تحدث حساسية الأنف عند تنفس أو استنشاق إحدى المواد التي يتحسس منها الشخص (وتسمى المهيجات أو مسببات الحساسية)، حيث تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور خلال دقائق من التعرض لهذه المواد، ويمكن أن تؤثر في النوم، القدرة على العمل، والتركيز في المدرسة. وفقًا للأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو يعاني ما يقرب من 8% من البالغين في العالم من حساسية الأنف.
المحتويات
أعراض حساسية الأنف
تشمل الأعراض الشائعة لحساسية الأنف:
- عطاس وسعال جاف.
- احتقان وسيلان وحكة في الأنف.
- ألم في الحلق.
- تدميع وحكة في العينين.
- صداع متكرر وتعب مفرط.
- نقص في التركيز وصعوبة في النوم.
يشعر المريض بواحد أو أكثر من هذه الأعراض مباشرة بعد التعرض لأحد مسببات الحساسية. قد تحدث بعض الأعراض مثل الصداع المتكرر والتعب، فقط عند التعرض على المدى الطويل لمسببات الحساسية.
يعاني بعض الأشخاص من الأعراض نادرًا بينما يعاني أشخاص آخرون من الأعراض طوال العام. يجب التحدث مع الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من بضعة أسابيع مع عدم وجود تحسن.
ما الذي يسبب حساسية الأنف؟
عند التعرض لمسببات الحساسية يطلق الجسم مادة الهستامين (وهي مادة كيميائية طبيعية يفرزها الجسم كرد فعل على دخول مسببات الحساسية). تسبب هذه المادة الكيميائية التهاب الأنف التحسسي وأعراضه، بما في ذلك سيلان الأنف والعطس والحكة.
تشمل مسببات الحساسية الشائعة:
- غبار الطلع.
- عث الغبار أو ما يسمى العث المنزلي.
- وبر الحيوانات.
- فطر العفن.
ما هي أنواع حساسية الأنف؟
يوجد نوعان من حساسية الأنف:
- الحساسية الموسمية: تحدث الحساسية الموسمية عادة خلال موسم الربيع والخريف وتكون استجابة لمسببات حساسية موجودة في الهواء الطلق مثل غبار الطلع.
- الحساسية الدائمة: تحدث الحساسية الدائمة على مدار السنة وفي أي وقت خلال العام استجابة لمسببات حساسية موجودة داخل المنزل، مثل عث الغبار ووبر الحيوانات.
عوامل الخطر لحساسية الأنف
يمكن أن تصيب حساسية الأنف أي شخص، لكن من المرجح أن تصيب الأشخاص الذين يملكون تاريخًا من الحساسية في العائلة. يمكن أن يزيد وجود الربو أو الأكزيما أيضًا من خطر الإصابة بحساسية الأنف.
بعض العوامل الخارجية يمكن أن تؤدي إلى هذا الشرط أو تفاقمه، بما في ذلك:
- دخان السجائر أو السيارات.
- أبخرة بعض المواد كيميائية.
- درجات الحرارة الباردة.
- الرطوبة.
- العطور.
كيف تُشخص حساسية الأنف؟
إذا كنت تعاني من حساسية طفيفة، تحتاج غالبًا إلى فحص فيزيائي فقط. ومع ذلك قد يجري طبيبك اختبارات معينة لمعرفة خطة العلاج الأفضل وكيفية الوقاية.
يعد اختبار وخز الجلد واحدًا من أكثر الاختبارات التشخيصية شيوعًا. يضع الطبيب أشيع المواد التي تسبب الحساسية على بشرتك لرؤية كيف يتفاعل جسمك مع كل منها على حدة. يظهر عادةً انتفاخ أحمر صغير إذا كنت تعاني من حساسية تجاه إحدى هذه المواد.
مضاعفات حساسية الأنف
لسوء الحظ لا يمكن علاج حساسية الأنف بشكل تام، وإنما يمكن تخفيف الأعراض فقط. تشمل بعض المضاعفات التي يمكن أن تنشأ من حساسية الأنف:
- عدم القدرة على النوم بسبب الأعراض.
- صداع متكرر.
- التهابات الأذن المتكررة.
- التهابات الجيوب الأنفية المتكررة.
- تطور أو تفاقم أعراض الربو.
- الغياب عن المدرسة أو العمل بسبب انخفاض النشاط والتركيز.
يمكن أن تحدث المضاعفات نتيجة التأثيرات الجانبية لأدوية الحساسية، ومنها:
- يمكن أن يحدث النعاس وهو الأكثر شيوعًا.
- الآثار الجانبية الأخرى الصداع والقلق والأرق.
- يمكن أن تسبب أدوية الحساسية في حالات نادرة اضطرابات في الجهاز الهضمي والبولي والقلب.
علاج حساسية الأنف
يمكن علاج حساسية الأنف بعدة طرق، وتشمل الأدوية والعلاجات المناعية والعلاجات المنزلية وعلاجات الطب البديل. يحدد الطبيب العلاج الأفضل والأنسب لحالتك.
الأدوية
من أشيع الأدوية التي تستخدم لعلاج حساسية الأنف:
مضادات الهيستامين:
تعمل مضادات الهيستامين على منع الجسم من إفراز الهيستامين (الذي يسبب أعراض الحساسية).
بعض مضادات الهستامين الشائعة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية:
- ديسوراتادين (كلارينكس).
- لوراتادين (كلاريتين).
- سيتيريزين.
يجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء بتناول دواء جديد، للتأكد من أن دواء الحساسية الجديد لن يتداخل مع الأدوية الأخرى أو الحالات الطبية.
مضادات الاحتقان:
يمكنك استخدام مضادات الاحتقان لفترة قصيرة ولمدة لا تزيد عن ثلاثة أيام، لتخفيف احتقان الأنف والجيوب الأنفية. يمكن أن يسبب استخدامها لفترة أطول تأثيرًا ارتداديًا، وهذا يعني أن الأعراض سوف تزداد سوءًا عند الاستعمال لفترة طويلة.
تشمل مضادات الاحتقان الشائعة:
- أوكسيمودازولين.
- فينيليفرين.
إذا كنت تعاني من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو سكتة دماغية سابقة، أو اضطرابات في النوم فقد لا تستطيع استعماله.
قطرات العين وبخاخات الأنف:
يمكن أن تساعد قطرات العين وبخاخات الأنف في تخفيف الحكة والأعراض الأخرى المتعلقة بالحساسية لفترة قصيرة، ومع ذلك يجب تجنب الاستخدام طويل الأمد لها. يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام قطرات العين والأنف أيضًا إلى تأثير ارتدادي.
العلاج المناعي
قد يوصي طبيبك بالعلاج المناعي إذا كنت تعاني من حساسية شديدة. يمكنك استخدام خطة العلاج هذه بالتزامن مع الأدوية للتحكم في الأعراض. تعمل هذه الطريقة على إدخال مسببات الحساسية بشكل حقن للجسم بشكل تدريجي وعلى المدى الطويل.
تقلل هذه الطريقة بمرور الوقت من استجابة الجسم لمسببات الحساسية الخاصة وتسمح له بالتعود عليها، كما أنها تتطلب التزامًا طويل الأمد بخطة العلاج. قد لا تلاحظ تغييرًا حتى يمر أكثر من عام على بدء العلاج بهذه الطريقة، وبمجرد أن تصل إلى هذه النقطة من الممكن أن تتلاشى أعراض الحساسية الخاصة بك أو تختفي تمامًا.
العلاجات المنزلية
تعتمد العلاجات المنزلية على التخلص أو الابتعاد عن مسببات الحساسية الخاصة بك. إذا كنت تعاني من حساسية موسمية من غبار الطلع، فيمكنك استخدام مكيف الهواء بدلًا من فتح النوافذ، وإذا كنت تعاني من حساسية عث الغبار، فاغسل البطانيات في ماء ساخن تزيد حرارته عن 130 درجة فهرنهايت (54.4 درجة مئوية) للتخلص من العث المنزلي.
الطب البديل
يبحث الأشخاص الذين يعانون من حساسية الأنف دومًا عن طرق لمعالجة الأعراض “بشكل طبيعي” بسبب المخاوف من الآثار الجانبية المحتملة للأدوية. ومع ذلك من المهم أن نتذكر أن أي دواء يملك آثارًا جانبية، حتى لو كان طبيعيًا. يوجد القليل من الأدلة الداعمة لإثبات أن هذه العلاجات آمنة أو فعالة. قد يكون من الصعب أيضًا تحديد الجرعات الصحيحة التي يجب تناولها.
وفقًا للمركز الوطني للطب البديل (NCCIH) قد تكون بعض العلاجات أدناه مفيدة في تخفيف الحساسية الموسمية، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث. يجب التحدث إلى الطبيب قبل تجربة أي مما يلي:
- العلاج بالوخز بالإبر.
- قطرات الأنف بالسائل الملحي.
- تناول العسل.
- تناول متممات نباتية من نوع البروبيوتيك.
على الرغم من أن هذه العلاجات البديلة مستمدة من النباتات والمواد الطبيعية، إلا أنها يمكن أن تتفاعل مع الأدوية وتسبب آثارًا جانبية، لذا يجب استعمالها بحذر أو سؤال الطبيب قبل الاستخدام.
تعد حساسية الأنف الموسمية نتيجة غبار الطلع هي الشكل الأشيع. تكون حساسية الأنف الموسمية شديدة عادة، ولكن يمكن تخفيف الأعراض بشكل جيد مع الأدوية المناسبة. ومع ذلك من المحتمل أن تتطلب الأشكال الشديدة من هذه الحالة علاجًا طويل الأمد. يجب التحدث إلى الطبيب قبل البدء بعلاج لأي نوع من حساسية الأنف، حتى يتمكن من تحديد العلاج الأفضل لأعراضك وحالتك.