إن الغدد الكظرية عبارة عن غدد صغيرة تقع فوق الكليتين في الجزء العلوي من البطن، وهي مسؤولة عن إنتاج مجموعة من الهرمونات في الجسم، والتي تلعب دورًا أساسيًا في العديد من وظائف الجسم، وتساعده في التحكم بنسبة السكر في الدم وتنظيم ضغط الدم. يمكن أن تؤثر مجموعة من الاضطرابات المرضية على الغدد الكظرية، وتشمل داء أديسون ومتلازمة كوشينغ والأورام.
المحتويات
بنية الغدة الكظرية ووظائفها الرئيسية
تتكون الغدد الكظرية من جزأين هما قشر الكظر ولب الكظر. إن قشر الكظر هي الجزء الخارجي من الغدة الكظرية، وينتج هرمونات الكورتيزول والألدوستيرون، بينما لب الكظر هو الجزء الداخلي من الغدة الكظرية، وينتج هرمونات الأدرينالين والنورأدرينالين.
إن هذه الهرمونات الأربعة ضرورية لعمل الجسم بشكل طبيعي، وتتحكم في العديد من الوظائف المهمة، بما في ذلك:
- الاستقلاب الغذائي.
- مستويات السكر في الدم.
- ضغط الدم.
- توازن الملح والماء.
- التطور الجنسي قبل وأثناء البلوغ.
- الاستجابة للشدة.
- توازن الهرمونات الجنسية، بما في ذلك هرمون الأستروجين والتستوستيرون.
الاضطرابات التي تصيب الغدد الكظرية
تفرز الغدد الكظرية في بعض الأحيان هرمونات بشكل زائد أو قد لا تفرزها بشكل كافٍ. يُعرف هذا باسم اضطراب الغدة الكظرية. سنتكلم عن أكثر اضطرابات الغدة الكظرية شيوعًا، وهي:
قصور الغدة الكظرية
عندما لا يتم إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم بشكل كافٍ، يُعرف ذلك بقصور الغدة الكظرية. يوجد ثلاثة أنواع من قصور الغدة الكظرية:
- قصور الغدة الكظرية الأولي، أو داء أديسون: يحدث عندما لا تعمل الغدة الكظرية بشكل جيد ولا تنتج ما يكفي من الكورتيزول.
- قصور الغدة الكظرية الثانوي: يحدث عندما لا تنتج الغدة النخامية ما يكفي من الهرمون الموجه لقشر الكظر (ACTH)، وهو الهرمون المنشط للغدد الكظر، حيث يحفز الغدد الكظرية لصنع هرمون الكورتيزول.
- قصور الغدة الكظرية الثالثي: يحدث عندما لا ينتج الدماغ ما يكفي من الهرمون المطلق للموجه قشر الكظر (CRH) ووظيفته هي تحفيز تصنيع الهرمون الموجه لقشر الكظر ACTH من الغدة النخامية.
يوجد عدد من الأسباب المحتملة لقصور الغدة الكظرية، بما في ذلك:
- أمراض المناعة الذاتية، وهي السبب الأكثر شيوعًا لداء أديسون.
- أورام الغدد الكظرية.
- الالتهابات، مثل السل.
- تناول الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة ثم التوقف فجأة.
- إصابات في الدماغ.
- يعاني الأشخاص المصابون بمرض أديسون غالبًا من نقص في هرمون الألدوستيرون وكذلك الكورتيزول.
قد يكون من الصعب تحديد أعراض قصور الغدة الكظرية، لذلك قد يعتقد الشخص أن هناك سببًا آخر. تشمل العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لقصور الغدة الكظرية ما يلي:
- شعور دائم بالتعب أو الضعف.
- فقدان الوزن غير المُفسر.
- فقدان الشهية.
- غثيان وإقياء.
- إسهال.
- الدوار أو الإغماء عند الوقوف.
- انخفاض ضغط دم.
- انخفاض نسبة السكر في الدم.
- دورة طمثية غير منتظمة أو انقطاع الطمث.
- رغبة شديدة في تناول الملح والأطعمة المالحة
- ألم المفاصل.
- اسوداد الجلد، وخاصة مكان الندبات وطيات الجلد.
- اكتئاب.
يجب علاج قصور الغدة الكظرية بأقرب وقت، وإلا قد يعاني الشخص من النوبة الكظرية. تتضمن أعراض النوبة الكظرية ما يلي: الإقياء الشديد والإسهال، الإغماء، انخفاض ضغط دم، ألم حاد في البطن أو أسفل الظهر أو الساقين.
إذا أظهر الشخص أي علامات للنوبة الكظرية، يجب طلب المساعدة الطبية الفورية. يمكن أن تكون النوبة الكظرية قاتلة بدون العلاج المناسب والفوري.
أورام الغدة الكظرية
إن سرطان الغدة الكظرية نادر الحدوث، حيث يصيب حوالي 200 شخص في الولايات المتحدة كل عام حسب جمعية السرطان الأمريكية (ACS)، بينما تعد الأورام الحميدة أو غير السرطانية أكثر شيوعًا.
يوجد عدة أنواع من أورام الغدة الكظرية، بما في ذلك:
- الأورام الغدية: إن معظم الأورام التي تصيب قشر الكظر هي أورام غدية. تكون هذه الأورام غالبًا حميدة، ومع ذلك يجب على الطبيب إزالتها إذا كانت تتداخل مع وظيفة الغدة الكظرية أو حجمها كبير.
- سرطان قشر الكظر: على الرغم من ندرته يصيب هذا السرطان قشر الكظر.
- الورم الأرومي العصبي: يحصل هذا السرطان في مرحلة الطفولة وينشأ في لب الكظر، وهو الجزء الداخلي من الغدة الكظرية.
- ورم القواتم: هو ورم عصبي صماوي يصيب لب الكظر، ويسبب إفراز مستويات عالية من الأدرينالين.
إن معظم الأورام في الغدة الكظرية لا تنشأ من الغدة نفسها، بل تكون غالبًا نقائل سرطانية نتيجة انتشار سرطانات أخرى، مثل سرطان الثدي أو سرطان الرئة، إلى الغدة الكظرية.
تتضمن بعض علامات وأعراض سرطان الغدة الكظرية ما يلي:
- زيادة أو خسارة الوزن غير المبرر.
- ارتفاع ضغط دم.
- ارتفاع نسبة السكر في الدم.
- انخفاض البوتاسيوم في الدم.
- القلق أو العصبية أو نوبات الهلع.
- خفقان القلب.
- التعرق المفرط.
- صداع في الرأس.
- ألم في المعدة والأمعاء.
- زيادة في حب الشباب.
متلازمة كوشينغ
اضطراب هرموني ناتج عن زيادة إفراز هرمون الكورتيزول في الدم، إن السبب الأكثر شيوعًا هو استخدام الأدوية التي تسمى الكورتيكوستيروئيدات لفترة طويلة وبجرعات عالية. تساعد الكورتيكوستيروئيدات في علاج العديد من الحالات المرضية، بما في ذلك الربو والتهاب المفاصل الرثياني والذئبة الحمامية. يمكن أن تتسبب بعض الأورام أيضًا في الإصابة بمتلازمة كوشينغ، وتشمل هذه:
أورام الغدة النخامية: تكون هذه الأورام غالبًا حميدة. تسبب أورام الغدة النخامية إنتاج هرمون ACTH بشكل زائد، مما يؤدي لإفراز الكورتيزول من الغدد الكظرية بكمية زائدة.
الأورام الهاجرة المفرزة للهرمون ACTH: تنتج هذه الأورام كمية كبيرة من هرمون ACTH، ولكنها لا توجد في الغدة النخامية، إنما تكون موجودة في الرئتين أو البنكرياس أو الغدة الدرقية أو مناطق أخرى.
تشمل علامات وأعراض متلازمة كوشينغ ما يلي:
- جلد رقيق والذي يصاب بالكدمات بسهولة.
- حدبة بوفالو وهي عبارة عن تكتل شحمي يتوضع أسفل الرقبة بين الكتفين.
- وجه مستدير أو مدور.
- سمنة مركزية تتوضع في منطقة البطن.
- علامات تمدد الجلد أرجوانية اللون، تظهر على البطن والوركين والثديين.
- الشعر الزائد على الوجه والرقبة والصدر والبطن والفخذين (عند الإناث).
- دورات طمثية غير منتظمة أو انقطاع الطمث (عند الإناث).
- السمنة والنمو البطيء (عند الأطفال).
يمكن للعديد من الأشخاص المصابين باضطرابات الغدة الكظرية أن يعيشوا حياة صحية مع الرعاية والعلاج الطبي المناسبين. كل من الأدوية وخيارات الجراحة الحالية تجعل هذا ممكنًا.
إن الغدد الكظرية مسؤولة عن إنتاج العديد من الهرمونات المهمة في الجسم، وعلى الرغم من أن بعض اضطرابات الغدة الكظرية يمكن أن تكون خطيرة، إلا أن هناك العديد من خيارات العلاج المتاحة، التي توفر للأشخاص فرصة جيدة لعيش حياة صحية. يجب على الأشخاص الذين يعانون من أعراض اضطراب الغدة الكظرية استشارة الطبيب. يمكن أن يساعد تلقي العلاج الطبي الفوري على إدارة الحالة ومنع حدوث أي مضاعفات.
المصدر:1