يعتبر الألم البطني من أشيع الأعراض التي قد تصادف أي شخص خلال حياته، تتنوع أسباب الألم البطني وتتراوح شدتها من خفيفة إلى آلام حادة جدًا. من خلال التفكير في نوع الألم وموقعه وشدته، وملاحظة الأعراض المرافقة، يمكن تحديد الأسباب المحتملة، ووضع خطة علاج مناسبة، فيما يلي مجموعة من أشيع أنواع الألم البطني.
المحتويات
ألم ماغص شديد في الجزء العلوي الأيمن من البطن
يعتبر هذا الألم وصفيًا لحصوات المرارة. تخزن المرارة الصفراء التي تستخدم في الهضم بعد أن تتحد مع عصارات الجهاز الهضمي من الكبد والبنكرياس لتحطيم الطعام المهضوم جزئيًا والذي غادر المعدة ودخل الأمعاء الدقيقة. السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بحصوات المرارة هو إفراز الكبد للكوليسترول الزائد (غالبًا نتيجة عادات غذائية غير صحية)، يمكن أن يتجمع الكوليسترول الزائد في المرارة ويتصلب على شكل حصوات. تقع المرارة بجوار الكبد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، يمكن الشعور بألم حاد عندما يحاول الجسم تمرير حصوات المرارة عبر القناة الصفراوية الضيقة. لا تسبب حصوات المرارة أي أعراض على الإطلاق عند كثير من الأشخاص، ولكن عندما يبدأ الألم، تجب معالجة الحالة، وغالبًا ما يفضل الأطباء استئصال المرارة من خلال التنظير كعلاج معياري لحصوات المرارة.
انتفاخ غير مريح في كامل البطن
تشمل عملية الهضم سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث على طول القناة الهضمية، خاصة عندما يقوم الجسم بتفكيك بعض الأطعمة مثل الخضار الورقية والفاصولياء، ما يؤدي إلى إطلاق الغازات. يمكن أن يسبب تناول الكثير من الأطعمة المسببة للغازات إلى زيادة الغازات في الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى شعور بالانتفاخ. يمكن أن يحدث ذلك أيضًا عند شرب الكثير من المشروبات الغازية أو ابتلاع الكثير من الهواء عند تناول الطعام بسرعة.
الغازات الزائدة هي بالطبع حالة شائعة وغير خطيرة وعادة ما تزول من تلقاء نفسها بمرور الوقت، ولكن يمكن أيضًا معالجتها عن طريق استخدام الأدوية خصوصًا عند الأشخاص المعرضين لتشكل الغازات، ويمكن منعها أو التقليل منها عن طريق تعديل النظام الغذائي والحد من الخضار الورقية أو المنتجة للغازات بكثرة مثل المشروبات الغازية والفاصولياء والسوربيتول (محلي صناعي).
ألم حارق في الجزء العلوي من المعدة
تحدث القرحة الهضمية عندما يؤدي خلل أو تلف في بطانة المعدة، عادةً ما تكون المعدة مغطاة بطبقة مخاطية سميكة تعمل بمثابة حاجز بين البطانة نفسها والعصارة الهضمية الحمضية. عندما يتم اختراق الحاجز المخاطي، والذي يمكن أن يحدث نتيجة للعدوى، أو الإفراط في شرب الكحول، أو التدخين أو الأسبرين، أو مجموعة من أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، يمكن لعصارة الجهاز الهضمي أن تهضم بطانة المعدة. تسبب القروح الناتجة آلامًا في المعدة وربما نزيفًا.
يعتمد العلاج على السبب الأساسي، ولكن معظم خيارات العلاج تركز على تقليل حمض المعدة بدرجة كافية بحيث يمكن أن تلتئم القروح. في حالة العدوى يمكن أيضًا استخدام المضادات الحيوية.
ألم حاد في الجانب الأيمن السفلي من البطن
يمكن أن تلتهب الزائدة الدودية أحيانًا، إما بسبب العدوى أو بسبب انسداد في جوفها، ويمكن أن تتراكم البكتيريا في الداخل. في حالة انفجارها، تنطلق البكتيريا المسببة للالتهاب في تجويف البطن، ما يسبب مجموعة متنوعة من المضاعفات المحتملة. يعد الألم في الجانب الأيمن السفلي من البطن، إلى جانب الأعراض المحتملة الأخرى مثل الغثيان والحمى، علامة مُنبهة على التهاب الزائدة الدودية الحاد.
بسبب الخطر المرتبط بانفجار الزائدة الدودية، فإن العلاج ضروري في أقرب وقت بعد ظهور الأعراض قدر الإمكان. يمكن أن يلجأ الأطباء للمضادات الحيوية في بعض الحالات، ولكن في أغلب الأحيان يكون استئصال الزائدة الدودية ضروريًا.
آلام بطنية معممة مع إسهال
يحدث التهاب المعدة والأمعاء نتيجة عدوى تصيب الجهاز الهضمي، ويشمل عادةً المعدة والأمعاء الدقيقة. يحدث التهاب المعدة والأمعاء (المعروف أيضًا باسم الإسهال المعدي) بسبب فيروس نوروفيروس. تسبب العدوى الفيروسية الالتهاب، وهذا بدوره يسبب الإسهال وآلام البطن والقيء أحيانًا، وفي بعض الحالات قد يكون سبب العدوى جرثوميًا.
يعالج التهاب المعدة والأمعاء بتدبير الإسهال وأي أعراض أخرى مرافقة. يتمثل أحد الجوانب الأساسية لهذا العلاج في معالجة الجفاف الذي غالبًا ما يصاحب العدوى بسبب طرح السوائل الزائد.
آلام عامة في البطن مع انتفاخ
تشير متلازمة القولون العصبي إلى مجموعة من الأعراض، بالإضافة إلى آلام البطن والانتفاخ. يعاني العديد من الأشخاص أيضًا من تغيرات في عادات الأمعاء مثل الإمساك والإسهال. ما يزال سبب القولون العصبي غير معروف بدقة، ولكنه قد يكون مرتبطًا بالوراثة أو حساسية الطعام أو الإجهاد أو العدوى.
لا يوجد علاج شافٍ لمتلازمة القولون العصبي، لذا فإن العلاج يدور حول تدبير أي أعراض موجودة. يمكن أن تستكمل أدوية علاج الإسهال والإمساك ببعض التغييرات في النظام الغذائي؛ أحد الأنظمة الموصى بها بشدة هو نظام غذائي منخفض بالأطعمة التي تحتوي على مكونات معينة قابلة للتخمير.
تشنج وألم مصحوب بإسهال دموي
التهاب القولون التقرحي ومرض كرون كلاهما مثال على تطور مرض التهاب الأمعاء (IBD)، الذي يتمايز في جزء من الجهاز الهضمي. يُعتقد أن سبب مرض التهاب الأمعاء هو تفاعل معقد بين العوامل الوراثية ونمط الحياة. كلا المرضين ينطويان على التهاب أجزاء من الجهاز الهضمي يسبب العديد من الأعراض، بما في ذلك النزيف المعوي وآلام البطن المرافقة. كما هو الحال مع القولون العصبي، لا يوجد حاليًا علاج لأي من التهاب القولون التقرحي أو داء كرون، لذلك يركز العلاج على تدبير الأعراض ونوعية الحياة على المدى الطويل. يتم اختيار الدواء عادةً لتقليل الالتهاب وتدبير الأعراض. في الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من القولون أو كله من أجل الراحة.