هل يبدو طفلك متوترًا أو حزينًا أو غاضبًا أو منعزلًا في بعض الأحيان؟ هل يبكي كثيرًا أو لا يزال يعاني من مشاكل في تبليل الفراش؟ هل يبدو تقديره لذاته متدنيًا، على الرغم من كل الدعم والإطراءات التي تقدمها له بشكل دائم؟
إذا كانت الإجابة على الأسئلة السابقة هي نعم، فهذه ليست سوى بعض مظاهر القلق عند الأطفال.
المحتويات
ما هي أهم التأثيرات السلبية للقلق؟
يمكن أن يؤثر القلق على الصحة العقلية والجسدية للشخص إذا لم تتم معالجته، كلما أسرعت في وضع خطة لمعالجة القلق لدى طفلك والعمل من خلالها، زادت فرصتك في جعله يعيش حياة طبيعية مع تقدمه في السن.
يمكن أن يشعر الطفل بالقلق بنفس الطريقة التي يشعر بها البالغ، وغالبًا ما تكون حالة القلق لدى الأطفال أكثر إرباكًا لأنهم غير متأكدين مما يشعرون به أو يفكرون فيه في هذه السن المبكرة، كما أنهم يعتمدون بشدة على البالغين في حياتهم لتحديد إذا ما كان لديهم مشكلة أم لا، وتحديد مسار العمل المناسب لحلها والتعامل معها.
من المؤكد أن التشخيص والعلاج السريري سيكونان مفيدين في مكافحة القلق، ولكن هناك أيضًا خطوات مفيدة يمكنك اتخاذها بنفسك قبل طلب المساعدة المتخصصة، والتي ستجعل طفلك يبدأ في طريق الشفاء بشكل أسرع وفعال أكثر.
ما أهم الأنشطة التي تساعد الأطفال والمراهقين على تخفيف القلق النفسي؟
1 – ممارسة التمارين الرياضية:
نعلم جميعًا أن التمارين الرياضية مفيدة للصحة الجسدية، ولكنها يمكن أيضًا أن تصنع المعجزات بما يتعلق بالصحة العقلية بشكل عام وبتخفيف القلق بشكل خاص.
إذا كان الطقس لطيفًا، اذهب للمشي برفقة طفلك، أو جرب معه ركوب الدراجة أو السباحة أو الركض. وبشكل عام تعتبر الأنشطة مثل: فنون الدفاع عن النفس والكيك بوكسينغ والرقص وتسلق الصخور ودورات النينجا طرقًا رائعة للتخلص من العدوانية وتهدئة العقل.
2 – تمارين الاسترخاء والتأمل واليوغا
لقد سمعنا جميعًا عن فوائد اليوغا للجسم، أبرزها زيادة المرونة وتحسين الطاقة والحيوية وصحة القلب والأوعية الدموية والدورة الدموية. يعد التنفس المنتظم وتهدئة العقل من خلال التأمل طرقًا رائعة لتقليل التوتر لدى الأطفال بشكل فوري تقريبًا.
يمكن أن يساعدك البحث السريع عبر الإنترنت في العثور على مقاطع الفيديو المثالية لتمارين التنفس واليوغا، والتي يمكنك القيام بها في المنزل. يستمتع الأطفال الأصغر سنًا بممارسة التمارين الرياضية واليوغا في المنزل مع آبائهم.
3 – تشجيع أطفالك على كتابة يومياتهم
كتابة اليوميات هي طريقة رائعة للتعبير عن أنفسنا، بغض النظر عن العمر الذي نحن فيه، إذا كان طفلك يعاني من القلق ويجد صعوبة في التعبير عن مشاعره، شجعه على الكتابة في مفكرة، فقد يكون التعبير الكتابي أسهل بالنسبة له، إذا لم يتمكن من الكتابة بشكل جيد، فاجعله يلجأ إلى الرسم.
4 – توجيه التركيز على الإيجابيات
إذا كان طفلك يعاني من القلق، فمن المهم والمفيد أن تحاول توجيه تركيزه على الأشياء الإيجابية في حياته. ضع جانبًا صندوقًا أو برطمانًا أو وعاءً بلاستيكيًا (حتى أن حوض السمك سيفي بالغرض) وشجع طفلك أن يكتب على قطعة من الورق أجمل ما حدث معه في ذلك اليوم، والأمور التي تجعله يشعر بالامتنان لوجودها في حياته، اجعله يفعل ذلك بشكل يومي، وضع قطع الورق في الصندوق، ثم عندما يشعر طفلك بالإحباط أو الحزن أو القلق، اجعله يفتح الصندوق ويقرأ جميع ما كتبه على قطع الورق.
5 – الرسم والتلوين
يتم استخدام نشاط التلوين كعلاج للعديد من الحالات والاضطرابات، يعد التلوين من أكثر الأنشطة التي تبعث على الاسترخاء لدى الأطفال الذين يعانون من القلق، ويساعد على تطوير المهارات الحركية الدقيقة لدى الأطفال الصغار. يمكن أن يخفف التلوين من القلق من خلال منح طفلك سعادة بسيطة، ولكنه يتطلب تركيزًا كاملًا للعمل عليه.
6 – الاستماع إلى الموسيقى
الموسيقى هي محسن رائع للمزاج، سواء كان ذلك لرفع الروح المعنوية أو إطلاق المشاعر المكبوتة، عندما يمر طفلك بيوم عصيب، ضع قائمة تشغيل لأغانيه المفضلة وقم بتشغيلها له، وادفعه للغناء والرقص على هذه الموسيقى. يمكنك أيضًا إحضار بعض الآلات الموسيقية للعزف عليها.، فقد ثبت أن ضرب الصنج أو الطبول أو العزف على الجيتار أو البيانو هي أساليب علاجية فعالة للغاية للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق المكبوت بغض النظر عن العمر.
7 – امنح طفلك مساحة شخصية
عندما يكون لديك طفل يبدو مضطربًا أو قلقًا بشكل متكرر، قد يكون من الجيد إعطائه مكانًا للمساحة الشخصية، حيث يمكن أن يكون هذا المكان غرفة خاصة به أو منزل شجرة أو أرجوحة وما إلى ذلك. في بعض الأحيان يكون منح أطفالك القليل من الوقت والاستقلالية لحل الأمور بمفردهم هو أفضل طريقة لبدء محادثة عندما يكونون مستعدين.
إذا كنت تشعر بأن هناك شيئًا ما غير معتاد في تصرفات طفلك، ابدأ في البحث، واسأل عن آراء أفراد الأسرة الآخرين ومعلمي طفلك، إذا بدت المشكلة أنها بحاجة إلى مزيد من المساعدة، فاطلب رأي المختص عاجلًا وليس آجلًا. كما ذكرنا سابقًا، كلما أسرعت في مساعدة طفلك على تطوير عادات عاطفية صحيحة وجيدة، زادت احتمالية نموه ليصبح بالغًا متمعًا بحياة مريحة وطبيعية.
من الجيد دائمًا استشارة طبيب الأطفال إذا كانت لديك مخاوف من أن أطفالك ربما يعانون من بعض أشكال القلق والتوتر النفسي، لكن كن حذرًا من الاختصاصيين والأطباء الذين يتسرعون في علاج طفلك، وابدأ أنت بالخطوات الأولى للعلاج عبر الأنشطة المذكورة التي تفيد في تحسين صحتهم الجسدية والعقلية.