فعل الجهاز المناعي للأجسام الغريبة أو اللقاحات.

في حزيران عام 2021 وافقت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) على دواء أدوكانوماب لعلاج بعض حالات مرض الزهايمر. فهو الدواء الأول المعتمد في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج الأسباب الرئيسية لمرض الزهايمر من خلال استهداف وإزالة لويحات الأميلوئيد في الدماغ، ووافقت إدارة الأغذية والأدوية على استخدام هذا الدواء بشرط إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد فائدته وتحديد المرضى الذين يستفيدون منه. أظهر دواء ليكانيماب قدرةً على إزالة الأميلوئيد، وهو الآن في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، بالإضافة إلى دواء دونانيماب الذي أظهر نتائج واعدة والذي يمر أيضًا بالمرحلة الثانية من التجارب السريرية وسينتقل إلى المرحلة الثالثة قريبًا.

2 – منع أذية وتخريب الخلايا الدماغية:

يتم الآن اختبار دواء تم تطويره كعلاج محتمل للسرطان يُدعى ساراكاتينيب، من أجل علاج مرض الزهايمر. أظهرت التجارب التي أجريت على الفئران، أن هذا الدواء أوقف بروتينًا معينًا، ما سمح للمشابك العصبية بالعمل من جديد، وأدى ذلك إلى انعكاس فقدان الذاكرة عند الفئران. تجري الآن التجارب البشرية على دواء ساراكاتينيب كعلاج محتمل لمرض الزهايمر.

3 – حاصرات إنتاج بروتين بيتا – أميلوئيد:

قد تقلل هذه العلاجات من كمية بروتين بيتا – أميلوئيد المتشكلة في الدماغ. أظهرت الأبحاث أن بروتين بيتا – أميلوئيد يتم إنتاجه من “بروتين أصلي” عبر خطوتين بمساعدة أنزيمات مختلفة.

تهدف العديد من الأدوية التجريبية لتثبيط هذه الأنزيمات. وتعرف باسم مثبطات بيتا – وجاما – سيكريتاز. وقد بينت الدراسات الحديثة بأن مثبطات بيتا – سيكريتاز لم تبطئ التدهور المعرفي وسببت للكثير من الآثار الجانبية لدى الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الخفيف أو المتوسط. ما أدى إلى تقليل الحماس لآلية عمل هذا الدواء، والتركيز على الأدوية الأخرى من هذه المجموعة.

منع بروتين تاو من تشكيل العقيدات

ينهار نظام النقل بين خلايا الدماغ عندما يتجمع بروتين يدعى تاو على شكل ألياف مجهرية تسمى العقيدات، والتي تعد ظاهرة شاذة أخرى شائعة لدى المرضى المصابين بالزهايمر. تجري حاليًا دراسات حول مثبطات تراكم تاو أو لقاحات تاو عبر التجارب السريرية.

تقليل الالتهاب

يسبب الزهايمر التهابًا مزمنًا منخفض الدرجة في خلايا الدماغ. لذلك يبحث العلماء عن طريقة لمعالجة العمليات الالتهابية التي تساهم في مرض الزهايمر. ويتم الآن إجراء البحوث حول دواء سارغراموستين (الليوكين). حيث يُعتقد أن هذا الدواء يحفز الجهاز المناعي لحماية الدماغ من البروتينات الضارة.

بحث العلماء حول دواء السكري بيوغليتازون (أكتوس) لتحديد ما إذا كان يقلل من بروتين بيتا – أميلوئيد والتهاب الدماغ. لكن لم يجدوا أي فعالية تذكر له.

أبحاث حول مقاومة الأنسولين

يقوم العلماء بدراسة تأثير الأنسولين على الدماغ ووظيفة خلاياه وتغيرات الأنسولين داخل الدماغ التي يمكن أن تكون مرتبطة بمرض الزهايمر. ولكن توصلت تجربة اختبار رذاذ الأنسولين الأنفي إلى أن الدواء لم يكن فعالًا في إبطاء تقدم المرض بشكل ملحوظ، وما زالت الأبحاث مستمرة في هذا المجال.

دراسة العلاقة بين الدماغ ووظيفة القلب والأوعية

تشير الدلائل المتزايدة إلى أن صحة الدماغ مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بصحة القلب والأوعية الدموية. فعلى ما يبدو أن خطر تطور الخرف يزداد نتيجة العديد من الحالات الصحية التي تصيب القلب والشرايين منها ارتفاع التوتر الشرياني وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري وارتفاع الكوليسترول. هناك العديد من الدراسات التي تستكشف بشكل أفضل هذه العلاقة، ومن أهم الاستراتيجيات التي تخضع للبحث:

  • العلاقة بين أدوية أمراض القلب ومرض الزهايمر: يدرس العلماء ما إذا كانت أدوية ارتفاع التوتر الشرياني المستخدمة لعلاج أمراض الأوعية الدموية قد تكون مفيدة أيضًا للأشخاص المصابين بالزهايمر أو تقلل من خطر الإصابة بالخرف.
  • تحديد أهداف أخرى للأدوية: تبحث دراسات إضافية عن كثب العلاقة بين الدماغ والقلب على المستوى الجزيئي لتحديد أهداف دوائية أخرى لأدوية موجودة بالفعل.
  • تغيير نمط الحياة: تشير الدراسات إلى أن اتباع أنماط الحياة المفيدة للقلب مثل ممارسة الرياضة بانتظام وتناول نظام غذائي صحي للقلب، ربما تساعد في الوقاية من الزهايمر أو تأخير ظهوره.

 الهرمونات

 في إحدى الدراسات، وجد أن تناول العلاجات الهرمونية القائمة على الأستروجين لمدة عام على الأقل خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو انقطاع الطمث المبكر يحمي الذاكرة والتفكير لدى النساء المعرضات لخطر الإصابة بمرض الزهايمر.

ولكن ظهرت دراسات متضاربة مع هذه الفكرة، فقد أشارت إلى أن الأستروجين لم يقدم أي فائدة. لذلك نحتاج إلى المزيد من البحوث لفهم العلاقة بين الأستروجين والوظيفة الإدراكية بشكل أفضل قبل تقديم أي توصيات.

تسريع تطور العلاج

إن تطوير أدوية جديدة تعد عملية بطيئة ومجهدة. ومن الممكن أن تكون الوتيرة محبطة للأشخاص المصابين بمرض الزهايمر ولعائلاتهم الذين ينتظرون خيارات علاجية جديدة. وللمساعدة في تسريع اكتشاف أدوية جديدة، قام التحالف ضد الأمراض الكبرى (CAMD)، وهو تحالف لشركات الأدوية والمؤسسات غير الربحية، بتكوين شركة هي الأولى من نوعها لمشاركة البيانات حول التجارب السريرية لمرض الزهايمر. ويتوقع العلماء أن معايير البيانات ومشاركتها من أكثر من 6500 دراسة مختلفة ستسرع من تطوير علاجات أكثر فعالية.

المصادر: 1

Loading spinner
Share your love